عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 04-06-2009, 03:11 PM
محمود راجح المصرى محمود راجح المصرى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 11
معدل تقييم المستوى: 0
محمود راجح المصرى is on a distinguished road
افتراضي

نفسي الفداء لأسرةٍ جمع الجنود رجالها ونساءها في غرفة،
قالوا لهم، أنتم هنا في مأمن من شرناومضوا،
ليأمر ضابط منهم بقصف البيت عن بعدٍ ويأمر بعدها جرافتين بأن يسوَى ما تبقَّى بالتراب،
لعل طفلاً لم يمت في الضرية الأولى
ويأمر بعد ذلك أن تسير مجنزرات الجيش في بطء على جثث الجميع يريد أن يتأكد الجندي أن القوم موتى
ربما قاموا ، يحدث نفسه في الليل
يرجع مرة أخرى لنفس البيت، يقصفه، ويقنع نفسه، ماتوا ، بكل طريقة ماتوا،
ويسأل نفسه، لكن ألم أقتلهمو من قبل؟! من ستين عاماً، نفس هذا القتل، نفس مراحل التنفيذ،
لست أظنهم ماتوا،
ويطلب طلعة أخرى من الطيران تنصره على الموتى ويرفع شارة للنصر مبتسماً إلى العدسات
منسحباً، سعيداً أن طفلاً من أولئك لم يقم من تحت أنقاض المباني كي يكدره
ويسأل نفسه في الليل، ما زال احتمالاً قائماً أن يرجعوا فيضيء ليلته بانواع القنابل،
سائلا قطع الظلام عن الركام وأهله ماذا ترين وتسمعين ؟
فتجيبه : لم ألق إلا قاتلاً قلقاً، وقتلى هادئين
نفسي فداء للصغار الساهرين
عطشاًَ وجوعاً من حصار الأقربين الآكلين الشاربين
المالكين النيل والوادي وما والاهما ملك اليمين الشائبين الصابغين رؤوسهم فمعمرين
من أين يأتيكم شعور أنكم سَتُعَمّرُون إلى الأبدْ ثقة لعمري لم أجدها في أحدْ
عيشوا كما شئتم ليوم أو لغدْ
لكنني صدقاً أقول لكم فقط من أجل منظركم، وهيبتكم
إذا سرتم غدا في شاشة التلفاز
سيروا صاغرين

جزء من قصيدة نفسى الفداء للشاعر تميم البرغوثى
رد مع اقتباس