خلل ؟!
لعل بعضكم يتساءل ما هذا الخلل الذي ألم بوليد حضر إلى الدنيا منذ يومين فقط .
تقوم كرات الدم بوظيفتها على مدي أسابيع و أثناء عملها الدؤوب تتكسر أطرافها و تشيخ و تتلف فتنتقل بعد موتها للطحال الذي يبدأ أول مراحل تحطيمها و يرسل بقاياها للكبد ، هنا يتحول الهيموجلوبين حامل الأكسجين مادة الحياة إلى سم قاتل يدعى البيليروبين.
يحمل الدم السم الناقع إلى الكليتين فيمر في مصفاتها الدقيقة و يذاب في الماء ثم يطرد خارج الجسم .
يولد عدد كبير من الأطفال و هم يعانون من مرض الصفرا لأن الكبد لم يكتمل نموه و لم يعمل بكامل كفاءته . كما أن دم الوليد به كمية عالية من خلايا الدم الحمراء لإقتناص أكبر كمية من الأكسجين من المشيمة . فله الأولوية في غذاء الأم و هوائها عنها ، يخصه بهما جسم الأم و يفضله عن نفسها حباً و كرامة.
و عند الولادة يعجز كبد الوليد عن تنظيم التخلص من هذا السم و نقله للكليتين ، فيملأ البيليروبين الأصفر الدم و الخلايا فيذوب في دهون الجلد و أنسجة العين مخبراً الطبيب بوجود العلة و الخلل . يوضع هؤلاء الأطفال تحت مصباح خاص يطلق أشعة فوق بنفسجية تكسّر الصفرا لتسهل على الكليتين إخراجها ريثما يزاول الكبد نشاطه بكفاءة أعلى.
و قد يتسبب فيروس هاجم الكبد في هذه العلة فيعجز المسكين عن أداء وظيفته فينطلق البيليروبين في الدم . و عندها يلزم تغيير دم الوليد باستبداله بدم شخص سليم من نفس الفصيلة.
ثم ...
لثم بقية ، ما دام الدم لوناً ورائحة لا يؤذي أنفسكم ....
|