.. و ذات تمنع
مستهترة ! أقل ما توصفين به ، و أولئك الذي يتكئون عليك ،ألفوا عاداتك ! يخسرون و أنت السبب . ألم يسعك أن تطلبي منه اليقظة في الليلة السابقة ؟ و متى رد طلبك؟ حقاً مستهترة.
أتيقظ و الخيط الأبيض يلقي بالخيط الأسود بعيداً . أخرت صلاة الفجر ، لطفك يا مولى ، أصليه على وجل .
نهار عزمت على التبرع في يومه .
يستقبلني الطريق في يوم يستقبل فيه عظيم يمر بالزحام فيقف له الزحام . يتكدس البشر أكثر من العادة و يتعاطف معهم الدخان فيؤنس رئاتهم .
يسكن الزحام أنفاسي فيشقيني حمله .
أصل بنك الدم و هم يهمون بإغلاقه ، أطلب التبرع بالدم لله فلا يلتفت أحد ،على غير العادة . يعتريني الزهق حتى يقارب الفوران .
تأتي ممرضة بفتور فتربط رباطاً مطاطياً حول ذراعي كي يتجمع به الدم ، فيصيب ذراعي الخدر. تضج الأعصاب بالألم و لا من مجيب . أفكه قليلاً فيظل يطبق على أعصابي، يضخ الألم بها .
تخز الممرضة ذراعي بحثاً عن وريد يقبل التبرع ، فيرفض ثلاثة ، ثم يقبل آخر على مضض. يطول الأمر نصف ساعة و كل عصب في ذراعي يضج ألماً و هذا الدم يبطىء النزول ، لا ليس إلفه .
تكتفي ببعض كيس لم يكتمل تأخذه و تسحب الإبرة بعيداً و أنا أتحسر ، بينما ذراعي يعلن الألم و يلتزم بإضراب عن العمل سيتمه أسبوعاً .
في الشارع ، ينازع الزحام الحركة فيغلبها . يستغرقني اليوم كي أصل بيتي !
ربي إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً و لا يغفر الذنوب إلا أنت .
******************