رمضان كريم
يوم صيفي ، العمل فيه شحيح ، يعلوه الزبد : جدل مع رئيستي التي حضرت من أمريكا تعلمنا كيف يكون العمل ، تشغل نفسها بما يدعى تنمية الموارد البشرية .
القوم في الولايات المتحدة استقرت لديهم الأحوال المعيشة و المرتبات و القوانين التي تحكم ما بين الرئيس و المرؤوس . أما نحن فكلمة وشاية تمحو لقب الوظيفة المعتبر يسبق أسماءنا .
تصطدم رئيستي بالبشر و التقاليد فتندب تخلف البلد و البشر عن ركاب الحضارة و تسترسل في ذلك الساعات غير ذات العدد كل يوم بينما الوقت يفر من المكان مسرعاً إلى غير رجعة.
يقع كلامها علي نفسي الخبط على الجسم . لا أستوعب كيف يهون عليهم أمر البلد و أهليهم حتى يلوكوا الجسد الحي على هذا النحو ! جريمة أمحو بموجبها ذكر مرتكبها من نفسي . لا ليس لرئيستي عندي ابتسامة .
لعملنا قواعده ، فاليوم الطويل حد القيد تكسره عدة أذونات ثم ندخل في خانة الخصم مما يعفيني من مسؤليتي تجاه المكان . بما يقيدني من لا يدفع لي ؟
أما هي فتنزعج ممن تطلب إذناً لأمر يعنيها . تصب الغضب فوق رأس الجميع .
يطلب مني أحدهم التبرع بالدم على عجل بسبب عملية جراحية و يتحدث عن أول النهار في يوم بلا ملامح عمل محددة . لو طلبت إذناً لاخترعت لي عملاً (جدل حول العمل لا أكثر) ، أتغيب عن العمل دون اعتبار لإذنها.
اتصل بها عند العاشرة بعد أن تبرعت لأخفف وطأة ما فعلت ، تصرخ بوجهي و تسترسل . لا لن ادفع ثمن غضبها علي مالاً و أعصاباً . أنهي المكالمة بكلمة خشنة تحسم الوضع.
يقضي الجميع اسبوعاً حشوه الضنك بسبب موقفي ذلك و (سوء الإتصال) الذي بيننا . ثم تكلفني بما قال المدير أنه عملها فأنجزه بعقلي ! وامصيبتاه ارتكبت جريمة التفكير مجدداً !
يحضر رمضان و أنا أخبر نفسي أن وجودي في المكان خطأ بحاجة لتغيير .
غداً أقدم استقالتي ففيض المهانة يملأ الأنحاء بينما العمل لا يعرف طريق الأرض.
لكن اليوم إجازة و التفكير في العمل يوم الإجازة ممنوع . لأنام حتى تضيع ملامح النهار جزئياً.
تداهمني مكالمة و أنا نائمة فأرد قبل أن يداهمني كامل وعيي .
على الطرف الآخر مدير مدرستي يكل إلى أمر الإمتحانات و المدرسات (عمل رئيس القسم) . فأعده خيراً دون أن أعي تماماً ما يحصل .
يطلب مني الحضور لإكمال ما ينقص من عمل .
_ إن شاء الله .
هنا حيث نشكر الله لأجل تلك الشبكة التي تتقطع فتنهي الإتصال .
أغرق في النوم فلا أمر يعنيني عندما أنام ثم أتيقظ عند العاشرة و أنا أتساءل عما حصل .
يحضُر يوم العمل التالي الأخبار ، اختلفت رئيستي مع المدير و أرته شيئاً من نرفذتها و فيما يقولون أن أحدهما أطلق سراح الآخر و فيم يقولون أيضاً أن الخلافات كانت توقف سير العمل .
يستمر اليوم رمضان الوقور ، أنا إلى مكتبــ(ي)ـها أتفحص أكداس الورق تختفي خلفها الحياة و يضيع في زحامها العمل . أراغمها على النظام كي أخرج بكتاب به اسئلة لا يثير زوابع بل يكون أمره اليسر على الجميع ( و قد فعلت ) . يسود الهدوء المكان فقد مرت العاصفة هذه المرة أيضاً .
********************
|