عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 29-06-2009, 10:20 PM
الصورة الرمزية بنت دمنهور
بنت دمنهور بنت دمنهور غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
العمر: 33
المشاركات: 1,974
معدل تقييم المستوى: 18
بنت دمنهور is on a distinguished road
افتراضي




(13)

عبد الله بن عباس
ترجمان القران

" اللهم اته الحكمة "




هكذا دعا النبى صلى الله عليه و سلم لهذا الفتى القرشى الذى انتقل النبى صلى الله عليه و سلم الى الرفيق الاعلى و هو بعد ابن ثلاث عشرة سنة و مع صغر سنه فقد تصدر لمهام من اعظم المهام فقام بها خير قيام رضى الله عنه .


ابن عباس و المهام العظام :

انه عبد الله بن عباس ابن عم النبى صلى الله عليه و سلم
و اول هذه المهمات انه حفظ للامة الفا و ستمائة و ستين حديثا وعاها و فهمها عن النبى صلى الله عليه و سلم اثبتها الامامان البخارى و مسلم فى صحيحيهما ثم قام يعلمها للدنيا كلها .



وثانى هذه الامور هى التاويل – اى تفسير القران – فلقد دعا له النبى صلى الله عليه و سلم ان يفقهه الله فى الدين و يعلمه التاويل فكان ابن عباس يقول :
" و الله ما من آية فى كتاب الله الا و أنا أعلم متى نزلت و فيمن نزلت وما تأويلها "



وثالث هذه العظام هى الحكمة و تتجلى هذه الحكمة فى مواقف كثيرة نذكر بعضا منها :

أولا : أن عمر بن الخطاب كان يجعل ابن عباس فى مجلس مشورته يوم أن كان أميرا للمؤمنين فكم كان عمره وقتها ؟ كان فتى يخطو مبتعدا عن الخامسة عشر عاما بقليل فلما عاب عليه بعض الناس ذلك قال : " انه فتى كهول له لسان سئول و قلب عقول"

و ثانيا : ما تحكيه لنا كتب السيرة من تصدى هذا الصحابى الجليل لخمسة و عشرين ألفا من الخوارج بمفرده و كيف رد عشرين ألفا منهم الى صفوف المؤمنين دون قتال ذلك أن أناسا من المسلمين قد خذلوا الامام عليا رضى الله عنه فى خلافه مع معاوية رضى الله عنه فاسئأذن ابن عباس رضى اللله عنه أمير المؤمنين على بن أبى طالب أن يذهب الى الخوارج ليكلمهم فلما جآء اليهم و حدثهم عادوا الى صوابهم و انضموا الى حظيرة المسلمين .



و لعل أروع ما يشعرك بحكمة هذا الصحابى هو موقفه مع النبى صلى الله عليه و سلم عندما أراد النبى صلى الله عليه و سلم الصلاة فأسرع يحضر له الماء ليتوضأ ثم أشار له النبى صلى الله عليه و سلم أن قف جانبى لتصلى فلما دخل النبى صلى الله عليه و سلم فى الصلاة تأخر عبد الله بن عباس خلف النبى صلى الله عليه و سلم فلما فرغ النبى صلى الله عليه و سلم من الصلاة سأله : " لماذا لم تقف بجوارى ؟ فقال : أنت أجل فى عينى من أن أوازيك يل رسول الله فرفع النبى صلى الله عليه و سلم يديه الى السماء و قال :
" اللهم آته الحكمة "



تعلم العلم :

و كما كان ابن عباس يعلى من شان طلب العلم كان كذلك يجل العلماء و يوقرهم ، فها هو ذا الصحابى زيد بن ثابت كاتب الوحى و رأس اهل المدينة فى القضاء و الفقه و القران و الفرائض يهم بركوب دابته فيسرع عبد الله بن عباس الى الركاب الذى يضع الراكب فيه قدمه ليركب الدابة – فيمسكه له فيقول له زيد بن ثابت : دع عنك هذا يا ابن عم رسول الله فيرد ابن عباس : هكذا امرنا ان نعامل علمائنا .



وكما حرص ابن عباس ان يلازم النبى صلى الله عليه و سلم طوال حياته لينهل من معينه و يلزم هديه فقد عرف لكبار الصحابة مكانتهم و طلب العلم عندهم و هو فى ذلك يعلمنا الادب الرفيع مع اساتذتنا فيقول عن نفسه : كان اذا بلغنى الحديث عند رجل من صحابة النبى صلى الله عليه و سلم اتيت بابه وقت قيلولته و توسدت ردائى عند عتبة داره فيسفى على الريح من التراب ما يسفى و لو شئت ان استاذن عليه لاذن لى ؛ و انما كنت افعل ذلك لاطيب نفسه فاذا خرج من بيته فرانى على هذه الحال قال : يا ابن عم رسول الله ؛ هل ارسلت الى فاتيك ؟ فاقول: ( ان العلم يؤتى ولا ياتى )




معلم الامة :

وكما انكب ابن عباس على طلب العلم فقد حمل على عاتقه مسئولية تعليم الامة و تفقيه الناس ولقد جعل من بيته جامعة ياتى اليها الدارسون و اصحاب المسائل و طلاب العلم من كل بقاع الارض و لقد قسم ايام الاسبوع الى يوم للفقه و يوم للمغازى و الفتوح و ثالث لايام العرب وتاريخهم ورابع للتفسير و التاويل 000 و لقد عاش ابن عباس احدى و سبعين سنة ملا الدنيا فيها علما و فقها و ساعة ان انزلوه الى قبره سمعوا قارئا يقرا:
( يا ايتها النفس المطمئنة 0 ارجعى الى ربك راضية مرضية0 فادخلى فى عبادى 0 و ادخلى جنتى )
فسلام الله عليه فى الاولين و سلام الله عليه فى الاخرين و جزاه الله عنا و عن الاسلام و المسلمين خير الجزاء .

[IMG]http://up.koktal.net//uploads/images/kae8b88ab84.gif[/IMG]
__________________

أجمل شي في الحياة حينما تكتشف وجود أناس قلوبهم مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة واللمعان .. والصفاء والنقاء .. قلوبهم تحمل الحب والعطاء .. اللهم احفظهم واكرمهم واجمعنا بهم تحت ظلك يوم لا ظل إلا ظلك .. اللهم ياارب لا تحرمنا من وجودهم فى حياتنا
آمييييييييييين يا رب العالمين.

رد مع اقتباس