عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 30-06-2009, 08:39 PM
الصورة الرمزية بنت دمنهور
بنت دمنهور بنت دمنهور غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
العمر: 33
المشاركات: 1,974
معدل تقييم المستوى: 19
بنت دمنهور is on a distinguished road
افتراضي





(14)
عمير بن سعد
الامتحان العسير




غلام ذاق اليتم على صغر سنه و حديث عهده بالدنيا فقد مات ابوه و ما ترك له مالا و لا سندا ؛ و اخيرا بدت فى حياته بارقه امل عندما تزوجت امه باحد اثرياء المدينة من الاوس و هو الجلاس بن سويد فكفل عمير بن سعد بطل قصتنا اليوم ...

احب عمير الجلاس زوج امه حب الولد لابيه و كذلك تعلق قلب الجلاس بعمير كانه و لده من صلبه .

و مضت الايام و اشرقت الارض بنور ربها و اضاءت المدينة بحبيبها و دخل الغلام الانصارى فى الاسلام و هو بعد ابن العاشرة من العمر فحب دين الله و تعلق قلبه برسول الله صلى الله عليه و سلم و تمضى الايام و عمير يعيش فى سعادة ما بعدها سعادة فهو يعيش فى كنف رجل كريم و كذلك يحيا فى صحبة الحبيب صلى الله عليه و سلم حتى كان يوم الامتحان الالهى الذى اراد الله فيه ان يختبر قلب عمير و هل يتعلق بالجلاس ام بالله و رسوله ؟



فلما كانت السنة التاسعة من الهجرة دعا النبى صلى الله عليه و سلم الى غزوة تبوك و كانت السنة مجدبة و المال قليل لهذا حث النبى صلى الله عليه و سلم اصحابه على كثير من الانفاق و التبرع لتجهيز الجيش و كان عمير يذهب الى مسجد النبى صلى الله عليه و سلم فيرى الصحابة عليهم رضوان الله و هم يسارعون الى التبرع فهذا ابو بكر ياتى بكل ماله الى النبى صلى الله عليه و سلم و هذا عمر بن الخطاب ياتى بشطر ماله و هذا عثمان بن عفان يتبرع بثلاثة مائة بعير و جهازها و مئات الدراهم من الذهب و هؤلاء الذين لا يماكون نفقه و لا يجدون شيئا قد حال الفقر بينهم و بين الجهاد يأتون الى النبى صلى الله عليه و سلم فيردهم لانه لا يجد ما يحملهم عليه فيرجعون و أعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون و فى كل هذا يتعجب الفتى عمير من زوج امه الجلاس فبرغم انه من اغنياء المدينة الا انه حتى الان لم يتبرع بشئ للغزو فى سبيل الله فاراد الفتى عمير ان يستحثه على الانفاق فجلس يحدثه عن الصحابه و تبرعهم و انفاقهم فى سبيل الله فما كان من الجلاس الا ان قال كلمة طعنت فى صدق النبى صلى الله عليه و سلم و رسالته حيث قال :
( و الله ان كان محمد صادقا فيما يدعيه من النبوة فنحن شر من الحمير )
و هنا لم يملك الفتى نفسه فرد عليه قائلا : و الله رسول الله صادق و انت أشر من الحمير



اللهم اظهر براءتى :


ثم انطلق الى النبى صلى الله عليه و سلم يخبره بما قال الجلاس و بخيانته لله و رسوله فما ان سمع النبى صلى الله عليه و سلم هذا الكلام حتى ارسل يستدعى الجلاس الذى جاء مسرعا فما ان ساله النبى صلى الله عليه و سلم عن مقالته حتى اقسم بالله ما قال و ان عميرا كاذب و هنا التفت الانظار الى عمير بل و اسرع البعض من المنافقين يلقون بالوم على عمير و يقولون : هل هذا جزاء احسانه اليك فبكى الفتى وقال : اللهم أنزل على نبيك تبيان ما تكلمت به فما هى الا لحظات حتى غشى النبى صلى الله عليه و سلم الوحى فارتعد الجلاس لأن أمره سينكشف و أشرق وجه عمير لأن الله سيظهر براءته و ما هى الا لحظات و قرأ النبى صلى الله عليه و سلم " يحلفون بالله ما قالوا و لقد قالوا كلمة الكفر بعد اسلامهم و هموا بما لم ينالوا و ما نقموا الا أن أغناهم الله و رسوله من فضله فأن يتوبوا يك خيرا لهم و ان يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما فى الدنيا و الآخرة و ما لهم فى الأرض من ولى و لا نصير " التوبة 74




توبة صادقة :

فردد الجلاس : بل أتوب يا رسول الله بل أتوب يا رسول الله صدق عمير و أنا من الكاذبين .
و هنا مد النبى صلى الله عليه و سلم يده الشريفة فأمسك أذن عمير و قال : " وفت أذنك يا غلام ما سمعت و صدقك ربك "

وكان الجلاس بعدها يقول : جزى الله عميرا عنى خيرا فلوتركنى لمت على الكفر .
و كما أختار عمير الصدق فى هذا.. اختار الصدق فى حياته كلها و عاش مجاهدا معلما راعيا للمؤمنين حتى توفاه الله فى عهد الفاروق عمر رضى الله عنهم أجمعين .



__________________

أجمل شي في الحياة حينما تكتشف وجود أناس قلوبهم مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة واللمعان .. والصفاء والنقاء .. قلوبهم تحمل الحب والعطاء .. اللهم احفظهم واكرمهم واجمعنا بهم تحت ظلك يوم لا ظل إلا ظلك .. اللهم ياارب لا تحرمنا من وجودهم فى حياتنا
آمييييييييييين يا رب العالمين.

رد مع اقتباس