بالفساد وحده الجزء الخامس بعد اربعة اجزاء سابقة لنفس الكاتب اعود لكم اليوم بالجزء الخامس والاخير و.... 
 
اترككم مع المقال  
 
 
ثورة يوليو 1952 م قامت لتحارب الرشوة والفساد والمحسوبية … 
وفى البداية كانت الثورة نقية .. 
طاهرة .. 
تسعى بالفعل للإصلاح .. 
وكان من الممكن أن تصبح أعظم حدث فى المنطقة كلها ، بفضل منجزاتها ، وإنجازاتها ، ونظرتها الطموح المستقبل .. 
لولا الفساد … 
والعجيب أن الفساد ، الذى جاءت الثورة لتحاربه ، كان بعد الثورة ألف ضعف للفساد قبلها !! 
وخاصة بعد تكميم الأفواه ، والرقابة على الصحف ، ونظرية حكم الفرد ، التى تعتبر كل من يخالفه الرأى مارق خائن ، يستحق الموت بلا رحمة ، أو التعذيب بلا حدود … 
وفى ظل هذه السياسة الرشيدة ، ظهر الفساد .. 
ونما .. 
وكبر .. 
وتضخّم .. 
وتحوّل إلى وباء رهيب ، انتقلت عدواه إلى كل شيء …. 
حتى القوات المسلّحة نفسها …. 
ولكن الحكومة لم تبال أو تهتم ؛ لأنها هى صانعة الفساد ومباركته .. 
ثم أن لديها أجهزة قمعية قوية ، يكفى أن يتفوّه المرء بحرف عنها ،أو عن الحكومة ، أو حتى يلقى نكتة للترويح عن نفسه ، لتنقلب الدنيا على رأسه ، وتعتقله الأجهزة الأمنية .. 
وتضربه .. 
وتعذّبه …  
وربما حتى الموت … 
وأصبح الناس يرون الفساد ويعانون منه ، ولكن أحدهم لا يجروء على الشكوى منه ، او الاعتراض عليه ، أوحتى الحديث عنه …. 
ولكن التاريخ علمنا أن الفساد يأتى بالخراب دوماً ، ومهما كانت الاحتياطات … 
فبعد أن اطمأنت الحكومة إلى إحكام قبضتها البوليسية على الشعب والدولة ، وتصوّرت أنها قد صارت بمعزل عن الخطر ، أتتها الضربة من حيث لا تحتسب … 
هزيمة رهيبة .. 
نكسة مروّعة .. 
ودمار شامل لم تعرف مصر له مثيل ، فى أى عهد من عهودها قط … 
وهنا ، هنا فقط بدأت الدولة حرباً طاحنة ضد الفساد ، الذى لو بذلت عشر هذا لمواجهته بحق ، لما جاء الخراب والدمار والعار والهزيمة … 
وعندما حاربنا الفساد ، انتصرنا .. 
وعبرنا .. 
وارتفع علمنا عالياً خفاقاً …. 
وكان ينبغى أن نستوعب الدرس ونفهمه ، وأن ندرك أنه مهما أنجزنا ، ومهما طوّرنا ، ومهما كانت لدينا مشروعات كبرى ، وطموحات عظيمة ، وخطط مبشّرة فلن يمكننا أن ننتصر أبدا ، لو لم نحارب الفساد ... 
و بمنتهى العنف … 
ولكن من الواضح أننا لم نتعلّم ، ولم نفهم ، ولم نستوعب الدرس أبداً … 
لذا فالدولة تتحدّث دوماً عن الإنجازات ، والطموحات ، والخطط المستقبلية ، ولكنها ترفض الاعتراف بالفساد ، الذى انتشر ، وكبر ، وتعملق ، وصار أكبر خطر نواجهه ، فى المرحلة الحرجة المقبلة … 
الفساد هو الذى يرفع أسعار السلع ، التى يضاف إليها ، مايدفعه الصانع من رشاوى وإكراميات ، تتجاوز كل الحدود ، حتى لا تعود السلعة صالحة للمنافسة ، أو قادرة على الصمود ،أمام المنتج الأجنبى … 
الفساد هو الذى يجعلنا غير قادرين على المواجهة ... 
على المنافسة .. 
أو حتى على الصمود .. 
الأحوال تتدهور عالميا ، واقتصاديات الدول لا تصمد بالمجاملات والنفاق وتجميل الصور ... 
وكما علمنا التاريخ ،لن يمكننا أبداً أن نتجاوز المرحلة القادمة ، وأن نعبر منحنى الخطر إلا بالواقعية والمصارحة ... 
وبالمواجهة الصريحة المباشرة مع الفساد … 
الفساد .. الفساد .. الفساد .. الفساد ..  
ألف مرة .. 
وهذا قبل أن تنقض علينا هزيمة أخرى ... 
أو ثورة ... 
اللهم قد أبلغت .. اللهم فاشهد . 
 
والان اخواني الاعزاء وبعد ان اكتملت سلسله مقالات بالفساد وحده واستعراض نماذج الفساد علي مر العصور والامم 
هل لنا ان نعترف بالفساد واثره ؟ 
قد نعترف بهذا بل كلنا نقر بذلك ولكن هل نعترف 
 
 
 
 
 
 
 
 
اننا جزء من هذا الفساد ؟ 
 
مطروح للمناقشه  
 
والموضوع باللون الازرق وبأجزاءه الخمسه لكاتبه الدكتور نبيل فاروق  
 
شكرا لكم احباءي
		 
		
		
		
		
		
		
			
		
		
		
		
		
			
			
			
			
			
			
			
			
			
			
				
			
			
			
		 
	
	 |