[fatac2]

::: شاعر الشهور :::

و بسمة الحبّ في الدهور </span>
و خالق العطر في الزهور و خالق الزهر في الروابي و موجد السحر في الخرير و باعث الماء ذا خرير و الأرض بالنور و العبير و غاسل الأفق و الدراري أجمل عندي من الحرير لقد كسوت الثّرى لباسا ذهبت بالقرّ و الهجير ما فيك قرّ و لا هجير و لا غمام على البدور فلا ثلوج على الروابي من اللّذاذات و الحبور أتيت فالكون مهرجان و الابتسامات في الثغور أيقظت في الأنفس الأماني و تنبت العشب في الصخور و كدت تحيي الموتى البوالي و تجعل الصخر ذا شعور و تجعل الشوك ذا أريج و كيفما ملت طيف نور فأينما سرت صوت بشرى و ما جناه من الشرور تشكو إليك الشتاء نفسي و دبّ حتى إلى ضميري كم لذّع الزّمهرير جلدي فاخترق الصوف كالحرير فلذت بالصوف أتّقيه منقبض الصدر كالأسير و كم ليال جلست وحدي و يرجف الحبر في السطور يهتزّ مع أنملي كتابي كنائحات على أمير تعول فيها الرياح حولي و الرعد مستتبع الزئير و الغيث يهمي بلا انقطاع ، و صامت البدء و الأخير و اللّيل محلولك الحواشي مختبئات من الصقور و الشهب مرتاعة كطير لله من موقدي الصغير ! في غرفتي موقد صغير من شدّة الغيظ لا السعير يكاد ينقدّ جانباه بغير دفّ على سريري لولا لظاه رقصت فيها كأنّه وجه مستعير و ساعة وجهها صفيق فأبطأ الوقت في المسير أبطأ في السير عقرباها يمشي على الشوك في الوعور حتّى كأنّ الزمان أعمى ما للأماني من نشور كنّا طوينا المنى و قلنا : عرّج منها على قبور فلو يزور الصدور حلم فصفّقي ، يا منى و طيري ! لقد تولّى الشتاء عنّا