المقدمة
بسم الله خالق الإنسان .. ومعلم البيان .. نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا . ومن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .. وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله معلما للبشرية وهاديا للأمة وعلى من اهتدى بهداه وسلك طريقه وبعد ..
جميلة هي الحياة .. وأجمل ما فيها أن يعيش الإنسان على كوكب يشعر بأن سكانه يبذلون أقصى جهدهم في العطاء الجبار المتدفق من نبـع صاف زلال لا يحيف ولا ينقطع أبدا ..
مع إشراقة كل يوم دون كلل أو ملل .. ومن أولئك السكان توجد فئة غالية على أنفسنا .. فئة اهتم بها علماء النفس والاجتماع عبر العصور . لما لهذه الفئة من مكانة عظيمة في المجتمع الإسلامي بصفة خاصة وبالمجتمع الخارجي بصفة وبشكل عام .
بالطبع المقصود بهذه الفئة ؛ فلذات أكبادنا ( أبناؤنا ) فقد اهتم هؤلاء العلماء بدراسة سلوكهم منذ نعومة أظفارهم متطرقين إلى عملية (النمو) سواء أكان :
1. جسميا .
2. عقليا .
3. اجتماعيا .
4. انفعاليا .
وبالتالي كانت النتيجة إيجابية بحيث أصبحت هذه الفئة ( بإذن الله ) تستطيع تحقيق ذاتها فتستفيد وتفيد المجتمع والإنسانية بأكملها .. ومن ثم أصبح الطفل محور العناية والاهتمام من قبل :
1. الأسرة .
2. المدرسة .
3. المجتمع .
ولكن هذه الفئة كغيرها من فئات المجتمع تتعرض لعقبات تعترضهم في بداية طريقهم .. ولعمليات كبيرة لها أثرها البالغ في تشكيل سلوك وشخصية الطفل فيما بعد . ومن المشاكل التي تحيط بالطفل وتؤثر في سلوكه على سبيل المثل لا الحصر
( الكذب .. السرقة .. الغش .. التأخر الدراسي .. التعثر في الكلام .. )
لذا يسعدني أن اقدم هذا البحث حاملاً بين طياته .. أسباب التأخر الدراسي وبالتالي علاجه .
سائلاً المولى عز وجل الأجر والثواب وبالتالي أن ينال بحثي المتواضـع على رضى أستاذي الفاضل ؛ ويحوز على إعجابه ..
موقف تمثيلي
الأم تقول: لقد وصلتُ إلى هذه الحقيقة المرة.. أنا ابني غبي.
المدّرسة: لا تقولي هذا يا أم أحمد.. إن أحمد ذكي ويعقل الكثير من الأمور التي يعقلها الكبار.
أم أحمد: لقد أفنيتُ عمري في تعليمه وتدريسي له وهو مع ذلك غبي لا يفهم... كل يوم أنا وهو في شجار أنا أصرخ وهو لا يذاكر, لا يهتم بالمدرسة, ولا يهتم بواجباته ويتركها إلى آخر اليوم, ويكتب الواجب بالضرب وهو يتثائب. لقد يئست من هذا الولد وتعبت نفسيًا منه وأوشكت أعصابي على أن تنهار. إني أضيع الوقت, وهو لا فائدة منه.
المعلمة: اهدئي يا أم أحمد, واجلسي أحمد بخير إن شاء الله.
أم أحمد: هل أفصله من المدرسة ويجلس معي في البيت وأستريح, وأوفر هذه المصاريف, وأُريح هذه الأعصاب المتعبة؟
المعلمة: لا يا أم أحمد هذا تصرف غير رشيد, إن الطفل المتعلم هو الأمل لهذه الأمة والله عز وجل يأمرنا بذلك في كتابه ويقول: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9], ويقول أيضًا: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} [طـه: 114].
الأم: ولكن ما الحل؟
المعلمة: إن ابنك أحمد ذكي بلا شك.. والدليل على ذلك أنه عندما يريد أن يحل ويذاكر ويجلس على المذاكرة بِحُب تكون النتيجة أكثر من ممتازة, أليس هذا صحيحًا؟
الأم: بلى هذا صحيح أحمد عقله جيد وعنده إمكانات جيدة ولكنه يستغلها في إتعابي.
المعلمة: علينا إذن أن نبحث عن الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى تأخره الدراسي فليس السبب الغباء كما تقولين.
تعريف ومفهوم التأخر الدراسي
التأخر الدراسي أو ما يعرف باسم Scholagtic Retardation . قد عرفه علماء النفس كلا منهم على حده ولكن التعريف الشائع بين الدول هو: حالة تخلف أو تأخر أو نقص في التحصيل لأسباب عقلية ، أو جسمية ، أو اجتماعية ، أو عقلية بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي المتوسط بأكثر من انحرافين سالبين .
ويعرفه آخرون بقولهم
’’هو حالة تأخر أو تخلف أو نقص أو عدم اكتمال النمو التحصيلي نتيجة لعوامل عقلية أو جسمية أو اجتماعية أو انفعالية، بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي أو المتوسط.
وللأغراض التربوية يعرف التأخر الدراسي إجرائياً على أساس الدرجات التحريرية التي يحصل عليها التلميذ في الاختبارات في جميع المواد.‘‘
وبالطبع قد نرى هذا جليا في الصفوف الدراسية ..وبالذات في المرحلة الابتدائية ،فقد نجد في بعض الفصول الدراسية طالبا أو أكثر يسببون الإزعاج والمتاعب للمعلمين فيبدو عليهم صعوبة التعلم مصاحبا ذلك بطء في الفهم وعدم القدرة على التركيز والخمول وأحيانا تصل بهم إلى ما يسمى بالبلادة ؟ وشرود الذهن . وربما يكـون الأمر أكبر من اضطراب انفعالي ربما تكون الأسرة أحد أسبابه وما يصاحبها من عوامل سلبية تدفع بالطالب إلى الإحباط والانطواء .
وبعد ذلك عندما يذهب الطالب للمدرسة باحثا إلى متنفس آخر يبدأ به حياة جديدة فتفقد عملية التربية والتعليم وتكون النتيجة ظهور مشكلة عظيمة تهدر حياتة ومستقبل الطالب بكافة أبعاد المشكلة وهذا ما نطلق عليه باسم : Scholagtic Retardation or Educational retardation التخلف الدراسي أو التأخر الدراسي .
مشكلة التأخر الدراسي
ومما تجدر الإشارة إليه أن التأخر الدراسي لدى التلاميذ يصاحبه في اغلب الأحيان الهروب من المدرسة والانحراف نحو الجرائم ، من سرقة واعتداء وغيرها ، ذلك أن التلاميذ الفاشلين في دراستهم يستجيبون أسرع من غيرهم لهذه الأمور بسبب شعورهم بالفشل ، وعدم القدرة على مواصلة الدراسة والتحصيل .، ولو تتبعنا أوضاع وسلوك معظم المنحرفين لوجدنا أنهم خرجوا من بين صفوف التلاميذ المتأخرين دراسياً .
بلا شك أن التخلف أو بالأحرى التأخر الدراسي مشكلة كبيرة لا بد لها من حل .فهي مشكلة معقدة الأبعاد ، تارة تكون مشكلة نفسية وتربوية وتارة أخرى تكون مشكلة اجتماعية يهتم بها علماء النفس بالدرجة الأولى ومن ثم المربون والأخصائيون الاجتماعيون والآباء ..
فتعد مشكلة التأخر الدراسي من المشكلات التي حظيت باهتمام وتفكير الكثير من التربويين وللآباء وللطلاب أنفسهم باعتبارهم مصدر أساسي لإعاقة النمو والتقدم للحياة المتجددة .
ولكي نجد الحل لهذه المشكلة لا بد لنا أولا من معرفة أنواعها وأبعادها سواء أكانت (تربوية أو اجتماعية أو اقتصادية ) وكذلك لا بد لنا من معرفة أسبابها .. أسباب التأخر الدراسي .
أنواع التأخر الدراسي
بالطبع للأغراض التربوية عُرِف التأخر الدراسي على أساس انخفاض الدرجات التي يحصل عليها التلميذ في الاختبارات الموضوعية التي تقام له ، ولهذا صنف التخلف الدراسي إلى أنواع منها :-
1. التخلف الدراسي العام : وهو الذي يكون في جميع المواد الدراسية ويرتبط بالغباء حيث يتراوح نسبة الذكاء ما بين (71 – 85 ) .
2. التخلف الدراسي الخاص : ويكون في مادة أو مواد بعينها فقط كالحساب مثلا ويرتب بنقص القدرة .
3. التخلف الدراسي الدائم : حيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدرته على مدى فترة زمنية .
4. التخلف الدراسي الموقفي : الذي يرتبط بمواقف معينة بحيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدرته بسبب خبرات سيئة مثل النقل من مدرسة لأخرى أو موت أحد أفراد الأسرة .
5. التخلف الدراسي الحقيقي : هو تخلف يرتبط بنقص مستوى الذكاء والقدرات.
6. التخلف الدراسي الظاهري : هو تخلف زائف غير عادي يرجع لأسباب غير عقلية وبالتالي يمكن علاجه .
ويقول ( حامد الحمداني ) في أنواع التخلف الدراسي
يختلف التأخر الدراسي من تلميذ إلى آخر، ولكل نوع من التأخر الدراسي أسبابه وظروفه وسبل معالجته وإجمالاً يمكن تحديد أنواعه بما يأتي:
1 ـ التأخر الدراسي المرضي:
ويتطلب هذا النوع علاجاً طبياً ،وغالباً ما يكون علاجه صعباً.
2 ـ التأخر غير طبيعي:
وهذا النوع يمكن علاجه بالوسائل التربوية العلمية، وهو ما يمكن أن تقوم به المدرسة بالتعاون مع البيت ، وهذا النوع من التأخر يمكن أن يكون في جميع الدروس، وقد يكون تأخراً في بعض الدروس ، وقد يكون تأخراً في درس واحد فقط ، وقد يكون التأخر وقتياً، وقد يستمر وقتاً طويلاً ، ولكل نوع من هذه الأنواع
ويقول آخر
والتخلف الدراسي نوعان:
تأخر دراسي عام ويرتبط بالغباء حيث تتراوح نسبة الذكاء بين 70-85.
تأخر دراسي خاص في مادة بعينها كالحساب مثلاً ويرتبط بنقص القدرة.
وبعد معرفتنا لأنواع التأخر الدراسي يظهر الآن لنا جليا معرفة: المتخلف الدراسي:
المتخلف الدراسي
وهو الذي يكون تحصيله الدراسي أقل من مستوى قدرته التحصيلية -وبمعنى آخر- هو الذي يكون تحصيله منخفض عن المتوسط وبالتالي يكون بطئ في التعلم .
أسباب التخلف الدراسي :
ترجع أسباب التأخر الدراسي لعدة أسباب منها :-
1. انخفاض درجة الذكاء لدى بعض الطلاب يكون عامل أساسي ورئيسي لانخفاض مستوى التحصيل الدراسي لديهم ، وعلى هذا لا يكون الذكاء وحده مسؤولا عن التأخر الدراسي ، ولذلك لا بد لنا من تصنيف الطلاب إلى: من يكون تخلفه بدرجة كبيرة يمكن وصفهم بالأغبياء .ومن يعود تأخرها إلى صعوبات في التعلم ونقصان قدرات خاصة كالقدرة العددية أو اللفظية وغيرهما .أو أنه يصعب عليهم استخدام المعلومات أو المهارات التعليمية المتوافرة لديهم في حل المشكلات التي تقابلهم .
2. كذلك من أسباب التأخر الدراسي قصور الذاكرة ويبدو ذلك في عدم القدرة على اختزان المعلومات وحفظها .
3. قصور في الانتباه ويبدو في عدم القدرة على التركيز .
4. ضعف في القدرة على التفكير الاستنتاجي .
5. كذلك يظهرون تبايناً واضحاً بين أدائهم الفعلي والمتوقع منهم .
6. أيضا من آثار التأخر الدراسي يظهرون ضعفا واضحا في ربط المعاني داخل الذاكرة .
7. ضآلة وضعف في البناء المعرفي لديهم .
8. بطء تعلم بعض العلميات العقلية كالتعرف والتميز والتحليل والتقويم .
9. هناك عوامل ترجع وترتبط بالتخلف الدراسي ، كالإعاقة الحسية من ضعف الإبصار أو قوى السمع عند الطالب عند جلوسه في الفصل ، وبالتالي عدم استعماله للوسائل المعينة كالسماعات والنظارات الطبية مما يؤدي إلى عدم قدرته على متابعة شرح المدرس واستجابتة له ، ومن ثم يؤثر في عملية التربية والتعليم
ويقول آخرون
إن أهم العوامل التي تسبب التأخر الدراسي هي:
1. العامل العقلي: كالتأخر في الذكاء بسبب مرضي أو عضوي.
2. العامل النفسي: كضعف الثقة بالنفس، أو الكراهية لمادة معينة، أو كراهية معلم المادة بسبب سوء معاملته لذلك التلميذ، وأسلوب تعامل الوالدين مع أبنائهم.
3. العامل الجسمي: ككون التلميذ يعاني من عاهة أو أي إعاقة بدنية، على سبيل المثال.
4. العامل الاجتماعي : ويتعلق هذا العامل بوضع التلميذ في البيت والمدرسة، وعلاقاته بوالديه ،ومعلميه، وأخوته، وأصدقائه.
إن هذه العوامل كلها ذات تأثير مباشر في التأخر الدراسي لدى التلاميذ ، وعلى ضوء دراستها نستطيع أن نعالج التلاميذ المتأخرين دراسياً والذين تثبت مقاييس الذكاء أن تخلفهم أمر غير طبيعي.
ترجع مشكلة التأخر الدراسي إلى أسباب كثيرة يمكن حصرها إجمالاً في الأسباب الآتية:
1 ـ أسباب نفسية.
2 ـ أسباب اجتماعية.
3 ـ أسباب ذاتية ,شخصية.
4 ـ أسباب مدرسية.
أولاً_ الأسباب النفسية:
1 ـ ضعف الميل للمذاكرة: يشعر البعض بفتور شديد في رغبته للمذاكرة، وكسل يقعده عن الاهتمام بمراجعة دروسه أولاً بأول، وعن التحضير السابق للدروس، ليتمكن من الاستيعاب الجيد أثناء الشرح والتوضيح، وتثبيت المعلومات وتوكيدها في الذهن. وهذا الضعف يمكن أن يعالج بتقوية الدافع إلى التعلم، وتحديد أهدافه في حياته المستقبلية ومدى تأثرها بالمستوى التعليمي الذي يرقى إليه، وأن يتبع المرشد في ذلك ـ أب أو مدرسة ـ أسلوب الترغيب لحفز اهتماماته نحو التعلم وفي حالات الكسل والبلادة الحسية الشديدة يلجأ إلى الترهيب المناسب لتحريك همته، ويجب الاحتراس من المغالاة في المعالجة حتى لا تأتي بنتائج عكسية.
2 ـ عدم تركيز الانتباه: إن عدم تركيز الانتباه عامل مشترك عند جميع الأفراد في جميع مراحل العمر وهو لهذا لا يعتبر مرضاً ولا عرضاً مرضياً إلا أن يصير عادة للفرد في كل أحواله وفي هذه الحالة يحتاج إلى العرض على أخصائي نفساني يدرس حالته ويوجهه إلى طرق العلاج وأسباب الوقاية من عودة أعراضها
وقد أرجع خليل ميخائيل معوض هذه المشكلة إلى أسباب كثيرة منها:
1 ـ أن الكتب المدرسية والمفاهيم الدراسية ترتبط إلى حد كبير بالامتحانات التقليدية.
2 ـ أن التلميذ يرى أن المدرسة والعلوم التي يدرسها لا تعده الإعداد الصحيح للحياة فهي لا تحقق له عملاً مناسباً في المستقبل.
3 ـ قد يتجه التلميذ إلى دراسة لا تتفق مع ميوله واستعداده لأنه لم يجد مكاناً في هذا النوع من الدراسة، أو لأن أحد أصدقائه اتجه به إليها.
4 ـ قد يكره التلميذ مادة معينة لارتباطها بكرهه لمدرس معين.
5 ـ قد تكون طريقة التدريس نفسها من أسباب عدم ميل الطالب لاستذكار الدروس.
أن ثمة أسباب أخرى تكمن وراء هذه المشكلة بدليل التفاوت البين بين نسبة وجودها في المدينة عنها في الريف، وان من أهم الأسباب التي أدت إلى هذا التفاوت الكبير كثرة المصاريف التي تجذب طلاب المدينة فتضيع أكبر أوقات يومه
3 ـ الخوف من الامتحانات: والخوف من الامتحانات في هذه الحالة ناشئ طبيعي من إهمال الطالب وتفريطه في أداء واجباته، والعلاج الحاسم لهذه المشكلة بمواجهتها والهروب إليها بمعنى أن الطالب من لحظة شعوره بالخوف من الامتحانات فليسرع إلى تعديل استجابته للخوف وأن يقبل في عزم وحزم على الاجتهاد في المذاكرة أملاً في تدارك بعض ما فات.
ثانياً) أسباب أسرية واجتماعية:
إن الحياة الاجتماعية وعوامل الرفاهية والشهرة وتحقيق الكفاية المالية تجعل الأسرة ميالة في الغالب إلى دفع أبنائها نحو المجالات التعليمية التي توفر جانباً أكبر من الحاجات النفسية والاجتماعية والمادية متجاهلة أو متناسية ميل الطالب إلى هذه المجالات أو فتور وضعف ميله إليها، ومتناسية أيضاً مدى تناسب قدراته واستعداداته الخاصة مع المجالات التي تميل إليها الأسرة وترغبها، ولهذا غالت كثير من الأسر في متابعتها للطالب وملاحقته من حين لآخر فتلزمه بقضاء غالب أوقاته في الاستذكار للمواد التي تخص المجال الذي ترغبه، وغالباً ما يكون لذلك مردود سلبي على سلوك الطالب عملية الاستذكار.
والاعتدال في هذه الحالة أهدى سبيلاً كي لا تصبح المذاكرة من الموضوعات غير المحببة.
ثالثاً) أسباب ذاتية:
قد يرجع التخلف الدراسي إلى أسباب ذاتية تخص الطالب صاحب المشكلة وهذه الأسباب يمكن حصرها فيما يلي:
1 ـ ضعف القدرة العقلية العامة عن التحصيل.
(اختلفت الناس في فهم العلوم وانقسموا إلى بليد لا يفهم بالتفهيم إلا بعد تعب طويل من المعلم وإلى ذكي يفهم بأدنى رمز وإشارة..).
2 ـ قلة الخبرة بموضوعات ومجالات الدراسة التي توجه إليها، خاصة إذا ما كانت الدراسة تميل إلى الجانب العملي التجريبي.
(وأما علوم التجارب فتفاوت الناس فيها لا ينكر فإنهم يتفاوتون بكثرة الإصابة وسرعة الإدراك).
3 ـ ضعف الميل إلى نوع الدراسة خاصة إذا كانت لا توافق طبعه وقدراته الذاتية، وفي هذه الحالة يكون توجيه الطالب إلى الدراسة التي توافق ميوله وتتناسب مع قدراته واستعداداته أهدى سبيلاً.
رابعاً) أسباب مدرسية:
يذهب كثير من علماء التربية وعلم النفس إلى المدرسة بهيئتها التعليمية قد تكون سبباً في التأخر الدراسي، عند عدم تمشي المناهج الدراسية مع حاجات التلميذ وميوله ورغباته ومطامحه واستعداداته ومستواه العقلي، واعتماد هذه المناهج وطرق التدريس المتصلة بها على التلقين وحفظ المعلومات..
وقد يكون المدرس الذي يميل إلى الشدة التي تصل إلى درجة القسوة والغلظة أحد الأسباب التي تدفع الطالب إلى الغياب وكراهية بعض المواد حيث إن الطالب بطبيعة تكوينه النفسي يرفض هذا النوع من المعاملة. ولقد أشار ابن خلدون في مقدمته إلى أن قسوة المعلم قد تعود بالضرر على المتعلم.
إن واجب المدرس أن يكون أباً للطلاب يترفق بهم ويحسن توجيههم ويأخذهم بالنصيحة لما يصبوا إليه، ويحملهم على الاجتهاد بالهدوء والسكينة ويستحث هممهم بالمنافسة الشريفة.
ومشكلة التأخر الدراسي تتصل غالباً بالتخلف العقلي وترتبط به فتكون النتيجة ظاهرة اجتماعية وإدارية وأكاديمية معاً. فالنعوت التي تستخدم لوصف بعض الحالات مثل: ضعيف العقل، والمعتوه، والأبله، والمغفل، وناقص العقل، والمخبول، والمتأخر عقلياً، إنما هي نعوت تنطوي على تعابير تصف أفراداً أخفقوا في تحقيق أدنى مستويات الكفاءة في تلك الجوانب السلوكية التي تعتبر من صلب وظيفة العقل والذكاء. والتأخر العقلي هذا قد يكون دائماً أو مؤقتاً. وهو ينجم عن نقص تكويني جبلي، أو ينشأ عن سوء تطور معين، أو يتأتى عن حرمان حسي أو حرمان اجتماعي، أو صدمة عارضة، أو اضطراب انفعالي عنيف، أو ظروف جائرة. فهو يصف الوضع الذي يكون عليه الفرد من ناحيتي الوظيفة العقلية والسلوك المتكيف، محدداً بمعايير السلوك والعمر الزمني لمجموعة الأسوياء الذين هم من نفس عمر الفرد المتصف بالضعف العقلي هذا.
دراسة ميدانية
قد أكدت دراسات ميدانية تحليلية قام بها بعض التربويون على أن شخصية الطلاب المتخلفين دراسيا يتميزون بسمات وصفات منها على سبيل المثال لا الحصر .
· عدم الثقة بالنفس .
· انخفاض درجات تقدير الذات .
· الاحترام الزائد للغير والقلق الزائد .
كما أكدت بعض الدراسات أن التخلف الدراسي قد ينشأ عند الطالب بسبب عوامل شخصية وانفعالية كافتقار الثقة بالنفس أو الاضطراب واختلال التوازن الانفعالي والخوف والخجل الذي يمنع الطالب من المشاركة الإيجابية الفعالة في الفصل الدراسي مما يترتب عليه تخلف .
بالطبع الحديث عن التأخر الدراسي متشعب ومتعدد فما زلنا أيضاً بصدد عوامل أخرى غير تلك التي ذكرناها منها :
تأثير الرفاق وخصوصاً إن كانوا من بين رفاق السوء حيث يفقد الطالب الحافز للدارسة وينصاع لهم ويسلك سلوك التمرد والعصيان وبالتالي يعتاد التأخير والغياب عن المدرسة مما يؤدي إلى تدهور مستواه التحصيلي .
ولكن أرى تعديل الجداول الدراسية التي لم تكن مناسبة لميول الطالب وقدراته ولهذا لا بد لنا من معرفة وتشخيص المتأخر دراسياً :
تشخيص التأخر الدراسي .
عملية تشخيص التأخر الدراسي من أهم الخطوات في سبيل تحديد المشكلة والعوامل المؤدية لها وبالتالي تفاعلها . ولهذا ينبغي أن ننظر بمنظار واسع مضيء لكي تتجلى لنا أبعاد المشكلة ومن ثم يتسنى لنا إيجاد الحل السليم لهذه المشكلة .
فالتأخر الدراسي لا بد لنا أن ننظر إليه على اعتباره عرض من الأعراض لكي نحاول تشخيص أسبابه حتى نجد العلاج المناسب له .
فمشكلة التأخر الدراسي يمكن أن تسببها العديد من العوامل والمؤثرات لذا لا بد لنا من استخدام أساليب متنوعة للحصول على المعلومات التي تساعد على التشخيص
ومن هنا يظهر التميز بين الطالب المتخلف دراسياً بسبب عوامل عقلية والطالب المتخلف دراسياً بسبب عوامل بيئية أو تربوية يعد أمراً هاماً في عملية التشخيص
ويتم تشخيص حالة المتأخر دراسيا من خلال بعض المقترحات التي تعين المرشد على تشخيص أعراض التخلف الدراسي:
1 - العمر العقلي
2 - العمر الزمني
3- تطبيق مقياس مناسب للذكاء على الطالب المتخلـف دراسياً وبالتالي اتفق على تقدير مستوى ذكاء الفرد مقياس نسبة ذكائه.في حالة عدم توافر اختبار مقنن للذكاء يمكن استخدام المقاييس الدراسية المقننة للحصول على المستوى التحصيلي أو العمر التحصيلي لتحديد درجة التأخر الدراسي
4 - تحديد ما إذا كان التخلف الدراسي لطالب ما هو تخلف حديث أم طارئ أم أنه مزمن أي منذ فترة زمنية طويلة ، فإذا اتضح أن التخلف الدراسي حديث نسبياً (أي أنه قد حدث في السنة الدراسية الأخيرة أو خلال السنة الدراسية الحالية ) فيوصف بأنه متدني بالقياس لما كان عليه الطالب في السنوات الدراسية السابقة أي أنه يكون مستوى التحصيل يقل عن مستوى الاقتدار .
أما إذا كان التخلف الدراسي مزمناً فيتم البحث في درجة هذا التخلف ومداه ( وهل هو تخلف دراسي عام وشامل أم هو تخلف قاصراً على مادة معينة وهكذا ) أما إذا كان حالة التخلف الدراسي في كل المواد الدراسية فلا بد من الرجوع إلى البطاقة المدرسية للطالب للاستـرشاد بها في معرفة العوامل التي أدت إلى التخلف أو تكوين فكرة عنها مثل تتبع الحالـة الصحية للطالب وظروفه الأسرية وسير تحصيله الدراسي من سنة إلى أخرى وعلى ضوئها يتم تشخيص الأحداث وتحيد خطة الإرشـاد والاتصال بالأبوين والمعلمين للتفاهم على الأساليب التربوية المناسبة إلى غير ذلك من أسباب وأساليب إرشادية مناسبة .
علاج التأخر الدراسي
إن معالجة التأخر الدراسي للنوع الثاني [غير الطبيعي] تتوقف على التعاون التام والمتواصل بين ركنين أساسيين:
1- البيت.
2- المدرسة.
أولاً البيت:
ونعني بالبيت طبعًا مهمة الآباء والأمهات ومسؤولياتهم بتربية أبنائهم تربية صالحة, مستخدمين الوسائل التربوية الحديثة القائمة على تفهم حاجات الأبناء وتفهم مشكلاتهم وسبل تذليلها, والعائلة كما أسلفنا هي المدرسة الأولى التي ينشأ بين أحضانها أبناءنا ويتعلمون منها الكثير.
ولا يتوقف عمل البيت عند المراحل الأولى من حياة الطفل, بل يمتد ويستمر لسنوات طويلة حيث يكون الأبناء بحاجة إلى خبرة الكبار في الحياة وهذا يتطلب:
أولاً: الإشراف المستمر على دراستهم, وتخصيص جزء من أوقاتنا لمساعدتهم على تذليل الصعاب التي تجابههم بروح العطف والحنان والحكمة, والعمل على إنماء أفكارهم, وشخصياتهم بصورة تؤهلهم للوصول إلى الحقائق بذاتهم, وتجنب كل ما من شأنه الحط من قدراتهم العقلية بأي شكل من الأشكال؛ لأن مثل هذا التصرف يخلق عندهم شعورًا بعدم الثقة بالنفس ويحد من طموحهم.
ثانيًا: مراقبة أوضاعهم وتصرفاتهم وعلاقتهم بزملائهم وأصدقائهم, وكيف يقضون أوقات الفراغ داخل البيت وخارجه والعمل على إبعادهم عن رفقاء السوء, والسمو بالدوافع أو الغرائز التي تتحكم في سلوكهم وصقلها, وإذكاء أنبل الصفات والمثل الإنسانية العليا في نفوسهم.
ثالثًا: العمل على كشف مواهبهم وهواياتهم, وتهيئة الوسائل التي تساعد على تنميتها وإشباعها.
بحسب إمكانيات الأسرة ويخصص مكان مناسب, مكتب صغير, كرسي مكتبة, أدراج, مع توفير سبل الراحة الكافية, والهدوء اللازم وقت الاستذكار, وتوفير الطمأنينة بإحساس الطفل بقرب أفراد أسرته منه وعدم عزله كليًا عنهم, وعدم إشغاله بالنداء عليه أو بتكليفه بأداء بعض الأعمال أثناء استذكاره.
رابعًا: مساعدة أبنائنا على تحقيق خياراتهم وعدم إجبارهم على خيارات لا يرغبون فيها.
خامسًا: تجنب استخدام الأساليب القسرية في تعاملنا معهم, وعدم النظر إليهم, والتعامل معهم وكأنهم في مستوى الكبار, وتحميلهم أكثر من طاقاتهم مما يسبب لهم النفور من الدرس والفشل.
سادسًا: مساعدتهم على تنظيم أوقاتهم وتخصيص أوقات معينة للدرس, وأخرى للراحة واللعب مع أقرانهم.
سابعًا: كيف تدرسين طفلك؟
1ـ حاولي فهم ما يصادفه من صعوبات بهدوء ودون انفعال.
2ـ لا تجعليه يخلط بين العمل واللعب والجد والهزل, فوقت العمل مخصص للعمل والمذاكرة, ووقت اللعب للعب والترويح يكون بعد أداء الواجب.
3ـ إن كنت تشرحين له درسًا فاستخدمي في شرحك الكلمات التي يعرفها.
4ـ إن صعب عليه حل مسألة فلا تتركيه يغرق حتى أذنيه حتى لا يُحبط, ولكن شجعيه على المحاولة والتكرار, وحددي له النقطة الصعبة بإشارة خفيفة, ودعيه بعد ذلك يكمل الحل.
5ـ حاسبيه على جميع الأخطاء التي يقع فيها دون تأنيب, وإن تغلب على حل المشكلة فشجعيه بكلمات رقيقة وحانية.
6ـ لا تصرخي في وجهه ولا تتهاوني معه إذا قصّر في واجبه بل تابعيه في أداء واجبات المدرسة وتأكدي من أدائها بعناية, وإن أهمل فاطلبي منه الإعادة بالتشجيع.
7ـ إن حاول الكذب أو الغش فلا تصيحي في وجهه 'أنت كذاب.. أنت غشاش' لكن فاجئيه وهو متلبس بالجريمة, ليعلم أنك لست ساذجة, ثم قابل هذا الفعل بعدم الرضا عن طريق النظرات والإشارة والصمت المعبر, وبلغيه خزي الموقف ولا تشقي عليه كثيرًا حتى لا يصاب بالبلادة والتعود على الإهانة واستمري على ذلك فترة.
8 ـ لا تقارني بينه وبين غيره من الأطفال, حتى ولو كانوا أخوته فهذا يُشكل عنتًا له وحنقًا على غيره قد يصل لدرجة الكره وهو أمر مذموم, ولكن قارنيه بنفسه وقولي له: انظر كيف وصلت إلى هذه المسألة بسهولة عند الإصرار على حلها والمحاولة بصبر وهذا أحسن من قبل.
9ـ ليكن طعام العشاء خفيفًا ولا يستأنف المذاكرة بعده مباشرة بل يتحرك أو يمشي خاصة طفل ما دون العاشرة.
10ـ ينبغي أن تكون هناك حلقة اتصال بالمدرسة أو مدرسيه لمراقبة درجاته وسلوكه واستيعابه, وحل مشاكله إن وُجدت, خاصة في هذه المرحلة الحساسة.
11ـ أكملي جوانب النقص في الجوانب التربوية والسلوك التي لا يتهيأ له الحصول عليها بالمدرسة.
12ـ للعلم يمكن لطفل السنة السادسة أن يعمل ساعة بدون راحة بشرط تنويع التمرينات والتشويق والتشجيع, ويمكن لطفل الثانية عشر أن يعمل ساعتين دون توقف بنفس الشرط السابق.
13ـ لا تحرميه من حق النزهة أو اللعب يوم عطلته أو فراغه واشعريه بأن الحقوق تقتضي الواجبات.
2ـ المدرسة:
المدرسة هي المؤسسة التي تعمل على إعداد الأجيال وتهيئتهم ليكونوا رجال المستقبل مسلحين بسلاح العلم والمعرفة, والقيم الإسلامية والإنسانية السامية لكي يتواصل تقدم المجتمع المسلم, ويتواصل التطور الحضاري جيلاً بعد جيل, وهكذا نجد أن المدرسة لها الدور الأكبر في إعداد أبنائنا الإعداد الصحيح القائم على الأسس العلمية والتربوية القويمة.
إن المهمة العظيمة والخطيرة الملقاة على عاتق المدرسة تتطلب الإعداد والتنظيم الدقيق والفعّال للركائز التي تقوم عليها المدرسة والتي تتمثل فيما يلي:
1ـ إعداد الإدارة المدرسية.
2ـ إعداد المعلمين.
3ـ إعداد جهاز الإشراف التربوي.
4ـ إعداد المناهج والكتب الدراسية.
5ـ نظم الامتحانات وأنواعها وأساليبها.
6ـ تعاون البيت والمدرسة.
7ـ الأبنية المدرسية وتجهيزاتها.
وكلما توطدت وتعمقت حركة التفاعل بين هذه الركائز كلما استطاعت المدرسة تحقيق ما تصبو إليه من أهداف.
الواجبات الكثيرة... مشكلة لها آثار سلبية على الطفل:
في بداية العام الدراسي على المعلمين ألا يثقلوا على التلميذ الصغير, والجديد على الدراسة بالواجبات الدراسية, وعلى الوالدين أن يقدمان العون المناسب للصغير بالشرح والتوجيه والمعاونة على الفهم مع تحذير الوالدين من أن يقوم أحدهما بعمل الواجب نيابة عن الصغير, حتى لا يتعود على الاعتماد في ذلك على غيره, وليتعلم هو بنفسه, ويكسب الثقة في النفس والدُّربة على عمل الواجبات, وقد يكون الدافع للوالدين هو إرضاء المعلم في المدرسة عن الطفل, والسرور منه لحسن وجودة كراسته, وهذا في الحقيقة هدف ثانوي إذا قُورن بالأضرار الشديدة على الطفل من جراء ذلك, ويكفي أن يتدخل أحد الوالدين بالمساعدة القليلة عند الاحتياج للتدخل الفعلي وعلى المدرس كما أسلفنا ألا يثقل على التلميذ بالواجبات الكثيرة لأن هذا يرهقه ويبعده عن الاستفادة, بل يجعل تركيزه وتركيز والديه في إنهاء الواجب فحسب, هذا هو الهدف الوحيد من التعليم, أما أن يفهم الطفل ما يكتب أو يعقل ما يدرس, فهذا في ظل الواجبات الكثيرة يعد أمرًا شديد الصعوبة, وضربًا من المستحيل.
وبالتكاتف والترابط بين دور البيت ودور المدرسة نحل مشكلة التأخر الدراسي ولكن لابد من بذل الجهد والتفاعل مع الطفل حتى نحصد الثمرة.
فكثير من الآباء للأسف ينظر إلى مشكلة التأخر الدراسي أنها مشكلة ليس لها حل, وهم بذلك يهربون من مواجهة أنفسهم وتقصيرهم في حق أبنائهم وإن هم راجعوا أنفسهم لوجدوا أن الحل بين أيديهم, ولكن لمن يبذل الجهد والوقت, فلا يكون الأب جابيًا للأموال والأم في الأسواق ثم بعد ذلك نسأل عن سبب المشكلة. إن المشكلة تكمن في إهمالهم للأطفال وعدم التحرك لمتابعتهم, والحل يكون بالتحرك وبذل الجهد لمساعدة الطفل على الفهم والتواصل مع المدرسة والتفوق.
أولا : بعض التوصيات الإرشادية والعلاجية :
1.التعرف على التلاميذ المتخلفين دراسيا خاصة خلال الثلاث سنوات الأول ( من المرحلة الابتدائية حتى يمكن اتخاذ الإجراءات الصحيحة والعلاج المبكر ) .
2.توفير أدوات التشخيص مثل ( اختبارات الذكاء ، واختبارات التحصيل المقننة وغيرها .
3.استقصاء جميع المعلومات الممكنة عن التلميذ المتخلف دراسياً خاصة : (الذكاء والمستوى العالي للتحصيل وآراء المدرسين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين والأطباء إلى جانب الوالدين ) .
4.توفير خدمات التوجيه والإرشاد العلاجي والتربوي والمهني في المدارس لعلاج المشكلات لهؤلاء التلاميذ . إضافة إلى الاهتمام بدراسة الحالات الفردية للتلاميذ بحفظ السجلات المجمعة لهم .
5.عرض حالة التلميذ على الطبيب النفسي عند الشك في وجود اضطرابات عصبية أو إصابات بالجهاز العصبي المركزي ، وغير ذلك من الأسباب العضوية .
ثانياً : العلاج
1- كيف يمكن حل مشكلة الطالب المتأخر دراسياً بسبب عوامل ترتبط بنقص الذكاء ؟
هناك آراء تربوية تؤيد إنشاء فصول دراسية خاصة للمتأخرين دراسيا ، وهناك آراء تعارض تماما فتعارض عزلهم عن بقية الطلاب وحجتهم في ذلك صعوبة تكوين مجموعات متجانسة في أنشطة متعددة .
لذلك يفضل البعض عدم عزلهم وإبقاء الطالب المتأخر دراسياً في الفصول الدراسية للعاديين مع توجيه العناية لكل طالب حسب قدراتـه .
2- كيف يمكن حل مشكلة الطالب المتأخر دراسياً بسبب عوامل ترتبط بنقص الدافعية لديهم .
بالطبع من العمليات الصعبة التي يواجهها المرشد ( عملية تنمية الدوافـع ) وخلق النقد في النفس لدى الطالب المتأخر دراسياً وبالتالي لا بد من وضع حل لهذه المشكلة فعلى المرشد أن يحاول أن يجعله يدرك ويقدم المكافأة لأي تغير إيجابي فور حدوثه ، كما عليه أن يستخدم أسلوب لعب الأدوار المتعارضة في التعامل مع الطالب ذو الدوافع المنخفضة .
3- كيف يمكن حل مشكلة الطالب المتأخر دراسيا بسبب عوامل نفسية .
في هذا المجال نؤكد على أن التركيز على تغيير مفهوم الذات لدى الطلاب المتأخرين دراسيا يمثل أهمية خاصة في التأخر دراسيا يمثل أهمية خاصة في علاج التأخر الدراسي .
وعلى هذا يمكن رفع مستوى الأداء في التحصيل الدراسي عن طريق تعديل واستخدام مفهوم الذات الإيجابي للطالب المتأخر دراسياً ويتطلب ذلك تعديل البيئة وتطبيقها في الحقل المدرسي بحيث يمتد هذا التغيير إلى البرامج والمناهج الدراسية المختلفة
المراجــــــع
•قراءات في مشكلات الطفولة للدكتور / محمد جميل محمد يوسف
•النمو في الطفولة إلى المراهقة للدكتور / محمد جميل
•مدخل إلى الإرشاد التربوي والنفسي للدكتور / فاروق إسماعيل
· موقع حامد الحمداني .
· العشرة الطيبة مع الأولاد ـ أ. أحمد حسين.
· بحث للمؤلفين : د.عبد الرحمن العيسوي/د.محمد السيد محمد الزعبلاوي/د.عبد العلي الجسماني
__________________
|