لعنترة بن شداد
التعريف الشاعر
هو عنترة بن شداد العبسى : المتوفى فى سنة 615م هو من قبيلة عبس أبوه ( شداد بن قراد ) وأمه (زبيبة الحبشية ) أما شداد بن قراد الذى رفض الاعتراف به فترة ، ولكن عنترة بذيوع صيته بين القبائل وشجاعته أجبر أباه على الاعتراف به وكان يحب ابنة عمه ( عبلة بنت مالك بن قراد ) التى غامر للفوز بها حيث ذهب إلى ملك الحيرة ليأتى بالنوق العصافير مهرًا لعبلة .
جو النص
عندما أصرت قبيلة عبس على عدم الاعتراف بنسبة خرج مهموما من ديار قومه إليهم ونزل عند ( بنى عامر ) فانتهزت قبيلة (هوازن) الفرصة وأغارت على ديار عبس وكادت تنتصر عليها ولكنهم استنجدوا بعنترة فأسرع لحمايتهم والنيل من الأعداء فأنشد هذه القصيدة تعبيرا عن المواقف.
سكتُّ فغَرّ أعدائى الســـكوتُ وظنونى لأهلى قــــد نسـيتُ
وكيفَ أنامُ عن ساداتِ قــــومٍأنا فى فَضْلِ نِعمتِهْم رُبيتُ؟
وإنْ دارَتْ بهْم خَيْلُ الأعادِى ونادَوْنى أجَـبتُ متَى دُعَـيتُ
بِسيْفِ حـــدُّه يُزْجِى المـــنَايـا ورُمْحٍ صدرُهُ الحتْفُ المُمِيتُ
المفردات
الكلمة
معناها
الكلمة
معناها
سكت
صمت × تحدث
دارت
نزلت وحاصرت
غر
خدع – أطمع
الأعادى
الأعداء .. جمع (عدو)
ظنونى
اعتقدوا أننى نسيت أهلى
ونادونى
: طلبونى
نسيت
تركته على ذهول وغفلة أو تركته عمدا
أجبت
استجبت × تجاهلت
أنام
أغفل
دعيت
طلبت
سادات
أشراف،عظماء(ج)سادة(م) سيد× عبيد
الرمح
قصبة طويلة فى رأسها سنان يطعن به و(ج)رماح،أرماح
فضل
خير وزيادة (ج) فضول
المنايا
جمع منية وهى الموت
نعمتهم
خيرهم
يزجى
يسوق
ربيت
نشأت
صدره
نصله وسنانه
الحتف
الهلاك ج( حتوف ) × السلامة والحياة
المميت
القاتل × المحيى .
الشرح :
Å يتحدث عنترة عن خروجه من قومه غاضبا ، الأمر الذى جعل أعداءه يهاجمون قومه منتهزين الفرصة لعدم وجوده وقد اعتقدوا أنه نسيهم ولن يعود لهم .
Å يعلن الشاعر استنكاره لهذا الظن الخاطىء ، قائلا : كيف أغفل عن نصرة قومى وأتكاسل عنهم وهم أشراف القوم وأنا الذى نشأت وتربيت فى خيرهم.
Å وإن تعرض قومى للعدوان ونادونى أسرعت إليهم مدافعا عنهم .
Å وأدافع عن قومى بسيفى الحاد ورمحى القوى المميت .
مواطن الجمال:
Å سكت : تعبير يدل على صبره على ظلمهم له وتسامحه معهم وهى أفضل من (خاصمت أو قاطعت )
Å غر أعدائى السكوت : كناية عن الغفلة وسر جمال الكناية أنها تأتى بالمعنى مصحوبا بالدليل.
Å الفاء : تدل على سرعة انتهازهم للفرصة و ( غر ) تدل على سوء فهمهم لوفائة لقومه .
Å أعدائى : جمع يدل على كثرة الحاقدين عليه – وإضافتهم إلى ياء المتكلم يدل على أن العدوان موجه له نفسه – وفيها دلالة على عظمة الشاعر .
Å ظنونى : تعبير يوحى باعتقادهم الخاطىء فى فهم شخصية عنترة .
Å لأهلى : تعبير يوحى بالحب والانتماء لأهله يدل على قوة الصلة .
Å قد : حرف يفيد التوكيد . * (السكوت – نسيت ) : تصريع .
Å نسيت : تعبير يدل على عدم الاهتمام بأهله فى نظر أعدائه وتوحى برأى الأعداء بأن عنترة قد نسى قومه الأسلوب فى البيت الأول خبرى غرضه التقرير .
Å كيف أنام عن سادات قوم ؟ : أسلوب استفهام غرضه الاستنكار والتعجب .
Å أنام : كناية عن الكسل وسر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل .
Å سادات : جاءت جمع للدلالة على عظمة أهلهنكرة للتعظيم . - قوم : نكرة للتعظيم .
Å أنا : ضمير متكلم يوحى بالاعتزاز بنفسه .
Å أنا فى فضل نعمتهم ربيت : تقديم الجار والمجرور عن الفعل يفيد القصر ، وفائدته التخصيص والتوكيد – تعليل لما قبله .
Å فضل : تدل على كثرة نعمهم عليه . - ربيت : بنى الفعل للمجهول للعلم بالفاعل وهم أهله .
Å وإن دارت بهم خيل الأعادى : كناية عن الهجوم عليهم وسر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل .
Å إن : أداة شرط تفيد الشك . لشكه فى قدرة الأعداء على مهاجمة قومه .
Å دار : فعل يدل على الحركة والمناورة والإحاطة .
Å الأعادى : جمع الجمع يوحى بأن العدو لا يهاجم قومه إلا بأعداد كثيرة .
Å أجبت متى دعيت : كناية عن سرعة الاستجابة . نادونى – أجبت : التضاد يوضح المعنى ويؤكده .
Å يؤخذ على الشاعر أنه لا يهب لإغاثة قومه إلا إذا دعوه . ولكننا نرد على ذلك : بأنه يريد أن يشعرهم بحاجتهم إليه . الأسلوب خبرىيقرر سرعة الاستجابة.
Å حده يزجى المنايا : استعارة مكنية حيث شبه المنايا قطيعا يساق وحذف المشبه به وهو القطيع ودل عليه بشىء من صفاته . وسر جمالها تجسيم المعنوى وإبرازه فى صورة حسية .
Å ورمح صدره الحتف المميت : تشبيه بليغ ،وسر جماله التوضيح، حيث ذكر المشبه (صدر الرمح ) والمشبه به (الحتف المميت) وسر جماله بيان أثر الرمح الشديد فى هزيمة أعدائه وإهلاكهم .
Å رمح صدره : استعارة مكنية حيث شبه الرمح بإنسان له صدر .
Å بسيف : جار ومجرور متعلق بقوله فى البيت السابق ( أجبت ) وهذا يدل على ترابط معنى البيتين
Å يؤخذ عليه فى هذا البيت أنه جاء بكلمة المميت بعد كلمة ( الحتف ) وهذا لم يضف معنى جديدا .
Å المنايا : جاءت جمعا لتدل على كثرة الموت .
Å السيف والرمح : الجمع يدل على براعة الشاعر فى فنون القتال فالسيف للضرب والرمح للطعن ووصف سيفه ورمحه بالقوة فيهما موت الأعداء للدلالة على شجاعته والأسلوب خبرى غرضه الفخر
خلقتُ منْ الحديدِ أشُــــــــــدُ قلبًا وقد بلى الـحديـد وما بـلـيتُ
وفى الحرب العوانِ ولدتُ طفلاً ومن لبن المعامعِ قد سُــقيتُ
ولى بيـــــتٌ علا فلك الثُريــــــا تـــَخِرُ لعــظمِ هَيبتُه البـيوتُ
الكلمة
معناها
الكلمة
معناها
بلى
فنى - هلك
الحديد
(ج) الحدائد
المعامع
الحروب(م) معمعة
العوان
المستمرة التى قوتل فيها مرة بعد مرة (ج) عُون
أشد
أقوى × أرق
علا
ارتفع وجاوز – سما – ارتفع
الفلك
المدار الذى تسبح فيه الكوكب السماوى(ج)أفلاك
الثريا
مجموعة من النجوم على شكل النور و(ج)( ثريات )
تخر
تسقط والمراد : تخضع
هيبته
عظمته ومهابته
الشرح :
يتباهى عنترة بشجاعته وصلابته قائلا : لقد خلقت صلب الإرادة قوى العزيمة ثابتا قويا بقلب أشد من الحديد وإذا كان الحديد يصدأ أو يتأكل فأنا قوى لا أضعف . وقد نشأت فى ميادين القتال منذ طفولتى حيث شربت من لبنها . وقومى عظماء ارتفعوا بمكانتهم فوق النجوم وتجاوزوا فلك الثريا وخضعت أمامهم القبائل وخرت تحت أقدامهم كل البيوت .
مواطن الجمال :
Å خلقت من الحديد أشد قلبا : شبه قلبه بالحديد فى القوة .. وسر جمالها التوضيح .
Å قلب : توحى بالشجاعة النابعة من القلب حيث أن القوة الجسمية لا تكفى وحدها .
Å وقد بلى : تعبير يوحى بالتوكيد لبلاء الحديد وصلابة عقله .
Å بلى – مات - بليت : الطباق يؤكد المعنى ويوضحه .
Å س: لماذا قارن الشاعر بين قلبه وبين الحديد ؟ وما علاقة القلب بهذه المقارنة ؟
Å المقارنة تدل على صلابته ، حيث أنه أقوى من الحديد الذى يبلى وهو لا يبلى وعلاقة القلب أنه مصدر الشجاعة والحماسة .
Å ولدت : بنى الفعل للمجهول للعلم بالفاعل وهو أبواه العظيمان .
Å وفى الحرب العوان ولدت وطفلا : تعبير يدل على خبرته بالحرب ، وتقديم الجار والمجرور (فى الحرب) على الفعل ( ولدت ) يفيد القصر والتخصيص وفائدته التوكيد ، فهو لم ينشأ إلا فى الحرب ولم ينشأ كباقى الأولاد فى لعب ولهو . - طفلا : نكرة للتعظيم .
Å من لبن المعامع قد سيقت : استعارة مكنية حيث شبه المعامع بالأم التى ترضعه من لبنها وحذف المشبه به ودل عليه بشىء من صفاته وهو ( لبن ) سر جمالها تشخيص المعنوى وإبرازه فى صورة حسية .
Å وتقديم الجار والمجرور ( من لبن ) على الفعل ( سقيت ) يفيد القصر والتخصيص وفائدته التوكيد حيث سقى من لبن المعامع وحرها .
Å هنا مناسبة بين الشطرينوذلك حيث ذكر فى البيت الأول كلمة طفلا وذكر ما يناسبه فى البيت الثانى وهو كلمة ( لبن )
Å ولى بيت علا فلك الثريا : كناية عن الشرف والرفعة وسر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوب بالدليل .
Å بيت : جاءت نكرة للتعظيم .
Å تخر لعظم هيبته البيوت : تعبير يدل على العظمة . البيوت : جمع للدلالة على خضوع جميع القبائل
Å علا – فلك الثريا : توحى بعلو مكانة أهله وسمو منزلتهم .
Å تخر البيوت : استعارة مكنية حيث شبه البيوت بأناس يخضعون ويحنون رءوسهم وسر جمالها التشخيص وتوحى بعظمة بيته وأصالة أهله .
Å علا – تخر : طباق يؤكد علو منزلة قومه وأصلة بيته .
غرض النصالفخر والحماسة حيث يفتخر عنترة بنفسه وبقبيلته .
العاطفة : سيطرت على الشاعر :
1- عاطفة الاعتزاز بقومه فى الأبيات من ( 1 – 4 ) رغم عدم اعتراف أبيه بنسبه .
2- فى الأبيات من ( 5 – 8 ) عاطفة الفخر بشجاعته وصلابته فى المعارك .
منهج القصيدة : الأبيات تمثل غرض الفخر والحماسة وقد بدأت بوصف أعدائه بضعف التفكير وقد أنكر عليهم هذا الفهم وسخر منه ، ثم بعد ذلك تحدث عن فضل أهله ونعمهم عليه ثم انتقل إلى الحديث عن واجبه نحوهم فى الشدائد بما هيأ الله له من قوة وعزيمة ، وقد اتجه عنترة إلى ما يخالف الشعر الجاهلى من حيث : 1- عمق المعانى 2- صعوبة الألفاظ 3- جفاف التصوير
فجاءت معانيه واضحة وصوره واضحة وألفاظه قوية
الأفكار:
1- ارتبطت بالعاطفة فتحققت الوحدة العضوية . 2- سهلة واضحة فيها ترابط وترتيب .
الموسيقى :
1- ظاهرة فى الوزن والقافية . 2- خفية : فى حسن اختيار الألفاظ والمحسنات البديعية .
ملامح شخصية الشاعر :
1- معتز بنفسه بطلب الحرية 2- يغضب ممن ينكرون حقه
3- مخلص لقومه 4- نبيل الأخلاق شجاع قوى .
أثر البيئة فى النص :
1- كثرة الحروب والصراع بين القبائل . 2- التفاخر بالشجاعة والقوة .
3- من أدوات الحرب السيف والرمح . 4- الوفاء للقبيلة .
أسئلــــة
س1: قال الشاعر
سكت فغر أعدائى السكـوت وظنونى لأهلى قد نسيـت
وكيف أنام عن سادات قـوم أنا فى فضل نعمتهم ربيت ؟
وإن دارت بهم خيل الأعادى ونادونى أجبت متى دعـيت
بسيف حده يزجى المنايــا ورمح صدره الحتف المميت
خلقت من الحديد أشد قلبـا وقد بلى الحديد ومـــا بليــت
1- اختر الإجابة الصحيحة من بين الأقواس :
أ- مرادف ( يزجى ) ( يطرح – يزِِِِحزح – يسوق ) ب- مقابل ( صدره ) ( عجزه – قوته – حده )
جـ- مفرد ( المنايا ) ( مُنيه – مَنيه – مِنيه ) د- إن : هنا تفيد ( التوكيد – الشك – التحقيق )
و- ( سكت ) تعبير يدل على ( الخوف – التسامح – الإهمال ) 1- معنى ( دارت ) ( مضت – أحاطت – رجعت )
ن- ( أعدائى ) الإضافة إلى ياء المتكلم تدل على ( عظمة الشاعر – عظمة الأعداء – عظمة القبيلة )
ف- ( قد نسيت ) ( قد ) هنا ( حرف تقليل – حرف تكثر – حرف تأكيد ) .
2- تظهر فروسية عنترة وأصالته فى الحروب ، وضح ذلك بأسلوبك .
3- فى البيت الثانى صورتين خياليتين ، وضح إحداهما وبين نوعها مبينا لم نكر الشاعر كلمة (سيف ) فى نفس البيت .
4- ما قيمة تكرار كلمة ( الحديد ) فى البيت الثالث مبينا المقابلة فى نفس البيت وأثرها .
5- فى النص مبادىء وطنية حددها واذكر أثرها فى حياة الفرد وخدمة الوطن .
6- يعاب على الشاعر هنا فى تعبيره أنه لا ينهض للدفاع عن قومه إلا إذا دعوه ، فما العيب فى ذلك ؟ وكيف تبرر موقفه ؟
7- استخرج من البيتين محسنا بديعيا – لونا بيانيا وبين أثر كل منهما فى التعبير .
8- هذه الأبيات من شعر الفخر والحماسة الذى شاع فى العصر الجاهلى .. فما أسباب شيوعه ؟
9- عم سكت عنترة ؟ ولم سكت ؟ وما أثر سكوته ؟
5- فى البيت الثانى نفى وتعليل ... وضح كلا منهما مبينا وسيلة النفى ؟
6- فى البيت الثالث علق عنترة مناصرته لقومه على استغاثتهم به ، فما رأيك فى ذلك ؟
7- عبر عن مضمون الأبيات بأسلوب أدبى .
8- ( نادونى ) كناية عن ( ............... ) وسر جمالها ( ............... ) .
9- ( حده يزجى المنايا ) ( استعارة مكنية – كناية – مجاز – استعارة تصريحية )
10- ماذا ترى فى هذه الأبيات مما يدل على البيئة الجاهلية ؟
خلقت من الحديد أشد قلبــا فما بلى الحديد وما بلـيت
وفى الحرب العوان ولدت طفلا ومن لبن المعامع قد سقيت
ولى بيت علا فلك الثريـــا تخر لعظم هيبته البيــوت
1- أجب عما يأتى :
أ- ( بلى ) بمعنى ( ذهب – ذاب – فنى )
ب- ( الحرب العوان ) هى ............... . جـ- جمع ( الحديد ) ... ........... .
2- بم افتخر الشاعر فى الأبيات السابقة ؟
3- استعان الشاعر بالتصوير لإبراز أفكاره . وضح ذلك مستشهدا بصورة من الأبيات .