عرض مشاركة واحدة
  #235  
قديم 30-07-2009, 02:55 PM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,294
معدل تقييم المستوى: 26
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي

قصة إدريس عليه السلام
بعد قتل قابيل لأخيه هابيل فرَّ هاربا، ولكن ليس لدينا حديث ولا آية تحدثنا عن مصير قابيل إلا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما من إنسان يُقتَل ظلما إلى يوم القيامة إلا كان على ابن آدم الأول كِفل من دمه".. أي أن كل إنسان يُقتل يذهب جزء من دمه على قابيل إلى يوم القيامة، لأنه كان أول من سَن القتل، وهذا يكفيك لتعرف مصير قابيل في الدنيا والآخرة. بعد موت قابيل رزق آدم بابن سماه شيث - أي هبة الله - وعلَّمه آدم من علوم الدنيا والآخرة.. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله أنزل مائة صحيفة، وأربع صحف أنزل منها على شيث وحده خمسين صحيفة".. ولكن ذكره لم يرد في القرآن ولم نعرف لماذا أنزل الله عليه خمسين صحيفة. لقد كانت البشرية في مهدها، وكانت بحاجة إلى الشرائع السماوية الكثيرة والمتتابعة لكي تنظم حياة البشر فنزل عليه الكثير من الكتب، وكلما انتظمت الحياة قلَّ الكم الكبير من الكتب السماوية والشرائع، فالأرض كانت لا تصلح أن تسير بدون الشرائع السماوية، ومن هنا يبرز بجلاء ذلك المعنى المهم وهو أننا محتاجون للتعلق بشرائع الله.. ثم يأتي النبي إدريس عليه السلام وهو أول رسول بعد آدم عليه السلام وبينه وبين آدم 6 جدود، فهو الجيل السادس بعد سيدنا آدم، ويقال إنه ولد في حياة آدم لأن سيدنا آدم عاش تسعمائة وأربعين عاما، ولكن لا يوجد دليل واضح من قرآن أو سنة، إلا أن هذا القول يشير إلى أن آدم لحق من حياة إدريس مائة وعشرين عاما. وقد سُمِّي نبي الله إدريس بهذا الاسم لكثرة تدارسه للعلم والكتب، وكان يقصد بها الكتب التي أنزلت على آدم وعلى شيث.. يقول النبي:"إن الله أنزل مائة صحيفة وأربع صحف، أنزل منها على آدم عشرة صحف، وعلى شيث خمسين صحيفة، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشر صحائف، وأنزل الزبور والتوراة والإنجيل والفرقان".. وكأن الصحف مقسمة على هؤلاء الأنبياء فقط، ولكن السؤال هو: ما الذي بقي من هذه الكتب؟ القرآن.. فهو الصحيفة الوحيدة التي مازالت موجودة ومُنزَّلة من السماء والوحيد الذي حُفِظ من كل الصحف التي أنزلت.. و يقال عن إدريس إنه أول من خط بالقلم، ونلاحظ أن كلمة علم وردت في القرآن 80 مرة، أما مشتقات الكلمة نفسها فقد وردت مئات المرات، ذلك لنعلم أن الدين والعلم لا تعارض بينهما؛ فترى إدريس كان نبيا، وكان أول من خط بالقلم، وكان مشغولا بالعلم.. و يقال عن إدريس أيضا إنه ولد بمصر، ويقال إنه بعث إلى المصريين القدماء، والدليل على ذلك نجده في بعض الحفريات لقدماء المصريين التي أثبتت أن هناك نبيا في أول الزمان خرج من مصر، وأنه بعث للمصريين، وأنه رفع للسماء. و سيدنا إدريس لم يرد ذكره في القرآن إلا في سورة مريم: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا، ورَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}.. والمكان العلي المقصود به هو السماء الرابعة، فالنبي صلى الله عليه وسلم يوم عرج به إلى السماء صعد إلى السماء الرابعة فوجد رجلا يجلس بها فقال: "من هذا يا جبريل؟" قال: "هذا إدريس" فقال إدريس: "مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح".. "وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا".. لا ندري كيف رُفِع ولكنه أول من رُفِع، وكأن الله يريد أن يقول لأهل العلم الذين اجتازوا الأرض وصولا للكواكب في السماء تقدموا كما تريدون، ولكن لا تعتقدوا أنكم ستعجزوننا؛ فأول من صعد إلى السماء هو إدريس عليه السلام ثم سيدنا عيسى عليه السلام ثم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
قال تعالى: {وأذكر في الكتاب إدريس، إنه كان صديقاً نبياً* ورفعناه مكانا عليا} (سورة مريم:56ـ57) فإدريس عليه السلام قد أثنى الله عليه ووصفه بالنبوة والصديقية، وهو "خنوع". وهو في عمود نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما ذكره غير واحد من علماء النسب.
وكان أول بني آدم أعطى النبوة بعد "آدم" و "شيث" عليهما السلام.
وذكر ابن إ**** أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم ثلاثمائة سنة وثماني سنين. وقد قال طائفة من الناس: إنه المشار إليه في حديث معاوية بن الحكم لما سأل رسول الله صلى الله عليه عن الخط بالرمل فقال: "إنه كان نبي يخط به، فمن وافق خطه فذاك".
ويزعم كثير من علماء التفسير والأحكام أنه أول من تكلم في ذلك، ويسمونه هرمس الهرامسة، ويكذبون عليه أشياء كثيرة كما كذبوا على غيره من الأنبياء والعلماء والحكماء والأولياء.
وقوله تعالى: (ورفعناه مكاناً عليا) وهو كما ثبت في الصحيحين في حديث الإسراء: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو في السماء الرابعة.
وقد روى ابن جرير عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف، قال: سأل ابن عباس كعباً ـ وأنا حاضرـ فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس: (ورفعناه مكاناً عليا)؟ فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه: إني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم ـ لعله من أهل زمانه ـ فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة فقال: إن الله أوحى إلي كذا وكذا، فكلم ملك الموت حتى أزداد عملاً، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلي السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي أقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل: (ورفعناه مكاناً عليا).
ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها. وعنده: فقال لذلك الملك: سل في ملك الموت كم بقى من عمري؟ فسأله وهو معه: كم بقى من عمره؟ فقال لا أدري حتى أنظر، فنظر فقال: إنك لتسألني عن رجل ما بقى من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلي تحت جناحه إلي إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر.
وهذا من الإسرائيليات، وفي بعضه نكارة.
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: (ورفعناه مكاناً عليا) قال: إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى. إن أراد أنه لم يمت إلي الآن ففي هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حياً إلي السماء ثم قبض هناك، فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار. والله أعلم.
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: (ورفعناه مكاناً عليا): رفع إلي السماء السادس فمات بها، وهكذا قال الضحاك. والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد وغير واحد.
وقال الحسن البصري: (ورفعناه مكاناً عليا) وقال: إلي الجنة. وقال قائلون: رفع في حياة أبيه "يرد بن مهلاييل" فالله أعلم. وقد زعم بعضهم أن إدريس لم يكن قبل نوح؛ بل في زمانه بني إسرائيل.
قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء: أنه مر به عليه السلام قال له: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم وإبراهيم: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح. قالوا: فلو كان في عمود نسبه لقال كما قالا له.
وهذا لا يدل، ولابد لأنه قال لا يكون الراوي حفظه جيداً، أو لعله قال على سبيل الهضم والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لآدم أبو البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن وأكبر أولى العزم بعد محمد، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

آخر تعديل بواسطة Khaled Soliman ، 30-07-2009 الساعة 03:10 PM
رد مع اقتباس