المقامة الصيدلية
أولاً تعريف بسيط بفن المقامات : هوه فن نشأ في القرن الرابع الهجري علي يد بديع الزمان الهمذاني , والمقامات عبارة عن مجموعة من الكلام المحسن والبديع والمقفي ويعتبر فن قصصي علشان بيحكي قصة معينة أو فيه نصيحة.
لو تفتكروا أخدنا المقامة الحلوانية لبديع الزمان الهمذاني في ثانوي.
ثانياً : ياريت نخلي بالنا من التشكيل الموجود علي الكلمات الأخيرة حين النطق وخاصة هل فيه تنوين أو لا
علشان القافية تتظبط.
المقامة الصيدلية
فِيْ لَيْلَةٍ قَدْ كُنْتُ فِيْهَا نَائِمَا , أَفْتَرِشُ الأَرْضَ وأَلْتَحِفُ السَمَا , وَعَيْنِيَّ يَمْلَؤُهَا القَرِيْر , وَتُرَدِدُ الأَفَاقُ أَصْدَاءَ الشِّخِيْر , حَتَي سَمِعْتُ أَصْوَاتِ الهَرَج , وَتَعَالَتِ الحَرَكَاتِ وَاشْتَدَ المَرَج , فَصَحَوْتُ فَوْرَاً فِي فَزَع , وَجَرَيْتُ نَحْوَ أَهْلِي فِيْ جَزَع , مَاذَا دَهَاْكُمْ يَا تُرَي؟ , وَلِمَ الصَّرِيْخُ وَالْبُكَا ؟ , نَادَوا بِإِسْمِي فِيْ فَرَح , تَعَالَي قَدْ زَالَ الطَّرَح , ظَهَرَتْ نَتِيْجَةُ ثَانَوِي , فَطَفِقْتُ رُعْبَاً أَهْوِي , حَتَي أَتَانِي صَوْتُ أُمِّي فِيْ سَعَادَة , حَصِلْتُ عَلَيْ مَجْمُوْعِ طِبٍ وَزِيَاْدَة , وأَخْذُتْ أُمِّيْ فِيْ عِنَاقي , وَقَدْ كُنْتُ فَرِحَاً لانْعِتَاقِي , مِنْ سِجْنِ الدِّرَاْسَةِ الثَاْنَوِيْة ,وَبِمَجْمُوْعِي ذِي الطَلَّةِ البَهِيَّة .
ولَمَّا ذَهَبْتُ لأَسْحَبَ الوَرَقَاتِ , مِنْ قِسْمِ تَنْسِيْقِ الرَّغَبَاتِ , وَضَعْتُ أَوَّلَهَا الصَّيْدَلَة , فَغَيْرَهَا كُلِّيَةً لَنْ أَدْخُلَ (تُنطَق أدخلا) .
ذَهَبْتُ أَوَّلَ يَوْمٍ مُوْقِناً , بَأَنَ حُلْمِي أَضْحَي وَاقِعَاً , وَأَنَنِي سَأُصْبِحُ صَيْدَلِيَا , مَهِيْبَ الخَطِوِ فِيْ الدُنْيِا ثَرِيَّا , فَلَمَّا دَخَلْتُ لِلْمُدَرَجِ بَابَا , عَانَيْتُ فِيْ التَّوِ إِكْتَئَابَا , فَمَا رَأَتْ عَيْنِي مُحَاْل , وَجَالَ فِيْ ذِهْنِيْ سُؤَاْل , أَتِلْكَ كُلِّيَةٌ عِلْمِيْة؟ , أَمْ أَنَّهَا فُصُوْلُ مَحْوٍ لِلأُمِّيَة , كُلُّ الوجُوْهِ تَنْظُرُ فِي اقْتِضَاْبِ , وَقَامَاتُهُمْ لِضِيْقِ الدُرْجِ فِيْ انْتِصَابِ , فَوَقَفْتُ بُرْهَةً مِنَ الزَمَن , أَخْطَأْتُ وَدَفَعْتُ الثَمَن ..!! , قَدْ قَاْلَ لِيْ الدُكْتُوْرُ بِاحْتِقَاْر , اطْلَعْ بَرَه يَاض يَا حُمَاْر , فَدُرْتُ عَلَي عَقِبَيَّ , وَأَطْلَقْتُ لِلْرِيْحِ قَدَمَيَّ , لأَنْفُدَ وَلَوْ بِبَعْضِ جِلْدِي , وَنَحَوَ الكَافِيْتِرْيَا كَانَ قَصْدِي , وَمَنْ يَوْمِهَا طَلَّقُتَ ذَا المُدَرَج , وَقَدْ قَارَبْتُ اليَوْمَ لِلْتَخَرُجِ , وَلَمْ أَحُضُرْ وَلا مُحَاضَرَة , وَقَدْ أَسْمَيْتُهَا مُهَاتَرَة .
وَمَرَ العَاْمُ الأَوَّلُ فِيْ عِنَاْدِ , وَكَمْ صَاْدَفْتُ فِيْهِ مِنْ مَوَاْدِ , نَجَحْتُ فِيْهَاْ بِالدُّعَاْءِ , وَذُقْتُ الوَيْلَ مِنْ بُؤْسِ العَنَاْءِ , وَجَاْءَ العَاْمُ الثَاْنِي عَلَي عَجَل , وَمِنْهُ القَلْبُ يَخْفُقُ فِيْ وَجَل ,
وَأَرْسَلَ لِيْ عَقْلِي اسْتِغَاْثَة , أَرِحْنِي مِنْ هَمِّ الدِرَاسَة , وَأَضْحَتِ الحَيَاْةُ كَالِهَبابَا , وَطَارَتِ الأَمَانِي كَالذُبَابَا , وَجَائَتْ النَتِيْجَة كَالقَضَاْءِ , لِيُعْلَنَ ضَمِّيْ فِيْ كَشْفِ الغَبَاْءِ ,
أَبَعْد كَلِ هَذَا الهَمِّ ..!!
أُدَبْلِرُ ..!! فَيَا وَيْحَ أُمِّي؟
فَكَمْ مِنْ مَاْدَةٍ ذَاْكَرْتُهَا , وَطَوْلَ الليْلِ قَدْ رَاْجَعْتُهَا , وَلَمَّا أَشْرَقَ الفَجْرُ وَلاَح , ذَهَبْتُ لِلَجْنَتِي أَرْجُو النَّجَاْح , وَفِيْهَا جَلَسْتُ طُوَالَ الوَقْتِ أَهْذِي ,
أَهَذَا إِنْجِلِيْزِي يِا وِاْدْ يِا مُرْسِي؟ .
وَمَرَّتِ السُنُوْنُ فِي رَتَاْبَة , أَقَاسِي كَأَنِي وَسْطَ غَاْبَة , فَكَمْ شَرَّحْنَا فَي الفَارَمَا ضَفَادِع , وَكَمْ رَسَمْنَا مَاكِيْنَاتِ المَصَانِع , وَكَمْ حَرَقْنَا فِي المَعَاْمِلِ مِنْ ثِيَابِ , وَشَاْبَ الشَّعْرُ فِي سِنِّ الشَبَاْبِ , وَعَانَيْنَا المَرَارَةَ فِي المَسَاْئِل , وَكَشَفْنَا الجَوَامِدَ وَالسَّوَائِل , وَكَمْ شَرِبْنَا فِي ال pipete كُلَّ حِمْضٍ , وَكَابْدَنَا مَعَ الفِئْرَانِ سُوْءَ عَضٍ , وَذُقْنَا فِي البَيْو ذَلَ المَهَانَة , وَتَعِبْنَا أَكْثَرَ مِنْ شيل الحِجَارَة , وَنَطْقْنَا فِي العَقَاقِيرِ اللاتِيْنِي , وَضِعْنَا فِيْ حِفْظِ المَارِيْنِ , وَفَارَقْنَا السِيُوْتِكَال بَعْدَ وَيْلٍ , لِتَلْقَانَا الكِوَالِيْتِي بِكِل غِلٍّ .
فَهَلْ لِيْ مِنَ الكُلِّيَة .. بِوَشْكِ البَيْن* ,
بِحُسْنِ السَيْرِ .. وَحِفْظَاَ لِمِاءِ العَيْن.
وَلَكِنْ
لِمَنْ أَشْكُو وَأَنْعِي سُوْءَ حَالِي
وَمَنْ يُصْغِي ؟
وَهَلْ يُجْدِي سُؤَالِي؟.
-------
*وشك البين : سرعة الفراق
وزي ما قال عمرو بن كلثوم في معلقته
قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْمَاً .. لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِينَا
|