كنت في ما مضى مشرفة في منتدى له نكهة أدبية يعتني أصحابه بفنون القلم إذ يرسمون ما هو يومي و مشاعرهم و طموحاتهم . يمتد عمر المنتدى ما شاء له ربه ثم يخسر كاتبيه و قارئيه في خط متهاوي. راسلني مراقبه العام يسألني كيف نحيي هذا الجفاف .
أجيبه أن السبات يمحو كيان أمة لا لغة لها و لا هدف . يومها كلمات متقطعة ، و أفكار متهالكة عفى عليها الزمن . أقترح مسابقة في كتابة القصة القصيرة بين الأعضاء كنت قد وجدتها في منتدى آخر ذي نكهة شبابية . كون اللغة العربية أملت الأفكار حدث يستحق الإحتفاء .
*************************
بالفعل تنعقد المسابقة في المقهى و يضع الكثيرين قصصاً جيدة و حين يحين دوري كي أشارك فإنني أتردد مطولاً لإنني أخذت عهداً على نفسي أن لا أسجل إلا ما يقع ، فقط يمر عبر مرآة عقلي فيكتسب لوني .
*************************
شاركت في مسابقة المقهى الأدبي بالقصة التالية :
أصفق مطولاً و أنا أقفز فرحاً ، أنحني أمام جمهور وهمي يملأ حجرتي ، برجاء تصفيق حار منكم أيضاً . شكراً لكم .
منظر لا يتناسق مع بنيتي النفسية و العقلية و الجسمانية . أليس كذلك ؟ لعلكم تتساءلون ما الذي يستدعي كل هذا الفرح ؟
أعشق المنافسة و يسرني أن أحتل المقام الأول في أي مسابقة .
يطربني التغيير و يسرني أن تصيب رميتي هدفاً طالما قيل لي أنه غاية بعيدة المدى لا يصلها إنسان
هذه المرة نجحت في كل ذلك بأقل مجهود . فقط أنسخ ثم ألصق ، هذا كل ما احتجت إليه .
لازلتم لا تفهمون ما الحكاية ، ما الذي أطربني .
حسناً ، ذاك كان الموجز ، فيما يلي تفصيل الأخبار .
أكتب في منتدى للشباب ، فتجرح العامية نفسي ما وسعها ذلك . العامية هي الماء و الهواء ، في المنتديات العامة و الأقسام الأدبية و قسم اللغة العربية !
تخرج لي لسانها في تحدي سافر . و قد قبلت التحدي .
أما الشكوى من الحياة في كل صفحة فتصنع خليطاً مقرفاً مع ماء العامية فتصب في نفسي من الزهق ما يضايقني مذاقه .
و أنا لي رأي في كل تلك الشكاوي ، لن يسيغه أحد . هوة من الزمن سحيقة تفصلنا حيث الأمور تتغير ، لكن ما هو أساس و ما هو مشترك بين البشر لا يتغير .
لا ، لن أخبرهم وصفتي ، فهم أقدر مني على كل شيء بما في ذلك التفكير و الجدال .
لم أصل إليكم بعد ، أعرف .
أول مرة
تقافزت الدموع من عينيها ، و هي صبرت طويلاً و قدمت استعطافات رقيقة كي أرفع عنها ما يحزنها ، فلم ألتفت إلى توسلاتها ، الآن حان موعد الفيضان ، أهاج فيّ بكاؤها حناناً ، أسرعت في خطوي و بدأت التجهيز ... واصلت الهرس بسرعة ، مر يا زمن بسرعة من هنا .... أقبلت عليها .. معي ما تطمع فيه ، أمسكت رسغي برفق و شدته نحوها ، استغرب قوتها و ضعفي ، وضعته في فمها ، قطبت جبينها ، اندهشتْ منه ، حدقت ْ في زمناً ثم لاكته و لفظته ، ابتسمتُ لها فتجاوبت مع ابتسامتي بأخرى مشعة ملأتني أملاً في الحياة ، أعطيتها المزيد ، هذه المرة أحسنتْ التصرف ، لاكته وقتاً أطول ثم لفظت بعضه ، تشاغلت عنها بالحديث مع غيرها ، حديثاً لا أذكر منه شيئاً الآن، لا شيء في الذاكرة سوى عيناها الواسعتان ، و لسانها تخرجه من فمها ، تلوك به طعاماً لا يتمثل لي ، تحتوي يدها اليمنى باليسرى ، استعطافاً ، تشغل نفسها باللعب مع ما لا أرى ،
نادتني بشوق فلبيت النداء ، عدت إليها و كلي عزم أن أنجح في مهمتي الجديدة ، ملعقة ثم أخرى...... كلتانا تحاول في أمر جديد عليها ، لولو تأكل بسكوتة مهروسة ، أول طعام لها في دنياها التي مر منها ستة أشهر ، أطعمتها إياه ، أمر لم أفعله منذ زمن بعيد .
شاركت بتلك القصة في مسابقة القصة القصيرة في منتدى للشباب .
مر بها الشباب و الشابات ففضلوها على ما عداها و اختاروا لها المقام الأول ، رغم أن القصص الأخرى بها من الإجتهاد و اللغة و الحرفية في الكتابة ما هو أعلى.
هذا النجاح هو ما رأيته فأبهجني . وصل مضمون الرسالة تماماً !
حل اللغز ، أعملوا عقولكم قليلاً !
لم تفز القصة الثانية التي أنشأتها من حدث مشاركتي و فوزي في المنتدى الشبابي . في الواقع كانت إحدى القصص مكتوبة بحرفية عالية و تستحق الفوز ، لكنها لم تفز هي أيضاً في ظروف غافلة.