وهبطت الطائرة فى مطار الأردن ، و بينما كان يهبط هو و ابنه محمد من على سلم الطائرة ، بينما كانت تتصاعد الفكرة فى راسه
بكل سرعة .. و بكل قوة
و فى الطريق البرى الى القدس ، اخذ يعيد الفكرة فى ذهنه و يرتبها ..
فكرة الانتقام ..
ليس من عشرات الجنود الذين يتلقون ألأوامر و ينفذون التعليمات ..
بل منه هو ...
شخصيا ً
تلك الرأس العفنة التى تلقى ألأوامر و تصدر التعليمات ..
انه يريد ان يفقأ تلك العيون التى تغتسل كل صباح بدماء ألأطفال ، ان يحرق ذلك القلب الأسود الذى احرق قلوب الاف الأمهات على اولادهن وازواجهن
نعم.. انه هو الوحيد الذى يستطيع ان يزن المعادلة ، على ألأقل امام الناس .
لكن تنفيذ الفكرة يحتاج الى تخطيط عال الدقة ..باليوم و الساعة والدقيقة . .
انه حتما يحتاج الى مساعدة اخرين ممن تدربوا على مثل هذه العمليات جيدا.
و سيكون أبو محمد منفذها ، وسيكون هو الضحية ..
لأول مرة سيكون هو الضحية .
و فجاة .. توقفت السيارة ..
و مع نظرة واحدة من طرف عينيه ، كاد يتوقف قلبه معها
" رباه ..ما الذى يحدث "
لقد تحول بيته الى حطام ، و اصبحت زوجته واولاده ارقاما فى ألا ف المشردين .
زوج من الجرافات يهدم البيوت و يقتل الحياة ، ليمحو بلاده من على خريطة العالم
انها تتقدم فى جبروت لايوقفه احد
ومن ورائها .. ظهر هو امامه، كشبح يضحك ضحكات الشياطين
وكأنه يقول له :
لن تستطيع .. مهما حاولت .. فلن تستطيع
ساعتها ادرك أبو محمد ، انه وحده اضعف من ان ينتقم
بل انه لن يجدىان ينتقم و حده
ومع دمعة من عنييه ..نظر الى ابنه محمد قائلا :
" اسف يابنى ، لا بد ان نتظر"
و لازال الأستاذ جودة و ابنه محمد ينظرون نظرة رجاء الى ألأمة ألإسلامية بأسرها و ينتظرون ..
و ينتظرون ..
و ينتظرون ...
ملحوظة : ما حدث للطفل محمد حدث حقيقى بالفعل
|