الفصل الاول : هل نحن في زمن الفتن والملاحم ؟
هل نحن على أبواب الملاحم ؟
و هل باتت الخلافة قريبة منا ؟
و هل سندخل الأقصى قريبا؟
و هل أقترب الزمن الذي سيفتح فيه المسلمون القسطنطينية و روما؟
و هل بات خروج الدجال قريبا ؟
و هل أصبحنا على مقربة من زمن عيسى عليه السلام؟
و النتيجة هل أصبح عمر المسلمون على وجه الأرض يقاس بالسنوات لا بالقرون ؟
كل هذه الأمور ستحدث في سنوات دون نصف القرن لو كنا على أبواب الملاحم فهل نحن مهيئون لها , !!
الصحيح00 أن البعض يتعجل الأمور لظهور المهدي ، و هذا بسبب ما تعانيه الأمة من ظلم و اضطهاد ،حصار من الداخل و حصار من الخارج و المسلم هو العدو الأول، و لا أمل إلا بخروج المهدي , نعم أنا معكم بهذا التوجه لا أمل إلا بخروج المهدي ، و لكن كيف ، هل سيخرج المهدي في الحجاز و ينادي حي على الجهاد فتنهض الشعوب المسلمة لمبايعته ؟
هذا لن يحدث ما دام الشعب هو , هو الشعب , و ما دام الحكام هم الحكام 00 إذا خرج المهدي في هذه الظر وف سيُقتل ، ليس من الجبارين و أذنابهم من منافقي هذه الأمة فقط ، بل من الدول الكافرة ، و التي لن تسمح بخروج قائد مسلم يهدد مصيرها ، فهي لن تتوانى للحظة عن سحق هذه الأرض و من عليها مهما تكن النتيجة ، و سيكون لديهم إجماع كامل لهذه الفكرة 0
أخوتي قد يخرج من يقول إن الله ليس عاجز عن نصرة المهدي و أتباعه ، و أنا موقن بذلك، و لكن الله لن يخرق نواميس الكون لنا، و من نكون نحن حتى يخرق الله لنا نواميس الكون ، و نحن بين منافق و عاجز ، قل لي هل نحن نصرنا الله ؟ فلو نصرناه لنصرنا، و لما ألبسنا ثوب الذل و المهانة 00إن الله يخرق نواميس الكون للصالحين من عباده ، كما حدث مع الفاروق، و كما حدث مع جيوش الفتح الإسلامي ، و كما سيحدث مستقبلا مع جيش عيسى عليه السلام و المهدي ، عندما يقاتلون اليهود أتباع الدجال ، ذلك الجيش الذي و صفه رسول الله بفسطاط الإيمان الذي لا نفاق فيه0
إذن فما هو حالنا اليوم و كيف يتم الخلاص ؟
مما لا شك فيه أن التاريخ عبرة ، و ما حصل للمسلمين أيام التتار و الصليبين قريب مما يحصل لنا اليوم ، هم تركوا الجهاد و تبعوا الدنيا فسلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب فلما راجعوا الى دينهم ، هيأ الله لهم قاده وحدوا الأمة و رفعوا الذل عنها بالجهاد 0
هذا الأمر قاعدة أصلها نبينا بالحديث الصحيح
( 11 الصحيحة )
( إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم العينة)
لن أدخل معكم في ناقش يخرج بالموضوع عن أهدافه لنبين سبب الخور الذي أصاب المسلمين، و يكفي أن نقول: أننا في فترة استثنائية من حياة هذه الأمة ، فترةٌ؛ الأمة مقبلة فيها على فتنة قاسية لا يعلم قدرها إلا الله، و هذه الفتنة و أركز على قول ( فتنة )أي أن القتل سيكون بين المسلمين بعضهم البعض، و ما تروه اليوم من حشود غربية ما هي إلا الشرارة التي ستوقد هذه الفتنة ، و الغرب أجبن من أن يضع جنوده في معقل الإسلام مهما كان الثمن، و لكنهم سيشعلون النار و يهربون0
نعود و نقول , لماذا نحن بعيدين عن الملحمة ؟ ولماذا لا يكون هذا الزمن زمانها ؟
لقد وصف رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم الملحمة الكبرى بوصف دقيق و واضح , فدعونا نرى هذا الوصف:
(ـ صحيح الجامع الصغير - المجلد الثاني )
(لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق ، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا و بين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون: لا و الله لا نخلي بينكم و بين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ، و يقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله ، و يفتتح الثلث لا يفتنون أبدا ; فيفتتحون القسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون، و ذلك باطل فإذا جاءوا الشام ، خرج ، فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم فأمهم ، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لا نذاب حتى يهلك، و لكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته)
و
في الحديث الصحيح التالي:
(مشكاة المصابيح- المجلد الثالث - كتاب الفتن- الفصل الأول )
(وعن عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ، ولا يفرح بغنيمة . ثم قال: عدو يجمعون لأهل الشام ويجمع لهم أهل الإسلام (يعني الروم )فيتشرط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون ، حتى يحجز بينهم الليل ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء ، كل غير غالب ، وتفنى الشرطة ، ثم يتشرط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون ، حت يحجز بينهم الليل ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب ، وتفنى الشرطة ، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يمسوا ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء ، كل غير غالب وتفنى الشرطة، فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدبرة عليهم ، فيقتلون مقتلة لم ير مثلها ، حتى إن الطائر ليمر يجنابتهم فلا يخلفهم حتى يخر ميتا ، فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد ، فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقسم ؟ فبينا هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك ، فجاءهم الصريخ: أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم ، فيرفضون ما في أيديهم ، ويقبلون فيبعثون عشر فوارس طليعة "" . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم ، وألوان خيولهم ، هم خير فوارس ، أو من خير فوارس ، على ظهر الأرض يومئذ "" . رواه مسلم) .
1 / مما لا شك فيه و من خلال الأحاديث الصحيحة ان المسلمون يوم الملحمة و قبلها بقليل تحت قيادة خليفة مهدي ، فإذا كانت الحرب القادمة هي الملحمة، فهذا يقتضي أن يخرج المهدي الآن ليقود الملحمة0
2 / العرب يوم الملحمة بخاصة و المسلمون بعامة قلة لا يتجاوز تعدادهم بحال من الأحوال المليون هم و ذراريهم، و دعونا نستنتج ذلك من الأحاديث السابقة و غيرها0
تصف لنا الأحاديث أن المسلمين و قبل الملحمة يصالحون الروم ، و في بعض الأحاديث يصالحوهم عشر و يغدرون في السابعة ،و تصف لنا الأحاديث أن الصلح ( هو صلح آمن ) أي لا اعتداء خلاله من كلا الطرفين، و من يقول لنا أننا الآن في صلح أمن معهم ، أقول له أين الأمن يا أخي في فلسطين أم في أفغانستان أم في الشيشان أم في كل بيت مسلم،؟
و رسول الله حين يقول تصالحون الروم ، يعني أن الأمة كلها في حالة صلح و هذا لا يتأتى إلا من خلال قيادة موحدة لا أربعين قيادة0
و بناء على هذا الصلح يبعث قائد المسلمين جزء من رجاله بمساعدة النصارى لدرء عدو مشترك يهدد الطرفين، هذا الجيش الذي يخرج مع النصارى هو جيش مؤمن، و ليس جيش منافق حال جيوشنا اليوم ، لذلك فعندما يحدث الخلاف بينهم و بين الروم و يقتلوهم، يقول يصفهم رسول الله بالشهداء و بالعصابة لقلتهم العددية في الحديث التالي :
(ـ مشكاة المصابيح- المجلد الثالث- كتاب الفتن- الفصل الأول)
(وعن ذي مخبر ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "" ستصالحون الروم صلحا آمنا ، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم ، فتنصرون وتغنمون وتسلمون ، ثم ترجعون ، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول ، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب,فيقول: غلب الصليب,فيغضب رجل من المسلمين فيدقه ، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة فيثور المسلمون إلى أسلحتهم ، فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة "" . رواه أبو داود) .
(صحيح ابن حبان ج: 15 - ص: 101)(6708) (أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن حسن بن عطية عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن ذي مخبر بن أخي النجاشي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزوا أنتم وهم عدوا من ورائهم فتنصرون وتغنمون وتنصرفون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيقول قائل من الروم غلب الصليب ويقول قائل من المسلمين بل الله غلب فيثور المسلم إلى صليبهم وهو بعيد فيدقه وتثور الروم إلى كاسر صليبهم فيضربون عنقه ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة فتقول الروم لصاحب الروم كفيناك العرب فيجتمعون للملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا)
لاحظ أخي في الحديث الثاني أمرين:
1 / قول الروم لصاحبهم و المقصود ملكهم و هذا ما سيؤول إليه نظام الحكم في الغرب0
(المستدرك على الصحيحين ج: 4 - ص: 509)
(حدثنا محمد، ثنا بحر بن نصر، ثنا بن وهب، ثنا معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كعب قال: ثم لا تكون الملاحم إلا على يدي رجل من آل هرقل الرابع أو الخامس يقال له طيارة)
2 / الأمر الثاني قولهم له: كفيناك العرب و في حديث أخر كفيناك جد العرب، إذاً00 هذه العصابة على قلتها لها وزنها العددي عند العرب، و ذلك أن أعدادهم قليلة جدا قبل الملحمة 0
نعود الآن إلى المهم00
جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم :
(صحيح مسلم ج: 4 ص: 2223)
(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر كلاهما ، عن بن علية واللفظ لابن حجر ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن حميد بن هلال ،عن أبي قتادة العدوي، عن يسير بن جابر، قال : ثم هاجت ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس له هجيري ، الا يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة، قال : فقعد وكان متكئا فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ، ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام، قلت : الروم تعني، قال : نعم ، وتكون ثم ذاكم القتال ردة شديدة، فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء غالب وتفنى الشرطة ، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء غالب وتفنى الشرطة ، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ،فيقتتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء غالب وتفنى الشرطة ، فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام ، فيجعل الله الدبرة عليهم ،فيقتلون مقتلة إما قال لا يرى مثلها، وإما قال لم ير مثلها حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا ، فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقى منهم إلا الرجل الواحد ، فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم ، فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك ، فجاءهم الصريخ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم ، فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون ، فيبعثون عشرة فوارس طليعة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ ، أو من خير فوارس على ظهر الأرض)
هذا الحديث يصف لنا حال المسلمين عند ورود نبأ قدوم النصارى بجيش تعداده 960 ألف مقاتل ، لاستئصال شأفة المسلمين0 هذا العدد ليس بالمهول ، و تستطيع دولة كالعراق أو السعودية أو سورية كلا على حدة تجنيد هذا العدد0 هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هذا العدد يحدث ردة لدى المسلمين، و ذلك لقلتهم نسبيا بالنسبة للنصارى0
و في الحديث الصحيح، يخبرنا رسول الله أن المسلمين يرتد منهم ثلث، و يستشهد منهم ثلث، و يفتح الله على ثلث، و هم من يفتح روما0