الفصل الثاني : اين موقعنا زمنيا ؟ بمعنى في أي زمان نحن ؟
لقد حاولت في الفصل الأول التأكيد على أن زماننا ليس زمن الملاحم، و قد أوردت الأدلة على ذلك، و هناك الكثير منها أيضا لم أوردها كي لا يتكرر الحديث فيها، و لكن سألفت أنظار الأخوة إليها كلما مررنا بإحداها0
و السؤال الذي قد يطرحه البعض أين نحن زمنيا، و هل ذكرت السنة المطهرة بعض التفاصيل التي تشير صراحة إلى الفترة التي نعيشها اليوم؟
أقول نعم : لقد ذكرلنا رسول الله صلى الله عليه و سلم اشارة صريحة الى هذه الفترة التي نعيشها 00و دعونا أولا نتعرف على سمة الحكم في هذه الحقبة التي نعيشها 00
(ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الأول )(تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا ، فيكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم يكون ملكا جبريا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت . )
إذاً أول مراحل الحكم في الإسلام هي النبوة، و قد كانت ثم رفعها الله0 ثم تلتها مرحلة الخلافة التي على منهاج النبوة، و قد كانت0 ثم تلتها مرحلة الملك العاض، و التي انتهت بسقوط الخلافة العثمانية0 ثم دخلت الأمة في مرحة الحكم الجبري، و معنى الجبري، اي شدة القهر و الظلم
أرجو ملاحظة قول الرسول صلى الله عليه و سلم، ثم( خلافة) و لم يقل ثم( خليفة) أو لم يقل ثم يأتي المهدي لكي لا يفهم البعض أن المهدي سيأتي و ينتهي الأمر، بل هو مفتاح خلافة على منهاج النبوة 00لن تدوم بعلم الله بعد موته أكثر من 22 عام فقط، على أعلى تقدير، ثم يعود الفساد حتى يطم و يعم في مدة لا تزيد و الله أعلم عن المئة عام، ثم تعود خلافة على منهاج النبوة، فالملاحم، فالدجال، فعيسى عليه السلام0
هذه بعض نقاط البحث، سنأتي عليها مفصلة إن شاء الله كلا في حينه 00
لماذا نعتبر الآن في عصر الحكم الجبري؟
لقد بينا في الحديث السابق، الفترات السياسية لأمة الإسلام كما ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ،و طبيعيا أن تنتقل الأمة بعد الخلافة العثمانية إلى فترة الحكم الجبري، لأن الواقع يقول أن الأمة الإسلامية انتقلت بعد الخلافة إلى حكم النصارى، و هذا قمة الجبر، أن تحكم الأمة من غير بنيها 00ثم انتقلت بعد ذلك إلى حكم أذناب النصارى ، و أنظر يمينا و شمالا تجد أن المسلم قد ضاقت عليه الأرض بما رحبت و لا يجد ملجأ و لا خليفة ، فأولى به أن يموت و هو عاض على جذع نخلة كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد السادس 1) (قال حذيفة بن اليمان: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت: يا رسول الله ! إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير فنحن فيه ، وجاء بك ، فهل بعد هذا الخير من شر(كما كان قبله) ؟ قال: ( ياحذيفة تعلم كتاب الله ، واتبع ما فيه ، ( ثلاث مرات ، قال: قلت: يا رسول الله ! أبعد هذا الشر من خير ؟ قال: نعم، قلت: ما العصمة منه ؟ قال: السيف، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ وفي طريق، قلت: وهل بعد السيف بقية ؟ قال: نعم ، وفيه، وفي طريق: تكون إمارة _ وفي لفظ: جماعة _ على أقذاء ، وهدنة على ) دخن . قلت: وما دخنه ؟ قال: _ قوم ( وفي طريق أخرى: يكون بعدي أئمة يستنون بغير سنتي و يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين ، في جثمان إنس _ وفي أخرى: الهدنة على دخن ما هي ؟ قال: _ لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه _قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: _ نعم ، فتنة عمياء صماء ، عليها دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها _ . قلت: يا رسول الله ! صفهم لنا . قال: _ هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا _ . قلت: يا رسول الله ! فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال: تلتزم جماعة المسلمين وإمامهم ، تسمع وتطيع الأمير ، وإن ضرب ظهرك ، وأخذ مالك ، فاسمع وأطع _ . قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: _ فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة ؛ حتى يدركك الموت وأنت على ذلك _ وفي طريق ) : _ فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم) _وفي أخرى ) : _ فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة ، فالزمه وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ، فإن لم تر خليفة فاهرب في الأرض حتى يدركك الموت وأنت عاض على جذل شجرة _ ) قال: قلت: ثم ماذا ؟ قال: _ ثم يخرج الدجال _ . قال: قلت: فبم يجيء ؟ قال: بنهر _ أو قال: ماء ونار _ فمن دخل نهره حط أجره ، ووجب وزره ، ومن دخل ناره وجب أجره ، وحط وزره ، قلت: يا رسول الله: فما بعد الدجال ؟ قال: عيسى ابن مريم ، قال: قلت ثم ماذا ؟ قال: لو أنتجت فرسا لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة )
__________________
أرجو الدعـــــاء بظاهـــــــــر الغيب
|