
10-08-2009, 09:54 AM
|
 |
عضو متألق
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 3,304
معدل تقييم المستوى: 21
|
|
أما حسام فقد استقل القطار .. و اتجه الى بنى سويف .. و بعدما وصل هناك ظل يبحث عن تلك المكتبة .. ليحضر الكتب التى تريدها نور .. و قد بحث كثيرا .. و أصابه الارهاق .. و شعر بالضيق .. و كأنه قد حدث له ما لم يحدث فى حياته .. حتى وجد تلك المكتبة .. و وجد صاحبها .. فنظر اليه .. و كأنه لايطيق نفسه :
- فيه كتب هنا علم نفس .. محجوزة باسم نور ..
صلحب المكتبة :- هى اسمها نور أيه ؟
حسام :- أنا مش عارف .. بس هى من القاهرة .. و الكتب عن علم النفس ..
صمت الرجل قليلا :
- اه .. افتكرتها ..
ثم عاد ليكمل :
- بس دى ميعاد استلامها يوم الخميس .. يعنى لسة يومين ..
حسام :- أنا خطيبها .. و عاوز أعمل لها مفاجأة .. ثم أخرج نقود من معه و أعطاها للرجل ..
أخذ الرجل النقود .. ثم نظر اليه :
- ثوانى .. هجيب لك الكتب حالا ..
انتظر حسام قليلا .. حتى شعر بالصدمة حين وجد كم الكتب الهائل الذى يحضره الرجل .. فنظر اليه فى حسرة :
- أيه ده .. كل ده !!!
الرجل :- أيوة ..
حسام فى غيظ قى صوت خافت :
- أنا بكره نور .. و بكره يوسف .. و بكره نفسى ..
***
عاد حسام الى القاهرة .. وما ان وصل ذلك البيت الذى يجتمع فيه مع يوسف و منال .. حتى وجد منال تصل هى الأخرى .. و قد وجدا يوسف فى انتظارهما ..
حسام فى غيظ :- أنا عملت كل المطلوب منى .. جبت الكتب .. و بعتهم لعنوان شقة نور .. و أكيد وصلتها ..
يوسف فى سعادة :
- جميل جدا ..
منال :- ده العريس ده طلعت عينه زايغة أوى .. ده بمجرد أنه شافنى مكنش مصدق نفسه .. و كم كلمة منى حسسته أنى حبيته من أول نظرة .. و اطمن أنا اتفقت معاه أنى هقابله يوم السبت و هو وافق ..
يوسف فى سعادة أكبر :
- رائع ..
و لم يكمل حديثه .. حتى وجد هاتفه الخلوى يشير الى اتصال نور .. فقام بالرد
نور فى فرحة :
- يوسف .. أنا لقيت مصباح علاء الدين ..
يوسف فى مكر :
أيه ..
نور :- أيوة .. مشاكل نهاية الأسبوع اتحلت ..
يوسف و كأنه مندهش :
- ازاى !!
نور :- الكتب و صلت لباب الشقة .. و ماما اتصلت قالت ان العريس عنده ظروف .. و مش هيقدر يجى يوم السبت ..
يوسف :- مش معقول .. يعنى تقدرى تيجى الحفلة ؟!!
نور فى حزن :
- للأسف .. زى ما قلت لك .. لسة مشكلة واحدة .. أنا هروح اسكندرية يوم الحفلة عشان أعمل تقرير يفيد الرسالة .. و رغم أنى هخلص بدرى قبل ميعاد الحفلة .. بس المشكلة ان ميعاد قطر القاهرة من هناك هيكون متأخر ..
صمت يوسف فترة ليست بالقليل :
- نور .. أنا هاجى معاكى اسكندرية بالعربية بتاعتى .. و بعد ما تخلصى نرجع .. و نروح الحفلة سوا ..
نور فى سعادة :
- مكنتش أعرف أنك بتحبنى كدة ..
يوسف :- أيه !!
نور :- لا .. مفيش حاجة ..
***
بعدما انتهت المكالمة .. نظر الى كل من حسام و منال :
- أنا هروح اسكندرية مع نور يوم الجمعة .. هناك جريمة قتل و عاوزة تعمل تقرير عنها فى رسالتها .. و هحاول أوصل بدرى على قد ما أقدر ..
منال فى غضب :
- أنا من رأيى .. نختار أى بنت من الشارع أحسن ..
حسام فى سخرية :
- لا .. أنا من رأيى نلغى المهمة دى .. لو كل مهمة كدة يبقى نرتاح .. و نقعد فى بيوتنا أحسن ..
نظر اليهما يوسف فى حزم :
- أنا واثق فيها ..
:- أنا عاوز كل حاجة تكون جاهزة بمجرد ما نرجع من اسكندرية .. بدلة الحفلة .. و الكاميرا ..
***
فى صباح يوم الجمعة - صباح يوم الحفلة - .. استقل يوسف سيارته و قد اتجه الى نور .. ليسافرا معا الى الاسكندرية .. و ما ان رأته .. حتى اتجهت الى سيارته .. و جلست بجواره .. بعدها بدءا طريقهما الى الاسكندرية ..
نور فى سعادة :
- أنت وقعت ليا من السما .. أنا عمرى ما بحب السفر فى القطر ..
ابتسم يوسف ابتسامة مصطنعة :
- أنا مقدرش أسيبك تسافرى لوحدك ..
نور :- ياه .. ده أنت بتخاف عليا بقى ..
يوسف :- طبعا ..
نور :- بجد أنا مبسوطة أوى ... ثم سكتت ..
بعدها نظرت اليه :
- و لّا كل ده عشان أحضر معاك الحفلة ..
يوسف فى مكر :
- ما هى الحفلة كمان هكون معاكى ..
نور :- اه .. صح ..
تحدث يوسف الى نفسه :
- دى عبيطة ..
....
بدأ الوقت يمر .. و يواصلان حديثهما .. حتى اقتربت السيارة من الأسكندرية ..
نور :- أنا فى الأول هروح قسم الشرطة .. هناك هعمل مقابلة مع القاتل .. و هسجل بعض النقط .. و بعدين نروح بيت أهل المجنى عليه .. و أعمل مقابلة تانية .. طبعا أنت هتيجى معايا ..
يوسف :- لا .. أنا مش هدخل القسم .. أنا هستناكى فى العربية لحد ما تخلصى ..
نور :- ليه ؟!
يوسف :- كدة .. مبحبش أدخل أقسام .. بتشاءم .. بس ممكن آجى معاكى عند أهل المجنى عليه ..
نور :- خلاص و أنا مش هتأخر .. هحاول أخلص بدرى على قد ما أقدر ..
***
وصلت السيارة الى قسم الشرطة .. و قد غادرتها نور .. و ظل يوسف فى السيارة ينتظرها .. و كعادتها مر وقتا طويلا حتى عادت نور مرة أخرى الى السيارة .. فنظر اليها يوسف فى غضب :
- أنتى اتأخرتى جدا ..
نور و كأنها لا تبالى :
- دول ساعة و نص بس .. على اما قدرت أجمع النقط اللى محتاجاها ..
بعدها ركبا السيارة .. و اتجها الى بيت المجنى عليه فى ذلك الحادث .. و قد ذهب معها يوسف الى ذلك البيت .. و ما ان دخلا حتى التقت نور بـ أرملته .. و بدأت تسألها بعض الأسئلة عن زوجها الذى قتل .. أما يوسف فلم يرفع عينه عن تلك الطفلة الذى لا تكف عن البكاء لمقتل أبيها .. و قد اقتربت من أمها .. و لا تزال تبكى و احتضنتها ..
و يوسف لا يحرك ساكنا .. و ينظر اليها .. حتى لاحظت نور ذلك حين اقترب من الطفلة .. و بدأ يداعبها ويحرك يده على شعرها الأملس .. و كأنه تحرك شئ بداخله ..
حتى انتهت نور من عملها .. و قد غادرا سويا و صورة بكاء الطفلة لا تفارق يوسف ..
***
عاد يوسف و نور مرة أخرى الى القاهرة .. و قد طلب منها أن تعد نفسها للحفل .. و أنه سوف ينتظرها بمكان ما أمام دار الأوبرا .. أما هو فقد عاد الى بيته .. و أعد نفسه .. و ارتدى بذلة أنيقة .. و أخد تلك الكاميرا معه ..
....
اتجه يوسف الى الحفل .. و وجد نور قد وصلت .. و قد ارتدت ثوبا أنيقا زاد من جمالها .. فابتسم :
- أنتى جميلة أوى النهاردة ..
نور فى دعابة :
- طبعا ما أنا عارفة .. ثم نظرت الى الكاميرا :
- أيه ده .. يلا صورنى ..
يوسف :- للأسف .. أنا اشترتها و فوجئت بها فى الطريق أنها مش شغالة .. هحاول فيها و احنا فى الحفلة .. ممكن تشتغل ..
نور :- طيب خليها معايا ..
يوسف :- لا ... ثم نظر اليها :
- مش عاوز اتعبك ..
بعدها أمسك بيدها ليدخلا الحفل .. و قد زادت دقات قلبه .. و لمع بريق عينه عند بوابة الدخول الالكترونية .. لكنه لم يحدث شئ .. و مر كل شئ بصورة طبيعية كما توقع المهندس مروان .. و قد ابتسم يوسف لذلك .. و دخلا الحفل و جلسا ..
نور :- تصدق أنى أول مرة ادخل الأوبرا ..
يوسف :- أنا دخلتها كتير .. أنا بحب الحفلات جدا ..
بعدها شاهد هدفه يصل الى الحفل .. ثم بدأ العرض .. و قام يوسف بضبط ساعته ..
نور :- يوسف .. أنا مش فاهمة أى حاجة من العرض ده ..
يوسف و لا يزال يرقب هدفه :
- ده عرض أوبرالى عالمى .. هتفهميه مع مرور الوقت ..
ضحكت نور :
- حتى لو مفهمتش .. كفاية أنى معاك ..
يوسف :- أيه ..
نور :- يوسف .. حد قالك قبل كدة أنه بيحبك ..
يوسف :- أنا .. لا ..
نور :- و لا عمرك حسيت أن حد بيحبك ..
يوسف :- قصدك حب من بنت يعنى ؟
نور :- أيوة ..
يوسف :- لا ..
نور :- تعرف .. أنا مشكلتى أنى جريئة جدا .. بس معاك كنت مترددة أقولك .. و لما عملت كل ده عشان نحضر الحفلة مع بعض .. لازم أقولك أنى ....
قاطعها يوسف :
- عملت أيه ؟!!
نور فى ابتسامة :
- يعنى .. الكتب اللى وصلت لباب الشقة .. و العريس اللى طار .. و سفر الاسكندرية .. عرفت أنك بدأت تحبنى ..
ابتسم يوسف لكنه لم يتحدث .. ثم بدأ الوقت يمر .. و يوسف يتابع هدفه بدقة .. و ينظر الى ساعته .. و الجميع مهتم بذلك العرض .. حتى اقترب وقت التنفيذ .. و أخرج يوسف تلك الكاميرا .. حتى ساد الظلام قاعة الحفل ..
يتبع
__________________
|