عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 10-08-2009, 08:27 PM
**تسابيح** **تسابيح** غير متواجد حالياً
طالبة جامعية <>المركز الثاني عن مسابقة العام في الاسبوع السابع
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 4,214
معدل تقييم المستوى: 22
**تسابيح** is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الاخير

عدت تعبة الى المنزل ولم أجد أحداً في الصالة..إتجهت الى غرفتي..وكانت غرفة ندى بجانب غرفتي...تقدمت بخطوات بطيئة وقفت أمام باب الغرفة وانا بغاية التردد...هل أكلمها:؟ هل أدخل الى غرفتها؟ هل أتحدث معها من جديد في الموضوع؟
وجدت نفسي أطرق الباب..لم يرد علي أحد وعاودت وطرقته من جديد أيضاُ لم يرد علي أحد...فتحت الباب بهدوء..وجدتها نائمة في السرير...رجعت لأقفل الباب ولكنني لمحت صور كثيرة بجانبها..إقتربت لأرى الصور..كانت صورها هي وسليم أيام الخطوبة....تراجعت وأقفلت الباب ودخلت غرفتي........

إنها لم تنس................يا الله...أكبر دليل الصور ما زال الموضوع يعنيها...يا الله ماذا أفعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟...

نمت وانا أفكر بها وبسليم وبالوضع الذي وصلنا اليه..رغم أن موضوعي انا وسليم قد إنتهى وما هي الا أيام وأعود الى لبنان وسليم لا يستطيع أن يترك فرنسا قبل سنة ليكمل دراسته...ولكن! .........ندى....لن تنس ولا تريد أن تنسى سليم...

في اليوم التالي كنت أكتب تقريراً مفصلاً عن البحث...وإنتهيت منه وسلمته الى الجامعة وحان موعد المناقشة وقبلها كان يجب علي أن أقدم ملخص لما قمت به في البحث وللنتائج التي توصلت إليها...

كان هناك حشد من الاساتذة ومجموعة من الطالبات وكان بينهم خالي ووجدت ندى أيضاً تجلس معه كنت بغاية السعادة لوجودها...وبدأت بسرد الملخص ...


- اولاً قبل أن أبدأ أحب أن أشكر كل من قدم لي يد المساعدة والدعم لأنجز هذا البحث ....وأشكر الله تعالى الذي كان سندي ومعي دائماً...
البحث الذي قمت به يتحدث عن وضع الفتاة العربية في فرنسا وخاصة الجامعية...وجدت أن أغلب الفتيات قد هربن من بلادهن بحثاُ عن شيئاً ما رغم أنهم يختبئن خلف شيئاً إسمه تعليم...فلقد وجدن في فرنسا ما لم يجدنه في بلادهم من حرية وإستقلالية ...وكانت النتيجة أن إبتعدت كل فتاة عن عاداتها وتقاليدها ودخلت في شرنقة جديدة اسمها الحياة الفرنسية...هذا الأمر غيرّ في نفوسهن بشكل كبير وأبعدهن في أغلب الأحيان عن هدفهن الأساسي ألا وهو التعليم...منهن من جاءت تبحث عن الشهرة ومنهن من هربت من عائلتها لتبحث عن الحرية ومنهن من جاءت لتحقق ذاتها وتهرب من القمع ومنهن من جاءت بحثاً عن المال لتصبح ثرية ومنهن من جاءت تبحث عن رجل متحرر لتعيش حرة ...أمام جميع هذه النماذج يبقى هناك نموذج موجود بقلة وهو الفتاة التي جاءت لتتعلم وترفع من إسم بلدها عالياً...ولتأخذ من فرنسا ما هو لصالحها وخيراً لها إن كان في العلم أو العمل...وهذا ما أدى في النهاية الى نجاح هذه الفتاة وهو ما سيوصلها لتنال الشهرة العلمية والحرية الفكرية وتحقق ذاتها مع إحترام عاداتها وتصبح ثرية عندما تعمل وتجتهد ...أخيراً أحب أن اوجه كلمة إلى الفتاة العربية التي تكمل دراستها هنا...اقول لها(مهما فعلتي ومهما حاولتي أن تتخلصي من اصولك وتتنكري لعاداتك وتنسين نفسك ستبقين عربية متأصلة يجري في دمك دم العروبة وإفخرِ انك عربية من بلاد كانت منذ الاف السنين مهداً للحضارة والعز والشرف كوني مثل بلادك وإحترمي دينك عندها ستذوقين طعم النجاح)...

سألني بعدها الداكاترة بعض الأسئلة وبعدها تكلم الدكتور المشرف عن البحث ليعلن النتيجة..وأنا أكاد أقع على الأرض من الخوف...ورأيته يقول...

-لقد منحنا الطالبة ورد عامر شهادة الدراسات العليا في علم الإجتماع بمرتبة جيد جداً...

وكنت سأقع على الأرض لم أجد نفسي الا والدموع تنزل من عيني..وصعد خالي وضممته بشدة وبكيت..كم بكيت...إنها دموع الفرح..
ووجدت الجميع يصفق لي بحرارة ووجدت ندى واقفة تصفق لي أيضاً ....شعرت بفخر كبير حقاً إنه فخر كبير ما أجمل النجاح لن أنسى هذه اللحظات...

تسلمت شهادتي ..وعدت بعدها الى منزل خالي..أحضر أغراضي مستعدة بعد يومين للسفر الى مصر...


وحان موعد سفري .....كنت في غرفتي أحضر حقيبتي...وطائرتي بعد ساعتين فقط...كان خالي في إنتظاري ليأخذني الى المطار..ساعدني أحمد في حمل الحقائب ووجدت ندى وزوجة خالي في الصالة...

- إقتربت مني زوجة خالي وقالت:ربنا معكي يا بنتي(وضمتني)
اما ندى بقيت في مكانها..إبتسمت لها وإقتربت منها وقلت: انا عارفة انك زعلانة مني..بس مهما حصل انتي اختي والاخت بتسامح اختها...

مددت لها يدي لأصافحها...وجدتها تبتسم لي وتدمع عينيها.... ضمتني بشدة قائلة: الي فات مات يا ورد انتي حتفضلي اختي وانا مش زعلانة منك تروحي وترجعي بالسلامة...
ركبت في السيارة مع خالي....وطلبت منه أن يمر في شارع مقهى الميزون دو كافيه لأنظر اليه نظرة أخيرة...وعندما وصلنا اليه ..قلت لخالي..
- خالي وقف شوية صغيرة...
نظرت الى المقهى والى الطاولة التي أجلس عليها..لمحت سليم من بعيد ....كان سارحاً..كانت النظرة الأخيرة...أدمعت عيني وتابعنا الطريق الى محل العم كريم...
- نزلت وجدته يجلس في حزن رهيب إقتربت منه وقلت: عم كريم..اشوف وشك بخير...
- وجدت الدموع في عينيه: الله معكي يا بنتي ما تنسيني...
- مستحيل انسى اب...انت أب يا عم كريم أب..مش حنساك..وده عنوان بيتي على الورقة ورقمي في مصر مستنية زيارة او تليفون منك..ولا الأب مش حيشتاق لبنتو؟؟؟(وإبتسمت له)
- مسح دموعه وإبتسم : اكيد يا بنتي بيشتاق..الله معكي يا ورد...ديري بالك على حالك..وأتذكريني بزاف بالخير..
- عمري مش حانسى فضلك عليي عم كريم...ورح اتصل بيك ديماً..إدعيلي...
-
هممت لأغادر و لا أريده أن يرى الدموع في عيني....استوقفني قائلاً: ورد...استني..في شي لألك هني...اكيد انتي بس تشوفي بتعرفي من مين...

أعطاني وردة بيضاء....عرفت أنها من سليم إبتسمت للعم كريم..وتوجهت الى المطار وودعت خالي بحرارة...وإتجهت الى موطني الى بلدي مصر...

طوال الطريق أفكر بما حصل معي في هذه البلد وكيف قضيت هذه السنة...عشت أحداثاُ من غير الممكن أن أعيشها في حياتي لو كنت قد بقيت في مصر...هل كان من الممكن أن أتعرف على إنسان كالعم كريم ؟؟؟..وعلى مدام جوزيفين وهالة ورهف ونجلاء وسمر رحمها الله وماري رحمها الله؟؟؟؟؟؟؟؟...هل لو أنني لم أت الى فرنسا كان عمر سيموت؟

أم هذا قضاء الله وقدره؟..هل كنت سألتقي بسليم..أم أن الله هيأ لي المنحة والسفر لألتقي بهذا الإنسان الذي لن أنساه ما حييت وأتمنى من الله تعالى أن يرزقه بفتاة أفضل مني...

الأحداث التي عشتها في فرنسا لو أردت أن أختصرها لوجدتها تحمل كلمتين...أرض الأوهام...عندما تجتمع الحرية والإستقلالية والجمال والأمن والعلم والفن في مكان ما أعتقد أنه سيصبح وهم...والجميع سار خلفه وإعتقد أن فرنسا بلد يستطيع أن يحقق فيه المرء ما يعجزء عن تحقيقه في بلده ومشى وراء وهم ومن يمشي وراء وهم لا يصل الى شيىء ...





وصلنا الى مصر وعرفت لوحدي أننا فوق مصر ...شعرت بقلبي يخفق بشدة وكأن هواءه يرحب بمجيئي...يا الله ما أروعك يا مصر..نظرت الى أسفل وجدت الأهرامات الصامدة وابو الهول ونهر النيل يشقهما في لوحة ولا اروع...إشتقت الى مصر الى تراب مصر الى أحبائي الى امي الى عائلتي...وبدأت البكاء قبل أن أصل...نزلت وأنا لا أصدق كيف أنهي معاملاتي وأركض لأرتمي في حضن والدتي..ووجدتها من بعيد في إنتظاري هي وأقربائي...ركضت وإرتميت في حضنها وبدأنا البكاء..
-ماما وحشتيني اوي...
-وانا اكتر يا بنتي اكتر والله...

سلمت على أقاربي..وغادرنا الى البيت....... طوال الطريق وأنا في السيارة أنظر الى شوارع مصر وكأنني سائحة أتعرف عليها لأول مرة...وأمي تحضنني وتقبلني ....

وما إن وصلنا الى البيت حتى ركضت الى غرفتي وبدأت أصرخ كطفلة صغيرة وأقفز على السرير وأقول بصوت عال: رجعت وأخيراً رجعتتتتتتتتتتتتتتتتتتت...رجعت رجعت يا ناس ورد رجعت....(أقفز وأقفز غير مصدقة أنني في غرفتي)

نظرت الي أمي مذهولة من تصرفي..ركضت اليها وأمسكتها من يديها وانا بغاية الفرح..

- ماما مش حسافر تاني يا جميلة يا قمر ولا حاجة حتبعدني عنك خالص..


جلست مع أمي طوال الليل أتحدث معها عن كل ما حصل لي من أول يوم الى أخر يوم بالتفاصيل المملة..

- قالت معاتبة: كل ده يحصل معاكي يا ورد ولاتقوليلي..
- خفت اقلك تقلقي يا ماما...بس وفاة عمر لوحدها تهد جبل...
- قالت بحزن: ما تتوصريش قلبي وجعني قد ايه عليه وعيطت عليه بس قدر الله وما شاء فعل..
- الحمدالله على كل حال يا ماما..صديقيني الى عيشتو في فرنسا كبرني 10 سنين ماما حاسة ان عمري 35 سنة...
- قالت مبتسمة: قد ما تكبري حتفضلي في عيوني بنتي الصغيرة الي بموت فيها..
- قبلتها قائلة: بحبك اوي اوي..
- بس ما قلتيليش حتعملي ايه بفلوس سمر؟؟؟
- عارفة بفكر افتح بيهم مركز للعلاج النفسي والاجتماعي للشباب الي عندهم مشاكل في حياتهم من اي نوع واجيب دكاترة في طب النفسي والاجتماعي يعني مركز متكامل.....
- فكرة جميلة اوي ربنا يوفقك يا ورد...
- عاوزةاعمل حاجة تفيد الناس..تقوي ثقتهم بنفسهم....ما ينحرفوش...ويبقو مسجونين بظروفهم زي ما حصل لسمر لو كانت لقت حد وقف جنبها ما كنش حصل الي حصل...عشان كده بفلوسها عاوزة اعمل الي هي ما قدرتش تعملو للناس دي...والي مش لاقيين شغل نحاول نساعده برأمسال صغير يقسطوه بعدين....
- جميل اوي اوي ربنا معاكي يا حبيتي...

أمضيت بقيت أيامي أستقبل أقربائي وأصدقائي وأتحدث معهم عن فرنسا وعن ما شاهدته في فرنسا والجميع كان ينتظر مني أن أتحدث معه عن جمالها وسحرها ولكنهم وجدوا ما يكسر توقعاتهم....

بعد أن إرتحت قليلاً بدأت أحضر للجمعية إخترت المكان والمجموعة التي ستنفذ مشروع الجمعية معي... وكان ما أردت..جمعية صغيرة للمعالجة لإجتماعية والنفسية....... وجمعنا في يوم الإفتتاح مجموعة كبيرة من التبرعات وأسميت الجمعية (جمعية السمر للمعالجة النفسية الإجتماعية) تقديراً مني لهذه الفتاة التي لو كانت وجدت من يساعدها لم تكن لتنحرف أبداً وتخطىء في الطريق....حصدت الجمعية بشعبية كبيرة وقمت بمقابلات عديدة في المجلات تعريفاً عن الجمعية التي في سنة واحدة استطاعت أن تقدم مساهمات لمجموعات كبيرة من الشباب وأن تساعد مجموعات أكبر منهم...
شعرت بسعادة بالغة وأنا أقدم المساعدة لمجموعة كبيرة من الناس...يا الله ما أروعه من شعور...ودعوت الله كثيراً أن يوفقني ويعوض تعبي وكان ما أردت...

تقدم لي في تلك الفتر رجال طلبوني للزواج وكان الرفض سيد الموقف..فكرة الإرتباط كانت مؤجلة بالنسبة الي بشكل تام...لا أعلم إن كان لأنني لا أجد الشخص المناسب..أم لأن هناك أحد ما زالك يسيطر على قلبي لا أريد غيره..مع أنه موضوع مات وأقفل ومضى عليه سنة ولكن..قلبي هل نسي؟ ....
في يوم وصلت الى البيت ووجدت أمي بغاية الفرح..
-خير يا ماما شايفكي مبسوطة اوي
-اه اه حزريمعياة مين اتخطبت؟؟
-خير يا ماما مين؟
-بنت خالك ندى...(صدمت هل عاد إليها سليم..وجدت نفسي أقول بعصبية)
- مين العريس؟
- واحد تونسي ..اسمه عماد بيشتغل مهندس...
-
لا أعرف لماذا إرتحت..وضممت والدتي التي قالت بغصة: عقبالك يا بنتي...عاوزة افرح بيكي..
- كل حاجة في وقتها حلوة يا ماما..والنصيب مش ممكن نهرب منو...\
- بس لو فضلتي ترفضي حتعنسي(قالتها بإستياء)
- ومالو مش احسن من اني اتجوز جوازة بطالة(قلتها وأنا أضحك)
- قالت بمكر: معناه في حد في البال...
- ضحكت وقلت: انتي الي علبال ولا غيرك يا قمر (قبلتها وصعدت الى غرفتي)

بعدها بأسبوع عندما كنت أجلس في البيت ....لابسة ثيابي ومستعدة للذهاب أنا ووالدتي...وهممنا لنخرج...دق الباب...فتحت والدتي وجدت رجل غريب يحمل باقة ورد أبيض أعطاها لولدتي وذهب ...
كانت كبيرة وجميلة..ولكن من يعرف أنني أحب الورد الأبيض هنا وما هي المناسبة...وجدت عليها بطاقة...كانت مكتوب عليها..

الورد للورد..بس الورد لسه بيحن علي بيحبه؟

ابتسمت ولمعت عيناي..إنه سليم...معقولة إنه في مصر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟....

شعرت بقلبي خفق بشدة وبقيت ليومين لا أعرف أن أمسك أعصابي..لا أعرف ماذا حصل لي..ولكن شيئاً لم يحصل...
بعدها وصلتنيي رسالة مكتوب عليها فقط جملة
لازم نشوف الورد بالميزون دو كافيه الي في مصر..بكرة الساعة 6...
لقد كان للمقهى الفرنسي فرع في مصر..شعرت بخوف وسعادة..هل من الممكن أن يكون سليم أم أنها مصادفة لا أكثر...؟؟؟؟؟؟؟؟

وصلت في الساعة السادسة لابسة أحلى ما عندي...وجلست على طاولة لوحدي أنظرالى الجميع..لا استطيع أن أبرر سبب وجودي هنا لست متأكدة حتى من الشخص الذي سوف يأتي...ومضت عشرة دقائق لم يظهر أحد...وعيني لا تفارق الباب الخارجي...

من بعيد ظهر ما كنت أتوقع...
أنه.......
إنه......
.إنه سليمممممممممممممممممم...

.تقدم نحوي..ووقفت كالمذهولة...نظر الي وصمت قليلاً وكأنه يسلم على عيوني وقال: رجعتلك دكتور يا ورد...
وجلست وأنا مذهولة.. لا اقول ولا كلمة..
- ورد رجعتلك دكتور يا ورد زي ما طلبتي..ما تتفاجأيش داناا سليم قدامك...رجعت ووفيت بوعدي...جيت عشان افضل هنا واعيش هنا...

أيضاً لم أقل ولا كلمة...(وبدأت عيوني تدمع)

- ورد...مالك ا ورد ..مش عاوزة تتكلمي معاية؟
- كنت ف**** نستني...
- معقول أنساكي يا ورد..ما غبتيش عن بالي ولا لحظة...

- ليه جيت...؟(قلت وأنا أمسح دموعي)
- جيت شانك وعشان اوفي بوعدي ليك يوافتح هنا عيادة زيما طلبتي...
- بس؟
- إابستم وقال: وجيت عشان أهم حاجة.جيت عشانك يا ورد..
- قلت بدلال: عشاني انا؟؟
- لق عشان الورد الي في مصر(ضحك)
- ضحكت وقلت: في ورد كتير بس مش كل الورد ريحتو حلوة..
- انتي الي حلوة وبس....
- قلت بخجل: وبعدين؟؟؟
- إبتسم وقال: انا مش حتكلم بس في حاجة جبتها معاية هي حتقلك كل حاجة..

أخرج علبة صغيرة أعطاني إياها فتحتها لأجد داخلها خاتم خطبة...

نظر الي وقال: الخاتم ده اكيد قلك الي عاوزو..انت يبس وافقي....
نظرت اليه وهززت اليه برأسي وإبتسمت وقلت: موافقة..
- قال بذهول: وحياة ربنا...احلفي...
- موافقة..والله موافقة....(قلتها والدموع والإبتسامة ترافقني)

وقف وقال بصوت عالي...

- يا رب..الحمدالله الحمدالله..(ونظر الجميع اليه وكأنهم ينظرون الى مجنون)
سحب الخاتم من العلبة ونظر الي...وكانت يدي على الطاولة وكان بغاية الإحترام عندما وضع الخاتم والبسني إياه من دون أن يلمس يدي...

قال: اليوم الي شفتك فيه لأول مرة كان أجمل يوم بحياتي..والنهاردة حاسس ان الدنيا جميلو اوي عشان انتي معاية,,,

وكان الصمت قائد الجلسة التي كانت بيني وبينه بعدها..وتواعدنا أن يأتي ليطلبني من أهلي ووافقت والدتي فوراً...وكان يوم الخطبة....
ما إن دخل سليم الى البيت حتى قال لي: ورد تعالي عندي ليكي مفاجأة....
خرجت من البيت ووجدت العم كريم..نعم انه العم كريم...يتقدم نحوي..صرخت.....
- عم كريممممممممم
- ورد اشتقتلك..
- الله يسلمك يا عم كريم....مش مصدقة اني شفتك..
- هيدا بفضل سليم هو الي حجزلي وطلب مني اجي بيعرفك قديه بتعزيني..
-نظرت الى سليم وكأنني اشكره وقلت للعم كريم: دلوقت فرحتي فرحتين بسليم وبيك..
ضحك العم كريم وقال: اليوم اجمل يوم الي..لانكم حتكونو لبعض الله يوفقكن يا بنتي...

وكنت حقاً بغاية السعادة...وجلسنا نضحك ونتذكر ألأيام التي قضيناها في فرنسا....وسليم يتكلم عني وكيف كنت شديدة الحرص وانا اتعامل معه ويضحك...وأنا أنظر اليه وعيني لا تفارقه وكأنني لا اصدق أن حلمي تحقق.......سبحان الله ذهبت الى أخر الدنيا لألتقي بشخص ويصبح سليم زوجي.... وكنت لسليم وكان لي....

تمت..............
__________________
والحب له قوانين آخري..!
رد مع اقتباس