ثالثًأ :ـ التنازع وكيفية القضاء عليه
الدين الاسلام هو دين الرخاء والألفة والمودة والمحبة والجماعة والإتحاد؛ ولذلك سد أبواب الأختلاف والتفرقة والعصبية حيث نهى الدين الإسلامى عن التباغض والتقاطع والتدابر والتجسس وسوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة وإظهار الشماتة بالمسلم والغش والخداع والمن بالعطية والإفتخار، نهى الإسلام عن كل ما سبق وحرم احتقار المسلمين والطعن فى الانساب والهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام إلا لبدعة فى المهجور أو تظاهر فسق أو نحو ذلك. قال تعالى :ـ" إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم وأتقوا الله لعلكم ترحمون" وقال الرسول "صلى الله عليه وسلم " فيما رواة أبو هريرة رضى الله عنه :ـ " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدبروا، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى ههنا ويشير إلى صدره بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم وأعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم " وفى رواية آخرى :ـ ولا تهاجروا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض" رواة مسلم بكل الروايات وروى البخارى اكثرها. ومن هنا نجد أن الاسلام وضع قواعد عامة ليسير عليها المسلمون منها :ـ
1- البعد والإختلاف والتفرق بالدين:ـ
قال الله تعالى :ـ " وأن هذه أمتكم أمة واحدة ". وقال الله تعالى :ـ " واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا ". وقال الله تعالى :ـ " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شئ". والآيات فى ذلك كثيرة ............"
2- رد المسائل المتنازع فيها إلى الكتاب والسنة :ـ
عملا بقول الله تعالى :ـ" فإن تنازعتم فى شئ فردوه إلى الله والرسول...." وفوله تعالى :ـ" وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله..."، وذلك لأن الدين قد فصله الكتاب ، كما قال تعالى:ـ"ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شئ"، وقال تعالى :ـ" ما فرطنا فى الكتاب من شئ ..." وبينته السنة العملية............... وما دامت المسائل الدينية قد تبينت.... وما دام الأصل الذى يرجع إليه عند التحاكم معلومًا فلا معنى للإختلاف ولا مجال له، قال تعالى :ـ" وإن الذين اختلفوا فى الكتاب لفى شقاق بعيد"....... ونجد بذلك أن الإسلام سد كل أبواب التفرقة بين المتمسكين بكتاب الله وسنة الرسول " صلى الله عليه وسلم " ولكن إذا بعد المسلمون عنهما وجد الإختلاف والتفرقة.....
رابعًا:ـ أثر الإيمان بالله واليوم الآخر فى حياة الفرد والمجتمع
الإيمان بالله واليوم الآخر يجعل الفرد يعيش مطمئنًا فى حياته ويجعل المجتمع مستقرًا متماسكًا ، متعاونًا، قويًا، فالإيمان ، قوة ، ووحدة , وتماسك , ولكن ما معنى الإيمان؟ اختلف أهل العلم فى هذا الموضوع على قولين :ـ
القول الأول:ـ إن الإيمان اسم يقع على الإقرار باللسان، والتصديق بالقلب والعمل بالجوارح ، وهو القول الذى ذهب إليه معظم أهل السنة.
القول الثانى :ـ أن الإيمان اسم يقع على الإقرار باللسان والتصديق بالقلب ولا يدخل فيه العمل بالجوارح. ولكنهم يقولون :ـ إن العمل بكل ما صح عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" من الشرائع والبيان حق واجب على المؤمنين الذين اكتسبوا هذا الإسم بالإقرار والتصديق..." وقد رجح الدكتور محمد نعيم ياسين القول الأول فى كتابه الإيمان أركانه وحقيقته فراجع ذلك. وهكذا فالإيمان بالله هو أساس تقدم المجتمعات ، وهو أساس إخلاص العمل؛ بل لا نبالغ إذا قلنا إن الإيمان بالله واليوم الآخر هو أساس السعادة فى الحياة الدنيا وفى الآخرة......"