نصيحة
نصيحة
وجدته يائساً عاكفاً على سماع الأغاني و الأفلام ،عازفاً عن ذكر الله يعجزه التغيير. فنصحت له:
اطلب حاجتك من ربك و استعن على ذكره به. و اذكره أثناء مطالعة الفيلم و ستمل الفيلم. ربي اصرف قلبي عن مطالعته و الإعجاب بأبطاله. و الكريم لا يرد من يطرق بابه.
إذا أعجزك النوم فناده، يا حليم تجاوز عن ذنوبي. ناجه، أعجزني هذا و ذاك في عملي ، أتـعبتني نفس لا أقدر عليها ، أصلح لي شأن شهيتي و شهوتي و اضبط رغباتي فلا أحب إلا ما تحب.
الغفور يتجاوز عن الذنوب و لو عظمت ، كل ابن آدم آيس من حياة ، و كل فتر في العبادة ثم رجع ، لم يغلق في وجه أحدنا بابه ، فلا نلبث إلا قليل حتى تجذبنا شتى النوازع حلقة متصلة من اليأس والأمل.
أتدري ما الذي يعجب في تلك الشاشة؟ صور جميلة رُتبت بعناية ، فيداخلنا وهم أن تكون الحياة على نحو مماثل.
و قد مضى من عمري كثير فما عهدت ما يرسمون ،رأيت من تتزوج فيكون نصيبها من الزواج عدة أسابيع فتترمل، يعرض عنها الخاطبون لأنها أرملة ! أما تلك فتعطل زواجها بسبب و بغير سبب ، يتم المراد و هي تخطو نحو الثلاثين و قد انكسرت حدة الرغبة في الجسم و النفس.
بحثت عن تلك الصور المنمقة طويلاً فعدت من بحثي صفر اليدين ، تلك العائلة لها من المال و الخير العميم ما يؤهلها أن تحقق غاية بحثي ، خاب ظني فهم يملأون يومهم بالعمل الجاد و لا وقت لديهم للإستمتاع بما لديهم ، غابت زميلة لي شابة فسألت عنها ، نزف مخها فغابت عن الوعي، و قد كانت من قبل ملء العين و الفؤاد.
أما الفيلم فصياغة كاتب و عمل مخرج و مشاعر ممثلين رسموا صورة وهمية ، يخطط البطل الذي حاز كل حظوظ الدنيا ثم ينفذ ما خطه دماغه العبقري، فلايخطئ!
و إذ أطالع تلك العبقرية و هذه الفتنة ألوم نفسي و أستخف بحظي.. أرأيت حسن فعاله، ماذا عنك يا نفس؟ لم لا ينجح ما تخططين له و لماذا لا تجنين سوى السراب كلما وضعت خطة أو رسمت خطاً؟!
ما أسخف عقلك و علمك و مالك و جمالك إلى جانب حظها.
أنفضُ الركام: أتطول زيجة كتلك في الواقع عدة أشهر؟ لا، كلمة حق صدقها الواقع و هو أبلغ مقالاً من أوهام التلفزيون.
ألست رهن ظروفي؟ أنجح و أفشل وفقها؟ ما لدي نعمة من مولاي يهب من يشاء ما يشاء ، يا رب الوجود لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك.
سأطفئ هذه الشاشة و تلك المسجلة و أنصرف عن سماع تلك الأفلام و الأغاني أتفكر في حالي و أذكر ربي ، أبدد أوهاماً و أعلـّم نفسي الحق كي تلزمه ، لن أنتظر من الناس أن يتنفسوا جو أغنية ، زيف لم أره في الواقع ، أقضى التلفزيون على الملل و الأسى الذي نحسه؟
تعاظما فصرفا عنا كل خير.
سأقبل الحياة الدنيا على ما هي عليه ، ناقصة مجروحة مملة و عادية ، بهاؤها قليل، فرحها يأخذ بأفق الحزن ، و شقاؤها بحلاوة الشهد ، و لعلي إذ أمر ألحظ الأسى في أعين بعض سكانها ، سأسد حاجة و أبدد مشكلة فترتسم ابتسامة على وجه مضنى ، و لعلي مررت بهذا المكان فأصلحت خطأ لطالما مر به غيري فقبله لم يأبه بتغييره.
أما ما لا أقدر عليه في كل شيء فسأنادي مولاي أن إئتني به ، فهو أمرني أن أكل إليه كل ما يعجزني و أنا يعجزني كل ما صغر و جـّل ، و أما ما لم ينصلح بعد فله دوره ألمح خطوه مقبل ، له قدره ... هو صاحبه.
ما حل أحجية الحياة المعقدة تلك ؟
حقاً ، أترانا كنا نشتاق لقاء خالقنا لو صلـُح كوكبنا للإستقرار؟ نحب من نشاء فيشغلنا قربه؟ لا أعتقد .
اللهم إنا أسألك اللهم الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد أن تعيذنا من الهم و الحزن و العجز و الكسل والجبن و البخل و أن تعيذنا من غلبة الدين و قهر الرجال.
اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت و إذا استرحمت به رحمت و إذا استفرجت به فرجت أصلح حال شبابنا و اصرف عنهم سماع الأغاني و الأفلام و أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك وارزقنا ذكرك و اجعلنا مقيمي الصلاة و من ذريتنا. ربنا و تقبل دعاء. اللهم آمين، آمين، آمين عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك .
آخر تعديل بواسطة المفكرة ، 13-08-2009 الساعة 10:37 PM
|