عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 07-08-2006, 02:02 AM
الصورة الرمزية ReceptiveGuy
ReceptiveGuy ReceptiveGuy غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
العمر: 54
المشاركات: 1,289
معدل تقييم المستوى: 0
ReceptiveGuy is an unknown quantity at this point
Post

<div align="center">من وسائل العلاج</div></span>[/u]</span>

<span style="color:#000099">أما علاج هذه الظاهرة فهو موجود ومتيسر لمن يريده، وعزمت عليه نفسه بكل جدية، إذ لا يكفي للإنسان أن يكون راغباً في العافية، متمنياً للخلاص، دون أن يفكر باتخاذ حياله الخطوات العملية، والإصلاحات الجذرية، خاصة وأن هذه الوسائل مرتبط نجاحها وظهور آثارها بالأخذ بالوسائل الأخرى كذلك.. أي: أن يعود المسلم إلى حظيرة إسلامه ودينه وأن يطبقه تطبيقاً كاملاً في كل مجالات حياته: عقيدة وعبادة، سلوكاً ومنهاجاً، وفكراً وشعوراً، وما لم يحقق تلك العودة الكاملة، فإن أي خطوة في هذا المجال لن تؤتي ثمارها بالصورة المرجوة.. لهذا فإن من وسائل العلاج:


أولا: تحديد الهدف
ولعل هذا الأمر من أهم وسائل العلاج، إذ أن غالب الذين يشعرون بآفة الملل أصيبوا به بسبب أنهم حصروا هدفهم في هذه الحياة على الجوانب المادية منها، فحين تسأل أحدهم: ما هدفك في الحياة؟


يجيبك بأن هدفه وأمنيته أن يكون مهندساً أو ضابطاً أو أستاذاً أو ذو مال كثير أو وظيفة عالية، أو غير ذلك من الأهداف الدنيوية، أو الطموحات الذاتية، أو أن تجد أحدهم قد حصر هدفه على جزء قليل من العبودية والطاعة لله، أما المساحة الكبرى من حياته والأعمال الكثيرة التي يؤديها فقد أخرجها من عبودية الله إلى عبودية نفسه وهواه وشيطانه وما يبتغي من محرمات ومنكرات، فانقلبت بهذا المفهوم الوسائل من مال ووظيفة وزوج وولد إلى أهداف كبرى في هذه الحياة.


وأما طاعة الله وعبوديته وهي الهدف من خلق الإنسان فقد انقلبت عنده إلى وسيلة ثانوية غير مهمة، لهذا فإن أول شرط مطلوب توفيره للتخلص من هذا المرض وكل آفة نفسية أن يجعل المسلم هدفه وغايته في هذه الحياة عبادة الله وطاعته بمفهومها الشامل وليس الجزئي أو الضيق، وذلك بأن يضبط حياته ضمن دائرة لا تخرج عن حدود أوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا يفعل ولا يقول ولا يأخذ ولا يعطي، ولا يحب ولا يكره، إلا ما كان لله ويرضيه على وفق شريعته وسنة رسوله، وعندها سيجد بإذن الله للحياة طعم، ولوجوده قيمة، وسيذهب عنه كل ما يجد من شعور بالملل والسآمة في مختلف عموم حياته، ولا نقول كلها؛ إذ أن المسلم لابد وأن يصيبه شيء من الهم والحزن، أو الضيق والملل كما يصيب غيره من البشر، ولكنه يتميز عن غيره بأن تلك الحالات لا تمر عليه إلا لفترات قليلة وقصيرة، وأنه كذلك يحتسب الأجر والثواب وتكفير الذنوب والسيئات على كل ما يصيبه حتى الشوكة يشاكها، كما جاء في الحديث.
__________________
May God Bless all of you
Wishing you a spiritual Ramdan
Salah El-Din
ReceptiveGuy