الموضوع: فوائد التمر
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26-08-2009, 02:53 AM
الصورة الرمزية زيادحمدى
زيادحمدى زيادحمدى غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 274
معدل تقييم المستوى: 17
زيادحمدى is on a distinguished road
افتراضي

السكريات وصيام المسلمين
ووفق التعاليم الإلهية، مفروض على المسلم البالغ أن يصوم أيام شهر رمضان، من وقت الفجر إلى غروب الشمس، وينقطع الصائم خلال النهار عن تناول الماء والأكل، أي أن لا يدخل جوف جهازه الهضمي أي شيء، من الغذاء أو غيره.
والجسم، خلال هذا النوع من الصيام، يتعامل بطرق طبيعية مع تلك الحالة الفريدة، وبعيداً عن الحديث المباشر عن الماء، فإن سكر الغلوكوز يُعتبر هو المصدر الأولي للطاقة اللازمة لأعضاء الجسم كلها كي تعمل بكفاءة. أي أن تلك الطاقة لازمة لعمل الدماغ والقلب والكبد والكلى والعضلات والمفاصل والجهاز الهضمي والتنفسي والبولي، وغيرهم من أعضاء الجسم وأنظمته الحيوية.
وعادة ما يتم توفير الغلوكوز للجسم من خلال عملية تناول الطعام، التي تستمر طوال اليوم، وذلك إما في أوقات محددة ومتكررة، أي من خلال وجبات تناول الطعام، أو عند الحاجة، أي حينما يشعر المرء بالجوع، أو من خلال التسلية.
قصة الغلوكوز والجوع كالتالي، حينما ينقطع إمداد الجسم بالغلوكوز، عبر الجهاز الهضمي، ولمدة تصل إلى ما بين 4 إلى 8 ساعات، أي الوقت الطبيعي فيما بين الوجبات المعتادة، فإن الجسم يلجأ إلى استهلاك ما يتم خزنه في الكبد عادة من مادة غلايكوجين.
ومادة غلايكوجين هي المصدر الثاني للجسم في إنتاج الطاقة، وهي مكونة من تراكم مركبات الغلوكوز على بعضها البعض بروابط كيميائية.
وخلال الساعات تلك يتم تفتيت الغلايكوجين لانتاج غلوكوز، ومن ثم حرقه لإنتاج الطاقة. وغلايكوجين الكبد بإمكان الجسم الاستفادة منه، كمصدر للطاقة، لفترة قد تصل إلى 12 ساعة.
وذلك عند بذل مجهود بدني متوسط أو خفيف، وإلى هذا الحد الزمني في عدم الأكل، لا يلجأ الجسم إلى استهلاك الغلايكوجين المختزن في العضلات، ولا يلجأ إلى استهلاك البروتينات أو الدهون بشكل مباشر في إنتاج الطاقة، أي لا يتجه إلى استهلاكهم كمصادر للطاقة.
ثم مع استمرار عدم الأكل، أي بعد حوالي 16 ساعة من الصيام، يبدأ الجسم بالالتفات إلى أماكن أخرى يُختزن عادة فيها الغلايكوجين.
وأهم الأماكن تلك هو العضلات، وحينها، بإمكان الجسم الاستفادة من غلايكوجين العضلات، والقليل من بروتينات العضلات، في إنتاج طاقة تكفيه لمدة بضعة أيام.
ولا يضطر الجسم إلى اللجوء لاستهلاك الشحوم أو البروتينات، كمصادر مباشرة للطاقة، إلا حين فراغ الجسم من الغلوكوز ومن الغلايكوجين.
وصحيح أن صيام المسلم لا يستمر إلا ما بين 12 إلى 14 ساعة في الغالب، قد تزيد في بعض المناطق، إلا أنه صيام يتكرر يومياً، ولمدة حوالي 30 يوماً، وهو ما يعني أن عملية إعادة بناء كميات من الغلايكوجين في الكبد وفي العضلات قد لا تتم بشكل كامل يومياً.
كما أن بإمكان الإنسان عدم الإكثار من الأكل وتزويد الجسم بكميات عالية من السكريات.
وبإمكان الإنسان القيام بالحركة والنشاط المعتدلين خلال وقت الصوم، وإذا ما حصلت هذه الأمور، فإن الجسم سيلجأ إلى استهلاك الشحوم المتراكمة في الجسم كمصدر لإنتاج الغلايكوجين أو كمصدر مباشر في إنتاج الطاقة.
والمهم في شأن إفطار الصائم، أن الأولوية هي لتزويد الجسم بالغلوكوز مباشرة من الغذاء.
ولذا فإن الأفضل للتناول عند الإفطار هو منتج غذائي يحتوي على الغلوكوز، ويكون سهل المضغ وسهل البلع وسهل الجريان في المرء والمعدة، كي يصل إلى الأمعاء سريعاً، ولكي تمتص الأمعاء بسرعة ما فيه من غلوكوز سهل الأمتصاص، وهذا المنتج الغذائي هو الرُطب.
سكريات التمور
وإمداد الجسم بسكريات الكربوهيدرات المتوفرة في الرُطب، أو التمر، هو السبب في غالبية تناول الناس لأي منهما، كما أن تلك السكريات من الكربوهيدرات هي المشكلة لدى البعض من عشاق التمر المُصابين ببعض الأمراض أو الاضطرابات الصحية.
ولذا فإن فهم محتوى التمور من تلك الأنواع للكربوهيدرات، يحل الإشكاليات التي تواجه البعض حال تناولها، ويُسهل على الغالبية اختيار الطريقة الأفضل لتناولها أيضاً.
وبالمراجعة لمحتويات بعض من الأنواع الشائعة في الجزيرة العربية لثمار النخيل، وفي هيئة الرُطب أو التمر لبعضها، نلحظ من الجدول المُرفق، اختلاف نسبة السكريات الأحادية السهلة الامتصاص، عن تلك السكريات الثنائية المتطلبة لبعض الوقت في امتصاصها ووصولها إلى الدم.
ومن هنا يتبين التفاوت في محتوى نوعيات وكمية السكريات في أنواع مختلفة من التمر.
ومنه يتبين أن السكريات الثنائية، والمتطلبة للوقت في هضمها وامتصاصها، هي أعلى في التمر مقارنة بالرُطب. ولذا فإن محاولة الإنسان اختيار الأفضل، والأسهل هضماً والأسرع في إمداد الجسم بسكر الغلوكوز والفركتوز، عند الإفطار بعد الصيام وخلو المعدة، هو تناول الرُطب.
أي خلال بضعة دقائق، بخلاف ما يُحاول المرء فعله حال الصباح في الأيام العادية، أي للتزود بكمية من الطاقة شبه السريعة، حيث يُفضل تناول التمر، وهذا لا يعني البتة أن التمر ليس جيداً، بل حين عدم توفر الرطب، فإن الأفضل من بين بقية الأطعمة والثمار هو بلا شك التمر.
وإذا ما أُضيف إلى تناول الرطب، أو التمر، تناول الماء، فإن الجسم سيمتص كمية جيدة وفي وقت قصير، حاجته من السكريات وحاجته من الماء، والسبب أن حتى امتصاص الماء يسهل حال وجود عملية امتصاص للسكريات.
وثمة فائدة أخرى لتناول الرُطب، كمصدر سريع في إمداد الجسم الجائع، بالغلوكوز.
ذلك أن كسر الصوم بتناول بضعة رطبات، ثم أداء الصلاة، يُقلل من احتمالات التهام كميات كبيرة من الأكل عند العودة بعد أداء الصلاة لتناول الجبة الرئيسية.
وكثيراً ما يُلاحظ الصائم أن عدم الاستعجال في التهام الأطعمة، وتناول الرطب والماء فقط أولاً، وأخذ وقت قصير من الراحة، سيُؤدي إلى عدم حصول التناول العشوائي لكميات كبيرة ودسمة من الأطعمة، أي مفيد في منع التلبك المعوي.
للحديث بقية عن فوائد التمور
وعند التركيز في الحديث عن الرطب أو التمر باعتبارهما الأفضل للتناول حال الإفطار من الصوم، فإن المقام لا يتسع لعد الفوائد الصحية الكثيرة الأخرى التي يجنيها أحدنا من تناول تلك الثمار.
والسبب أن هناك الألياف وأنواع من المعادن والفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة ومواد كيميائية أخرى.
والمعروض في أوساط الطب الشعبي والطب الحديث هو الاستفادة من التمر والرطب في معالجة أو منع الإصابة بحالات الإمساك، باعتبار التمر من أعلى المنتجات الغذائية النباتية احتواءً على الألياف الذائبة. كما أن الحديث يستمر عن سهولة استفادة الجسم من أنواع المعادن المتوفرة في التمر، وكذلك الفيتامينات.
وعن فائدة الفلورين ومواد شمعية أخرى في التمر، في عدم تسبب تناول التمور بتسويس الأسنان، حتى لو علقت فيما بينها.
وإشارات أخرى، لا يتسع المقام لعرضها، حول التأثيرات المباشرة لتناول الحوامل والولادات للرطب أو التمر في حركة عضلة الرحم وتنشيط إفراز الحليب من الثدي وتنشيط جهاز مناعة الجسم.
وتظل جوانب تتعلق بمقاومة السموم تحتاج إلى دراسات متعمقة لفهم الآلية التي يتحقق بها الوعد بأن تناول سبع تمرات عجوة يقي المرء منها. وكذلك الحال مع توقعات البعض أن يكون لتناول التمر دور في الوقاية من أنواع من السرطان.
رد مع اقتباس