عرض مشاركة واحدة
  #418  
قديم 27-08-2009, 09:15 AM
الصورة الرمزية COoL HEaRT
COoL HEaRT COoL HEaRT غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 2,054
معدل تقييم المستوى: 0
COoL HEaRT has a little shameless behaviour in the past
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف الخضري مشاهدة المشاركة
ايه ده
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف الخضري مشاهدة المشاركة

ده انتي مسوداها مسوداها
هرد تاني


احم والله انا سايبه الموضوع لغايه مترد
لقيتك معبرتش قلت انزل ده وخلاص

رد الحاجه دعاء سمير
كانت عامله كتاب عسل بجد فيه مشاكل متخلفه
اسمه حب بلون البنفسج

فى مشاكل تحسوا انكم فى بلاد الواك واك فعلاً
:::::::

عارفة إنك لما نويت تفضفض لنا يا م. لم تكن تأمل في حل سحري، بقدر ما كانت المسألة بالنسبة لك مجرد فضفضة يهمك إنها توصل، وعلى حد تعبيرك "وحتى لو ماوصلتش أديني اتكلمت وفضفضت مع الكمبيوتر يمكن يشوف لي حل".. أديها وصلت يا صديقي وأديني باتكلم معك.


وأنا أقرأ فضفضتك للمرة الثانية، لم أحتمل ما اعتمل فيّ من مشاعر متخبطة بين التأثر والغضب، فقطعت قراءتي وسألت أصدقائي هنا: "إذا أردت أن أرسل رسالة لمسئول كبير -قد يهمه الأمر-، هتوصل له هو ولاّ الحاشية بتاعته هي اللي هتستقبلها؟!"
كنت أريد أن أريهم إلى أي حال آلت حياتنا، وكيف لم نعد نحظى بحياة آدمية في بلدنا!

قبل ما ندوّر -مع بعض- على حل يا م، سأناقش معك حياتك التي أصبحت بكل أحلامها، وخيبات آمالها، وعقباتها، نموذجاً متكرراً في قطاع كبير جداً من جيلنا، وإن كانت بدرجات متفاوتة. بل ويوجد ما هو أسوأ من ذلك. لن أضحك عليك وأقول لك إن التعليم يتطور، ويقترحون إنشاء معامل حقيقية في المدارس فيها موقد "بنزن" ومخابر مدرجة، وسيتم تخصيص حمامات للبنات فقط وللأولاد فقط في المدارس المشتركة! وخفضوا ساعات الامتحان إلى ساعتين مع الاحتفاظ بنفس نوعية وكــمّ الأسئلة التي تحتاج إلى أربع ساعات أحياناً!! وأصبح لدينا رحلات استكشافية لطلبة الجامعة في الصحراء الغربية والواحــات، دول حتى رجعوا سنة سادسة ابتدائي كمان!! ولن أقول لك إنه يوجد حلول سحرية لن تحتاج فيها غير إنك تمسح مصباح علاء الدين.

إنما سأمسك كل خيط مُتاح من أصله. بمعنى أنه لو أنا أتفق معك في بعض ملاحظاتك عن الدراسة في الجامعة، فهذا لا يعني أني أقول لك: "سيبك من التعليم.. ده مش جايب همــّه وروح اتعـلم لك حــرفــة"! -وعلامة التعجب دي من عندي طبعاً!!-.. ولو اتفقت معك إن ظروفك صعبة، فهذا لا يعني أني أقول لك: "استنى لحد ما حال البلد يتصلح"، أو أكون غير واقعية وأقول لك إنك -رغم ذلك- عندك القدرة على أن تغير حياتك كلها في غمضة عين على نظام "انسف حمامك". إنما كلامي هذا لا يعني أبداً أن تركن إلى الظروف وتسلّم نفسك لطول الأمل الذي لن يأتي مادمت لم تتحرك من مكانك. وحتى لو افترضنا أني اتفقت معك في كل شيء، فأنا لا أتفق معك إطلاقاً في النبرة التشاؤمية التي غلبت عليك.


شوف يا م.
الكثيرون من المثقفين والكبار لم يكونوا خريجي مدارس "ليسيه" أو تعليم أجنبي. ولم تكن والدتهم سيدة أرستقراطية تتحدث الإنجليزية والفرنسية أكثر من تحدثها بالعربي -اللهم إلا إذا أرادت أن تأمر الخدم لكي يفهموها!- إنما كانت ربة بيت إذا كانوا من أهل المدينة، وغالباً ما تكون ربة بيت ريفي تطعم البهائم وتحلبها. وأغلبهم لم يكن والدهم ذا نفوذ ومال وجاه، إنما فلاح بسيط قد يكون اضطر لبيع جزء من أرضه حتى يصرف على تعليم ابنه الذي صار دكتوراً أو عالماً. كل ما قاموا به أنهم (أرادوا ونووا) -واخد بالك إني حاطة الكلمتين بين قوسين؟-. وبعدما أرادوا ونووا، اتجهوا لهدفهم بكل ما أتيح لهم وقتها: تركيز، وطبلية، ولمبة جاز، وشوية إيمان، ودعوة من الوالدين.


لم يكن متوفراً وقتها ورق كاف ليذاكروا فيه ويحفظوا، ولم يكن لديهم نت تحت أيديهم يخدمهم في البحث والدراسة، وكان أكلهــم يشبه المقـررات الدراسية الآن -هو نفسه كل يوم لا يتغير، إلا في بعض المناسبات وليست كلها!!-، وكانت وسيلة الترفيه الوحيدة لديهم أن يلعبوا ماتش في "الجـُرن" وهم حافيين، وتبقى منتهى الرفاهية إذا كان العمدة أو أغنى من في البلدة قد أنعم الله عليه بصفقة استطاع أن يشتري بثمنها "راديو"، وما بعد منتهى الرفاهية إذا كان كريماً ووضع الراديو في الشباك في أول خميس من كل شهر فيستمعون لحفلة "أم كلثوم"!


إذا لم تستغرب أنت، فأكيد سيستغرب آخرون...
لكن والله هذا متوسط ما كان يحدث. يعني فيه قصص كثيرة جداً فيها الحياة بأنياب ومخالب وتعضّ. لن أمضي في ضرب الأمثلة يا صديقي لأن كل النهايات كانت ناجحة ونجاح من النوع الكبير، مش اللي يسد الخانة. وكذلك بدايتهم كانت واحدة وألخصها مرة ثانية في حكمة إنجليزية تقول: "When there is a will, there is a way" يعني بالعربي البسيط: "إذا صدق العزم، وَضـَح السبيل". ضع أمامك هدف يا م. وكن صادقاً في نيتك، وإياك والوقوع في فـخ العناوين الكبيرة: "أنا لازم أنجح" أو "أنا لازم أطور نفسي وأبقى كويس"، لأنك لو تركت النجاح والتطوير مفتوحاً هكذا ستقع في فـخ آخر اسمه التسويف لأنك لم تحدد من البداية. ماحدش بيبني السطح قبل ما يحفر ويضع الأساس ويرفع الدور الأول!


ليكن أول هدف لك ونحن في بداية سنة جديدة، أن تنجح هذه السنة بدون مواد. وبما أنك نجحت بإذن الله، ضع الهدف الثاني، إنك تشتغل في الصيف وتتعلم لغة بالاعتماد على نفسك وليس بالضرورة أن تدفع شيء وشويات في كورس، من متابعة إذاعة بنفس اللغة أو مشاهدة أفلام ومسلسلات تتحدث بها، أو حتى بأن تمسك القصص التي كانت مقررة عليك من قبل وتذاكرها كلغة وتراكيب وليست كقصة وترتيب أحداث. ثم الهدف الذي يليه إن أول قرش يرزقك به الله من الشغل تجيب منه 2 كيلو مانجو للبيت وتأكلوه مع بعض، وتشتري منه كتب من مكتبة الأسرة بأسعارها الزهيدة وكتبها عالية القيمة، وتروح السينما -بس ياريت تكون فيه أفلام تستحق ساعتها-. ستتعجب من الأهداف البسيطة التي اقترحتها عليك. لكن هذه هي الحياة يا صديقي؛ فتافيت، حاجات صغيرة، وأشياء بسيطة، تتراكم فوق بعضها لتصنع جبلاً، أو ملحمة، أو حدوتة، وفي كلٍ منها حياة.



أقول لك دعكَ من الذين يتمرغون في النـِعَم والمال بين الكلاب والقطط حتى لا تتعب ولكي لا يتعمق إحساسك بما ينقصك وأنت تستحقه، وبما لديهم وهم لا يستحقونه في نظرك. ولا تشغل بالك ببعض الناس ممن تقول عليهم إنهم توفرت لديهم أسباب النجاح وسبله. لكنهم فشلة.. ويا ريت نقف عند فشلة فقط!!. لديهم مال يشتري مدينتك لكنهم يصرفونه في تدمير أنفسهم، وأنت تعرف ما فيها كما قلت. ولا تضع في ذهنك أن أسرتك تقصد إهانتك يا م. حين يتساءلون عن لازمتك في الحياة. ألم تسأل نفسك يوماً كيف يجتمع كلام والدتك القارس كالبرد أحياناً واتهامها لك بالفاشل، مع شغلها ليل نهار حتى توفر لك ولأخوتك لقمة عيش شريفة فلا تمتد يدك لأحد ولا تمشي وأنت مكسور النفس؟؟!!

أعتقد أنك لو فكرت بطريقتك المنظمة، والعميقة التي بدت لي في طريقتك في الحكي، كنت ستصل إلى أنها تريدك أحسن الناس لأنها -ببساطة- تحبك وتراك مستحقاً لتكون أحسنهم.


أعرف أنك لم ترسل لنا لكي أخبرك بـ(أفضل 5 طرق عبقرية للنجاح في الكلية بأقل إمكانية). ولم تفضفض لنا أيضاً لكي أقترح عليك (أشرف حيلة ذكية تخليك تعيش مية مية).. أعرف أن كل ذلك يهون مع إرداتك وحبك للاطلاع سواء بالقراءة أو الفرجة على السينما، لو كنت تشعر بالدفء مع أسرتك للدرجة التي جعلتك تتهكم في عبارة تشبه الكوميديا السوداء وتسأل: "ماعندكش أهل سَلَف؟!". وإن كنت اتفقت معك في كثير مما قلت، فهذه هي النقطة الأخرى التي لا أتفق معك فيها إطلاقاً. لو قلّبت أسئلة مامتك واستفسارها عن مستواك واتهامها لك بالفشل، ستجد وراءه -كما قلت لك- حباً وحرصاً. لكنه ليس بالطريقة التي ترجوها أنت.


والدتك تسعى يا م. بكل ما أوتيت، وكونها توفر لك أقل ما تحتاج إليه فهذا -في وجهة نظرها- حب وهذا هو الدفء. وتعبها، وطلباتك حتى وإن لم تعد تطلب، وجري الأيام لا يجعلها تتوقف لتربت على ظهرك وتقول لك: "مالك؟" أو "عامل إيه؟" أنا لست مع وجهة نظرها تماماً التي قد لا تعيها هي، ولست ضدها. لكنني متفهمة لها وهذا ما نصفه بأن الحياة واخداه. ومعلش إذا قلت لك: "لا تطلب منها ذلك". بل قـم به بنفسك يا صديقي.


كن لها صديقاً، وفكر معها بصوت عالٍ حتى لو لم تتقبل منك ذلك في الأول، حتى لو صدتك وقالت لك: "روح ذاكر لك كلمتين بدل الرغي ده". اسألها عن أحداث يومها، واعرف جدولها بما أنها مـُدرسة، واعرف المواضيع التي تشتملها مادتها. احكٍ معها واستمع لها. خذها في تمشية بسيطة غير مكلفة على كورنيشكم اللي يردّ الروح مع هواء البحر وطعم اليود فيه. وبينك وبين نفسك، فكر كيف ضحت من أجلك وإخوتك، وكيف حاربت وحدها يا م. وقارن بينها وبينك لما تعتبر أن التضحية التي قدمتها لها أنك لم تعد تشرب سجاير لأنك لا تجد ما تصرفه عليها، وأنك توفر لكي لا تشتري الجـِلّ!! وبعدين يا أخي الجـِلّ ده يسيء للشعر، وأعتقد إن كل واحد مدخن عنده وعي عليه إنه يبطل السجاير.


أنت لست في حاجة لأهل سَلَف يا م. بل في حاجة لتبدأ بنفسك الأول، ولتزيل الغبار من على روحك وروح البيت كله. ولا تحبس نفسك في التفكير في كيف اشترى فلان هذا القميص الذي يكفي سعره مصروفاً لك لمدة 6 شهور. ولا في أن كيف هذا الشاب المستهتر زميلك في الجامعة، يركب سيارة لا تحلم بلمسها من الخارج! دعكَ من القشور يا م.
-اقروا البتاعه دى بجد-


يوجد ناس يا صديقي والله العظيم ما تلاقي لقمة يومها. ألم تسمع عن القصة التي تناولها كل من يهتم بحال الناس عن التلميذة التي سقطت مغشياً عليها في الفصل. ولما لم تجد المـُدرسة -وهي جديدة على المدرسة- أي رد فعل من التلاميذ وكأن الأمر شيء عادي، استنكرت. وبالفعل أخبرها التلاميذ أن إغماء تلك الطفلة متكرراً. ولما سألتها المـُدرسة عن السبب، قالت الطفلة إنها لم تأكل من اليوم السابق. ولما سألتها المدرسة وليه؟ كان رد البنت:
"لسه دوري ماجاش"...!!
أسرتها مكونة من كذا فرد، ودخل باباها صغير جداً.. فاضطرت مامتها إنها تعمل "جدول" -ليس كجدول مامتك الدراسي- بل جدول لكل واحد من أفراد الأسرة لكي يأكل!! يعني السبت يأكل "حسين"، والأحد "مريم"، والإثنين "تامر"....!!!!


خـلاصــة القول يا م. لأني أطلت عليك.. احمد ربنا على كـل النـِعم التـي وهبــها لك. احمــده على والــدتـك -السيدة العظيمة التي أنحني لها إجلالاً وبلّغها تحياتي-، واحمده على صحتك وأنك فيك القدرة على الوقوف على قدميك وكسب رزقك بنفسك. واحمده على العقل الذي وهبه لك ولم تستخدم منه حتى الآن إلا نسبة قليلة جداً من إمكانياته التي ظهرت في طريقتك، وكلامك. وبعد الحمد والشكر الذي وعدنا الله بأننا لو شكرناه فسوف يزيدنا من نعيمه.. وخد بالك في الآية قال تعالى: "إن شكرتم لأزيدنكم".. و"لام جواب القسم" هنا أكيدة من "سوف" التي قلتها أنا في معنى الآية. يعني أكيد، أكيد، ربنا سيزيدنا إن شكرناه.


تفاءل، واجعل لديك إيمان يا م.؛ إيمان بالله، وإيمان بما أعطاك الله، وإيمان بكل شيء خير سيوصلك بإذن الله للخير سواء كان زيادة في الرزق، أو بالحب، أو بركة في الأهل والعمر. وأعتقد إن معظمنا يذكر معنى الإيمان، وهو ما وَقـَـر في القلب وصدقه العمل. فلو أنت وثقت في رحمة ربنا، ستعمل على أن تكسبها ولا تجلس تنتظرها. ولو آمنت أنك قـادر -بعون الله- على تحقيق مرادك من العلم، والمادة، والاطلاع، ستجد نفسك بمنتهى البساطة تتجه بكل ما أوتيت من مقومات وإمكانيات شخصية وعقلية تدركها أو لم تدركها بعد إلى تحقيق ذلك مهما طال عليك الطريق يا صديقي.


تحياتي وتحيات كل زملائي من القلب لك، وأتمنى إنك تطمنّا عليك، ويارب -ولو بعد سنين- يا م. تتذكر فضفضتك دي وتضحك وأنت راض وحامد ربنا لأنها كانت ماضيا أعدك لحاضر سعيد، ومبهج، وناجح.
::::::::::
بجد ردها رائع والردود اللى فوق جميله
بس البت دى رغايه اوى

بس ردها نفسه مفيد