الفصل السابع
الخسف والقذف والمسخ
نتابع بقية سمات هذه المرحلة وبشكل مختصر ، حيث سنتكلم الآن عن الخسف والقذف والمسخ 00
دعونا نستعرض بعض الأحاديث التي تتحدث عن هذه الأحداث 0
( صحيح الجامع الصغير - المجلد الثاني )
(8149 ) صحيح :
(يكون في آخر الزمان الخسف و القذف و المسخ)
(ه )عن سهل بن سعد
(سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ- بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )
(4020 ) صحيح:
(حدثنا عبد الله بن سعيد، حدثنا معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، عن حاتم بن حريث، عن مالك بن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، عن أبي مالك الأشعري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رءوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير) .
(5454 ) صحيح :
(ليشربن أناس من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها و يضرب على رءوسهم بالمعازف و القينات ، يخسف الله بهم الأرض و يجعل منهم قردة و خنازير)
(غاية المرام)
(402 ) صحيح
(قال صلى الله عليه وسلم: ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها ، يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات ، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير)
أخوتي الأفاضل : يجب علينا الوقوف طويلا أمام هذه الكوكبة من أحاديث المصطفى00 نصوص نبوية صحيحة تتوعد الأمة و نحن بين لاه ومحذر من خطر الخوض في مباحث الفتن 00قولوا بالله لمن قيلت هذه الأحاديث؟؟ ألغيرنا قيلت؟؟ لا والله من كان في القرون الثلاث الأول كان يخشاها و يخافها00 فكيف نحن ؟؟
فالخمر تشرب جهارا نهارا و قد سميناها بغير أسمها00 و أما المغنين و المغنيات حثالة القوم أصبحوا اليوم نجوم المجتمع 0
لن نطيل في التحليل و لكن الناظر في متن الأحاديث يجد العقوبة الأولى هي الخسف، ثم ينتهي الوعيد بأن يجعل منهم القردة و الخنازير
فكيف يحصل ذلك؟؟ فمن يخسف به الأرض يموت00 فكيف يمسخ إلى قردة و خنازير؟؟
و لكن لو تمعنا في الأية الكريمة التالية: يزول اللبس بإذن الله
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ)
(السجدة:24)
و الجعل هنا سبقه حرف عطف فأزداد العمل تراخيا00
أي أن المقصود و الله أعلم 00 أن المسخ لا يكون في شخص المخسوف، فهذا قد قضى الله عليه بالخسف، و لكن يجعل منهم قد تعني و الله أعلم من ذريتهم 00فيكون الخسف في زماننا هذا و المسخ في عصر أخر، فهل سيشهد هذا العصر خسف في أماكن متفرقة و بأشخاص معينين؟؟
و يؤكد هذا الإتجاه الحديث الصحيح التالي :
(صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني)
(7859 ) صحيح
يا أنس ! إن الناس يمصرون أمصارا و إن مصرا منها يقال لها البصرة أو البصيرة فإن مررت بها أو دخلتها فإياك و سباخها و كلاءها و سوقها و باب أمرائها و عليك بضواحيها ، فإنه يكون بها خسف و قذف و رجف و قوم يبيتون يصبحون قردة و خنازير)
لاحظ أخي الفاضل: البصرة ستشهد كما أخبر رسولنا الكريم خسف و قد يكون في هذه الحرب المقبلة 00ثم بعد زمن يعيد الناس بنائها فيحدث فيها من الفساد ما يجعلها تستحق المسخ و القذف 00
و الله أعلم
بقي علينا من سمات هذه المرحلة الكلام عن الهرج و الموالي0
أما الهرج
فهو القتل بلغة الحبشة و هو نوع من الفوضى و الفتنة تصيب الأمة فلا يدري المقتول فيما قتل و لا القاتل لماذا قتل 00
( سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الرابع )
(1682 ) الصحيحة : 00إ
(000إن بين يدي الساعة الهرج ، قالوا: وما الهرج ؟ قال: القتل ، إنه ليس بقتلكم المشركين ، ولكن قتل بعضكم بعضا ، حتى يقتل الرجل جاره ، ويقتل أخاه ، ويقتل عمه ، ويقتل ابن عمه قالوا: ومعنا عقولنا يومئذ ؟ قال: إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان ، ويخلف له هباء من الناس ، يحسب أكثرهم أنهم على شيء ، وليسوا على شيء ).
( سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد السابع (2 )
(3254 ) الصحيحة:00
(00تكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع، والمضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي ، والماشي خير من الراكب، والراكب خير من المجري ، قلت: يا رسول الله! ومتى ذلك ؟ قال: ذلك أيام الهرج ، قلت: ومتى أيام الهرج ؟ قال: حين لا يأمن الرجل جليسه . قلت: فبم تأمرني إن أدركت ذلك الزمان ؟ قال: اكفف نفسك ويدك وأدخل دارك . قال: قلت: يا رسول الله أرأيت إن دخل علي داري ؟ قال: فادخل بيتك . قال: قلت: يا رسول الله أرأيت إن دخل علي بيتي ؟ قال: فادخل مسجدك واصنع هكذا - فقبض بيمينه على الكوع - وقل: ربي الله حتى تموت على ذلك)11-
(سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ- بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)
(3959 ) صحيح :
(حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن الحسن حدثنا أسيد بن المتشمس، قال : حدثنا أبو موسى، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن بين يدي الساعة لهرجا، قال: قلت: يا رسول الله ما الهرج ؟ قال: القتل، فقال بعض المسلمين: يا رسول الله إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس بقتل المشركين ولكن يقتل بعضكم بعضا حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته، فقال بعض القوم: يا رسول الله ومعنا عقولنا ذلك اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تنزع عقول أكثر ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم، ثم قال الأشعري: وايم الله إني لأظنها مدركتي وإياكم، وايم الله ما لي ولكم منها مخرج إن أدركتنا فيما عهد إلينا نبينا صلى الله عليه وسلم إلا أن نخرج كما دخلنا فيها . )
( سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ - بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)
(3985) صحيح
(حدثنا حميد بن مسعدة ،حدثنا جعفر بن سليمان، عن المعلى بن زياد، عن معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العبادة في الهرج كهجرة إلي ).
( سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ - بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)
(4050 ) صحيح
(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي ووكيع، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون بين يدي الساعة أيام يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل ويكثر فيها الهرج والهرج القتل ).
(صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني)
(7428 ) صحيح :
(لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، و تكثر الزلازل، و يتقارب الزمان،و تظهر الفتن، و يكثر الهرج: و هو القتل)
في الحديثين السابقين يبين رسولنا الكريم أن أيام القتل ستكون بعد رفع العلم و نزول الجهل و حدوث الزلازل، فمن كان يروج اليوم إلى أننا بتنا في زمن السفياني و المهدي الذي سيصلي خلفه عيسى عليه السلام، فعليه أن يفسر لنا متى تكون هذه الأيام00 هل ستكون في شرار الناس الذين يبقون بعد نبي الله عيسى؟؟ و هل يعبأ الله بهؤلاء الناس حتى يحذرهم رسوله من الهرج؟؟
بل على العكس تماما00 فمن بقي بعد عيسى عليه السلام يجمعهم أبليس تحت رايته، بل يظهر لهم عيانا، و تكون الحياة رغده العيش00
و كيف يحذر نبي الله صحابته من الخروج بل و حتى حمل السلاح في ذلك الزمن حتى للدفاع عن النفس ؟؟
و كيف يقول رسولنا صلى الله عليه و سلم : ( وعن معقل بن يسار ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "" العبادة في الهرج كهجرة إلي " . رواه مسلم .
إذاً 00 أيام الهرج تكون عبادة و بثواب لم يكن لأحد من هذه الأمة إلا لمن شهد الهرج ، فلا يعقل أن يكون الهرج بعد زمن عيسى عليه السلام لأنه لن يبقى مسلمين، فهذا يقتضي أن يكون الأمر قبله، و طالما أن قبل نبي الله خروج الدجال و الملاحم و الناس فسطاط إيمان، فهذا يعني أن الهرج سيكون قبل الملاحم00 فانتبهوا و لا تستعجلوا فوالله لا طاقة لنا بتلك الفتن فاحمدوا الله 0
إنها أيام الصبر القابض فيها على دينه كالقابض فيها على جمرة من النار، فلا تظنوا أنكم اليوم في ضيق من العيش، فوالله ما يومنا هذا في تلك الأيام إلا كالماء في العسل00 تلك الأيام حيث يرقد الرجل على قبر أخيه يتمرغ عليه و يقول: يا ليتني مكانك لقد نجوت لقد نجوت 00
و يكفيكم أن تعلموا أن أجر العابد في تلك الأيام كأجر هجرة إلى رسول الله 00
(عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قا ل: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان ، تكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ، ويتقارب الزمان ، ويظهر الفتن ، ويكثر الهرج وهو القتل ، وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته ، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي به ، وحتى يتطاول الناس في البنيان ، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه ، وحتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون ، فذلك حين( لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) ، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما ، فلا يتبايعانه ولا يطويانه ، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه ، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها). . متفق عليه .
الموالي
أخوتي في الله 00لا بد قبل ختم سمات فترة الهرج من التطرق لموضوع الموالي، و هم مجموعة من آسري المسلمين في الحرب القادمة و من يفر أو يدخل الإسلام من النصارى و الديانات الأخرى، حيث يفر البعض من جحيم الحرب أو العذاب الذي قد يسلطه الله عليهم سواء كان بأيديهم أو بآية من الله00 يفر إلى مهاجر المسلمين 00
و هنا يحضرني أيضا، وضع إخواننا المسلمين في بلاد النصارى و هذا نجعله تعقيب بعد الكلام عن الموالي 00
لقد أزداد عدد الموالي أثناء الفتوحات الإسلامية، و كان لهم دورا حاسما في تسيير دفة الحكم في العهد العباسي، ثم ذاب الجميع في المجتمع العربي، فلا تكاد تعرف اليوم العربي من ذو الأصل الأعجمي، و لكن سيعود نفس الوضع قبيل و بعد الخلافة القادمة، و سيكون لهؤلاء الموالي دور في نصر الأمة ، و سيزداد تأثيرهم في عهد القرشي صاحب فتنة السراء
و الله أعلم
( سلسة الأحاديث الصحيحة - المجلد الخامس)
(2441 ) الصحيحة
(لا يذهب الليل والنهار ، حتى يملك رجل من الموالي يقال له: جهجاه . )
(سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد السادس 1 )
(الصحيحة)
(إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا من الموالي، من دمشق هم أكرم العرب فرسا وأجوده سلاحا ، يؤيد الله بهم الدين )
و قد تجنبت الحديث عن دورهم الذي قد يلعبوه في العصر القادم، لأن التفاصيل تعتمد على أحاديث قد لا تكون صحيحة، أو تكون مقطوعة و منها آثار غير مرفوعة 00
أما ما يتعلق بإخواننا المسلمين في ما يسمى بالمهجر خطأ، بل هي غربة و أية غربة، فنقول لهم كما قال لهم رسول ال صلى الله عليه وسلم :
(مجمع الزوائد ج: 7 ، ص: 312)
(وعن أبي الأسود الديلي، قال: أسلمت أنا وزرعة بن ضمرة مع الأشعري، فلقينا عبدالله بن عمرو، قال: فجلست عن يمينه وجلس زرعة عن يساره، فقال عبدالله بن عمرو:
يوشك أن لا يبقى في أرض العرب من العجم إلا قتيل أو أسير يحكم في دمه، فقال له زرعة بن ضمرة: أيظهر المشركون على أهل الإسلام؟؟ فقال: ممن أنت؟؟ قال: من بني عامر بن صعصعة على ذي الخلصة بنا أوسا كان يسمى في الجاهلية، قال: فذكرت لعمر بن الخطاب قول عبدالله بن عمرو، فقال عمر ثلاث مرات: عبدالله بن عمرو أعلم بما يقول، قال: فخطب يوم الجمعة، فقال:
إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين حتى يأتي أمر الله، قال: فذكرنا لعبدالله بن عمر بن الخطاب، فقال: صدق نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء ذاك كان الذي قلت) 00 رجاله رجال الصحيح
ماذا نسطيع الأخذ من هذا الحديث ؟
الصحيح أن الحديث يحتوي على أمرين مهمين:
الأول
أن القتل سيخص العرب فقط و هذا ما تؤكده الأحداث الجارية 0
الثاني
توقيت هذا الأمر سيكون في الزمن الذي لا يبقى من يدافع عن الإسلام إلا طائفة منصورة بإذن الله ، و هذا تجده في قول ابن عمر رضي الله عنه ( إذا جاء ذاك كان الذي قلت)
فالطائفة الآن تضرب و نخشى أن يقع بإخواننا ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه و سلم 0