الفصل الثامن
خروج المهدي الثاني
أخوتي في الله : انتهينا من سرد أغلب سمات عصر ما قبل الملاحم، و بيٌنا قدر الظلم الذي يلحق الناس حتى ترتد قبائل بأكملها لتلحق بالنصارى و غيرهم من المشركين0 هذه الفترة العصيبة يبعث الله رجلا من آل بيت محمد صلى الله عليه و سلم ليجمع من بقي من المسلمين في بيت المقدس، مقر الخلافة الأول بعد أن يمكن الله له أمره 0
و الملفت للنظر أن الله يدافع عن هذا الرجل و يحميه و من معه بتدخل مباشر و بآية تكون دليل على أحقيته بالخلافة، فما أن يبايع بين الركن و المقام حتى يأتيه جيش من الشام يرسله أحد الجبابرة في ذلك العصر، و قد ورد في أحاديث ضعفها أهل العلم أن هذا الشخص هو السفياني و قد يكون، فما خروج أبي العميطر في خلافة الأمين العباسي إلا محاولة لإسقاط النص على الواقع كما حدث في فتنة الحرم السابقة، حيث أجتهد من أجتهد فظن أنه في عصر المهدي، فحدث ما حدث و الله يتولى السرائر00
كذلك ما نراه من تسمي بعض خلفاء بني العباس بالسفاح و المنصور أيضا هي إسقاطات للنصوص على الواقع، و قد أخطأ جميعها التوقيت
و الله أعلم
إذاً00 هذا المهدي يتولى الله نصره بآيات تقمع الظالمين و تزلزل عروشهم، وذلك بأن يخسف الله بذلك الجيش عن بكرة ابيه 0
( سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الرابع)
(1942 ) الصحيحة
(طائفة من أمتي يخسف بهم ، يبعثون إلى رجل ، فيأتي مكة ، فيمنعه الله منهم ، ويخسف بهم ، مصرعهم واحد ، ومصادرهم شتى ، إن منهم من يكره ، فيجيء مكرها ).
(الإصابة ، ج: 4 ، ص: 343 ، الطبقات الكبرى ، ص: 417)
(قال بن سعد، روى الوليد بن مسلم، عن شيخ من أهل دمشق، عن يونس بن ميسرة بن جليس، سمعت عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: يكون في بيت المقدس بيعة هدى)
(الفتن لنعيم بن حماد ، ج: 1 ، ص: 362)
(حدثنا الوليد بن مسلم، عن أبي عبدة المشجعي، عن شيخ حدثهم زمن ابن الزبير أدرك الجاهلية علامة، قال: تنزل الخلافة بيت المقدس تكون بيعة هدى، يحل لمن بايعه بها نساؤهم يقول لا يأخذ عليهم بطلاق ولا عتق)
برغم الضعف في الحديثين السابقين بسبب أن الشيخ الذي روى عنه الوليد بن مسلم ،مجهول 0 فإن الحديث يوافق لب الموضوع الذي تحدثنا عنه، فالمهدي الذي يسبق الملاحم مباشرة يبايع في الحرم، أما المهدي الذي يظهر بعد الحكم الجبري
( عصرنا الذي نعيشه ) تكون بيعته في القدس حالما يدخلها المجاهدون، فيبايعونه بيعة هدى و يحل لهم نساء من فيها ( اليهود )