(3) عدم استغلال مواسم الطاعات.
روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم» [البيهقي في شعب الإيمان (2/42)، والطبراني في الدعاء (1/ 30)].
فمن أعظم مصائب الدين أن تدخل على المسلم مواسم الطاعات فلا يستغلها في طاعة الله , فيدخل عليه شهر رمضان فلا يصوم ولا يقوم, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ»
[رواه الترمذي].
ويأتي عليه موسم الحج وهو المستطيع القادر فيتعلل ولا يحج, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر»
. قالوا: "ولا الجهاد في سبيل الله!!"، قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء»
[أخرجه البخاري 2/457].
وعنه أيضا، رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«ما من عمل أزكى عند الله عز وجل، ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى»
. قيل: "ولا الجهاد في سبيل الله؟"، قال: «ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء»
ويحين موعد الزكاة فيسوف ويتهرب, وهكذا دأبه , وذلك دربه.
قال صلى الله عليه و سلم:
«ينزل الله تعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا، فيقول: أنا الملك أنا الملك ثلاثا. من يسألني فأعطيه؟، من يدعوني فأستجيب له؟، من يستغفرني فاغفر له؟، فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر»
[أخرجه أحمد 4/81(16866)].
وقال صلى الله عليه و سلم:
«إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه»
[رواه أحمد].
قال ابن الوردي :
أطـلبُ الـعِلمَ ولا تـكسَلْ فما *** أبـعدَ الـخيرَ عـلى أهلِ الكَسَلْ
واحـتفلْ لـلفقهِ فـي الدِّين ولا *** تـشـتغلْ عـنهُ بـمالٍ وخَـوَلْ
واهـجرِ الـنَّومَ وحـصِّلهُ فـمنْ *** يـعرفِ الـمطلوبَ يحقرْ ما بَذَلْ
لا تـقـلْ قـد ذهـبتْ أربـابُهُ *** كـلُّ من سارَ على الدَّربِ وصلْ
فـي ازديـادِ الـعلمِ إرغامُ العِدى *** وجـمالُ الـعلمِ إصـلاحُ العملْ
|