عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 29-08-2009, 06:19 PM
tarek neem tarek neem غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 17
tarek neem is on a distinguished road
افتراضي

(4) الجزع من مصائب الدنيا.

الصبر هو: خلق فاضل من أخلاق النفس يمنع به من فعل مالا يحسن ولا يجمل، وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها.

قال سعيد بن جبير: "الصبر اعتراف العبد لله بما أصابه منه واحتسابه عند الله، ورجاء ثوابه، وقد يجزع الرجل وهو متجلد لا يرى منه إلا الصبر".

وأكمل المؤمنين من جمع بين الصبر على المصيبة والرضا عن الله جل وعلا وطمأنينة النفس بذلك، يرجو ما عند الله من الثواب الذي وعد به الصابرين الصادقين،
{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].

عن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له»

[رواه مسلم].

فمن صبر على طاعة الله وصبر عن محارم الله وصبر على قضاء الله واطمأنت نفسه وسلم لله في قضائه وقدره ورضي فله الرضا وذلك من المؤمنين حقا , ومن تسخط وجزع فعليه السخط وخاب وخسر . عَنْ أَنَسٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ:
«عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ»
[أخرجه ابن ماجة 4031 والتِّرْمِذِيّ" 2396].

قال منصورٌ بن عمار: "من جزع من مصائب الدُّنيا، تحوّلت مصيبتُه في دينه" (طبقات الأولياء 1/ 48).

فالجزع من مصائب الدنيا فيه اعتراض وتسخط على قضاء الله وقدره وذلك من أعظم المصائب في الدين؛ لأنه يشكو الرحيم إلى من لا يرحم.

أوحى الله تعالى إلى عزير: إذا نزلت بك بليةٌ لا تشكني إلى خلقي كما لم أشكك إلى ملائكتي عند صعود مساوئك إلي، وإذا أذنبت ذنباً فلا تنظر إلى صغره، ولكن انظر من أهديته إليه.

يقول أحد العلماء الكرام: "الجاهل يشكو الله إلى الناس وهذا غاية الجهل بالمَشكُو والمَشكُو إليه، المَشكُو كامل كمالاً مطلقاً، والمشكو إليه ناقص وضعيف، شكوت الذي يرحم إلى الذي لا يرحم، شكوت الكامل إلى الناقص، شكوت الغني إلى الفقير، شكوت القوي إلى الضعيف".

قال الشاعر :
إذا كان شكر نعمة الله نعمة *** علي له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله *** وان طالت الأيام واتسع العمر
إذا مس بالنعماء عم سرورها *** وإن مس بالضراء أعقبه الأجر


فراجع نفسك – أيها الحبيب – وتأمل قلبك وفكر في أعمالك, وإياك أن تكون مصيبتك من أعظم المصائب, إياك أن تكون مصيبتك في دينك.

"مصيبة الدين أعظم من مصيبة الدنيا، ولقد ماتت لي بنت فعزاني أكثر من عشرة آلاف وفاتتني صلاة الجماعة فلم يعزني أحد".
[رواه الدرامي 1/357 وإسناده حسن كما في الإرواء 3/398].
رد مع اقتباس