عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30-08-2009, 03:47 AM
الصورة الرمزية أحمد حافظ جلال
أحمد حافظ جلال أحمد حافظ جلال غير متواجد حالياً
مدرس اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,646
معدل تقييم المستوى: 0
أحمد حافظ جلال is an unknown quantity at this point
افتراضي

الصفة الثانية : الحلم


قال تعالى :" وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً "

الصفة الثانية من صفات عباد الرحمن أنهم إذا سفه عليهم الجهال بالسئ ، لم يقابلوهم عليه بمثله ، بل يعفون ويصفحون ، ولا يقولون إلا خيرا ، فهم لا يلتفتون إلى حماقة الحمقى وسفه السفهاء ولا يشغلون بالهم ولا وقتهم وجهدهم بالاشتباك مع السفهاء والحمقى في جدل وعراك ، ويترفعون عن المهاترة مع المهاترين الطائشين ، " وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً " لا عن ضعف ولكن عن ترفع ، ولا عن عجز إنما عن استعلاء ، وعن صيانة للوقت والجهد أن ينفقا فيما لا يليق بمن هو مشغول عن المهاترة بما هو أهم وأكرم وأرفع .


كما قال تعالى : " وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ " القصص /55


وقال تعالى : " وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً " الإسراء/53
فقد أمر الله نبيه أن يأمر عباد الله المؤمنين أن يقولوا في مخاطبتهم الكلام الأحسن ، والكلمة الطيبة ، فإنهم إذا لم يفعلوا ذلك نزغ الشيطان بينهم وأخرج الكلام إلى الفعال ووقع الشر والمخاصمة والمقاتلة .


وقال تعالى : " وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ " فصلت 34-35
أى ادفع من أساء إليك بالإحسان إليه ، فإذا أحسنت إلى من أساء إليك قادته تلك الحسنة إليه إلى مصافاتك ومحبتك ،والحنو عليك حتى يصير كأنه ولي لك حميم أى قريب إليك من الشفقة عليك والإحسان لك ، ومايقبل هذه الوصية ويعمل بها إلا من صبر على ذلك فإنه يشق على النفوس ، وما يلقاها إلا ذو نصيب وافر من السعادة في الدنيا والآخرة .


وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) لا تزيده شدة الجهل إلا حلما
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة ، حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ، ثم قال : مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه فضحك ، ثم أمر له بعطاء .(متفق عليه)


وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: { لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ، وكان يقول : ( إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ) } . صحيح البخاري

عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة ، من خلق حسن ، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء) الترمذي وابن حبان في صحيحه.


وإلى لقاء آخر قريبا إن شاء الله تعالى
دمتم في حفظ الله
__________________
تهانينا لقد تم تحميل السرطان بنجاح
رد مع اقتباس