
09-09-2009, 05:39 AM
|
 |
نجم العطاء
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,261
معدل تقييم المستوى: 23
|
|
ليلة القدر ....... والعشر الاواخر .......؟
بسم الله الرحمن الرحيم
 

ليلة القدر والعشر الأواخر
هذا الكلام نقلا عن فضيله الشيخ / هاني حلمي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
حبيبي في الله ..
ها قد بلغنا آخر المحطات ، وآن أوان الجد والاجتهاد ، إننا في مرحلة ( وسارعوا ) و( سابقوا )
فأخرج كل ما بوسعك من جهد فالغنيمة عظيمة ،
والثمرة تستحق بذل الغالي والنفيس للحصول عليها ، الثمرة هذه المرة ( ليلة القدر )
] وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ
وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [
اجتهد أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قبل موته اجتهادًا شديدًا ، فقيل له :
لو أمسكت أو رفقت بنفسك بعض الرفق ؟ فقال :
إنَّ الخيل إذا أُرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها .
فجدَّ واجتهد ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره ،
و أحيا ليله ، و أيقظ أهله .
[ متفق عليه ]،
وكانت أمنا عائشة تقول :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر
مالا يجتهد في غيره .
[ رواه مسلم ] ،
فإياك أن تكون من المحرومين.
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
] إن هذا الشهر قد حضركم ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ،
من حرمها فقد حرم الخير كله ، و لا يحرم خيرها إلا محروم [
[رواه ابن ماجه وحسنه الألباني ]
وكيف لا يُحرم الخير كله ؟
وهي أعظم ليالي الدهر ، ليلة مباركة العمل فيها يضاعف أكثر من العمل في ألف شهر ،
ليلة تضيق فيها الأرض من كثرة الملائكة ،
ليلة الشرف من تحرَّاها صارت له المنزلة عند الله ،
ليلة يباهي الله فيها الملائكة بعباده الصالحين ،
و فيها يقدر الله تعالى لملائكته جميع ما ينبغي أن يجري على أيديهم من تدبير بني آدم
ومحياهم ومماتهم إلى ليلة القدر من السنة القابلة ،
وهي ليلة سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا
ولا يحدث فيها أذى ، وهي سبب للسلامة والنجاة من المهالك يوم القيامة ،
فقد قال صلى الله عليه وسلم :
" من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "
[ متفق عليه ]
حبيبي في الله ...
وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحريها في أوتار العشر الأواخر من رمضان ،
وكان سلفنا الصالح يحتاطون فيتلمسون ليلة القدر في جميع ليال العشر .
والصحيح في علامتها ، أنْ تشرق الشمس يومها لا شعاع لها ،
فقد قال صلى الله عليه وسلم :
] ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة و لا باردة ،
تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء [
[ رواه البيهقي في سننه وصححه الألباني].
وكان صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان
وفي العام الذي قبض فيه صلى الله عليه وسلم
اعتكف عشرين يوماً طلبًا لهذه المنحة الربانية العظيمة ،
فالمقصود من الاعتكاف :
تحري ليلة القدر ، و الخلوة بالله عز وجل ، والانقطاع عن الناس
ما أمكن حتى يتم الأنس بالله عز وجل وذكره ،
وإصلاح القلب ، فإذا كان بإمكانك الاعتكاف فلا تدعه فإنَّه سنة مؤكدة عن رسول الله ،
وإن لم يكن بإمكانك فلا أقل من المكث طيلة الليل في المسجد للصلاة
والذكر والدعاء ، فعساك توفق لليلة القدر فتجدك الملائكة مقيمًا
على طاعة في بيت من بيوت الله ،
وهذا – لا ريب – أدعى للرحمة .
نصائح العشر
(1) لا نوم في ليالي العشر :
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحيي ليالي العشر وهذا بالتهجد فيها والصلاة .
(2) أعن الأهل على العمل الصالح .
ففي حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قام بهم ليلة ثلاث وعشرين ،
وخمس و عشرين ذكر أنه دعا أهله و نساءه ليلة سبع و عشرين خاصة ،
و هذا يدل على انه يتأكد إيقاظهم في أكد الأوتار التي ترجى فيها ليلة القدر .
قال سفيان الثوري :
أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل و يجتهد فيه ،
و ينهض أهله و ولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك .
(3) أكثر من الدعاء فيها :
فقد أمر النبيأم المؤمنين عائشة بالدعاء فيها .
قالت عائشة - رضي الله عنها - للنبي :
أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال :
] قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني [.
وكان سفيان الثوري يقول :
الدعاء في تلك الليلة أحبُّ إليَّ من الصلاة ،
و إذا كان يقرأ ، وهو يدعو ،
ويرغب إلى الله في الدعاء و المسألة لعله يوافق .
فكثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء ،
و إن قرأ و دعا كان حسناً .
(4) تطهير الظاهر والباطن :
فقد كان السلف يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر ،
و منهم من كان يغتسل و يتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر ،
فلا يصلح لمناجاة الملك في الخلوات إلا من زين ظاهره و باطنه .
(5) ليلها كنهارها لا تغفل عن ذلك
، فقد ذهب بعض السلف إلى اعتبار ليلة القدر
كنهارها في لزوم الاجتهاد في العمل الصالح .
قال الإمام الشافعي:
استحب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها .
وهذا يقتضي استحباب الاجتهاد في جميع زمان العشر الأواخر ليله ونهاره .
(6) من أشرف العبادات التي تتقرب إلى الله بها في هذا الوقت " التبتل " أي الانقطاع إلى الله ،
قال تعالى : ]
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا
[ [ المزمل : 8-9 ]
ففرِّغ قلبك له ، فلا جدال ، لا مناقشات ، لا اختلاط فاحش ،
أغلق الهاتف ، وانس همومك ، ودع مشاغلك ،
عليك بالانفراد بنفسك والتحلي بمناجاة ربك وذكره ودعائه .
(7) تحسس قلبك ،
راقب نيتك ، فنية المرء خير من عمله ، فاحتسب وتقرب .
(8) تذكر أنه على قدر اجتهادك ستكون منزلتك ،
فلا تدع بابًا للخير إلا طرقته ، وتنوع الطاعات علاج لطبيعة الملل عند الإنسان
.
(9) عليك بالمجاهدة والمعاناة مع الصبر والاصطبار
قال بعضهم :
من أراد أن تواتيه نفسه على الخير عفواً فسينتظر طويلاً بل لابد من حمل النفس على الخير قهراً .
(10) قلل من كلامك ،
فأحصِ عدد كلماتك في اليوم والليلة فعليك بهذه الأمور ، فعليك بالصمت ، فمن صمت نجا .
(11) تذكر هذا زمان السباق ،
فلا ترضَ بالخسارة والدون : قال أحدهم : لو أنَّ رجلاً سمع برجل هو أطوع لله
منه فمات ذلك الرجل غمَّا ما كان ذلك بكثير .
فهل ترضى بهذا الحرمان ، يفوز الناس بالمغفرة والرحمة
والعتق وتضاعف أعمالهم ، ويبغون الجنة ، وأنت في مكانك كبلتك الخطايا ،
لا .. لا يمكن أن ترضى ، لذلك ستجتهد حتمًا بإذن الله .
(12) أحسن الظن بالله ،
فلو فاتك شيء قم واستدرك لعلك تعوضه ، فإنَّه يمنع الجود سوء الظن بالمعبود ،
ولو أحسنت الظن بالله ستحسنُ العمل ، لأنك ستحبه حبًا عميقًا .
اللهم نسألك حبَّك ، وحبَّ من يحبك ، وحب كل عمل يقربنا إلى حبِّك
.
(13) لتكن لك عبادات في السر ،
لا يطلع عليها إلا الله ، فهذا أدعى للإخلاص .
قال صلى الله عليه وسلم :
] صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا و عشرين [
[ رواه أبو يعلى وصححه الألباني ]
(14) اجمع بين الكم والكيف ،
نريد أعمالًا ضخمة فذة كبيرة ، لم تصنعها في عمرك ،
هذا العام ستقوم بها ، نعم ستقوم بها ، فهي علامة صدقك في طلب رضا الآخرة ،
وابتغائك ما عنده من الخير العميم ، ولن ترضى عن نفسك حتى تصنع أقصى ما تستطيع ،
وبعدها ستقول : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك .
أعمال فذة مقترحة للمجتهدين
.
ترددت كثيرًا في كتابة هذه الأعمال ، لأنَّ كثيرًا من الناس يقول :
إنه يستبعد وجودها في زماننا ، وأنه كلام يصلح لعصر السلف ،
وأنه يُحبط عند سماع ذلك ، لكن الذي دفعنني إليه ،
أنّه بفضل الله هناك إخوة وأخوات أشعلوا الحماس فينا جميعًا ،
استجابوا للبرنامج العملي الذي اقترحناه هذا العام ، فهناك –
والله الذي لا إله غيره - من ختم القرآن في ركعة الوتر ، ومن صلى (300) ركعة ،
ومن استغفر (20) ألف مرة ، هؤلاء لماذا يسبقوك ؟
هؤلاء نحسبهم صدقوا الله وأخلصوا – والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدًا –
فأنا أهدي هذه الأعمال الفذة لهم ولكل من يريد أن يلحق بهم ،
هؤلاء نفذوا الوصية ورفعوا الشعار
( لأرين الله ما أصنع ) – ( لن يسبقني إلى الله أحد ) ( وعجلت إليك ربي لترضى )
فهيا الحق بهم ولا تفتر ، ولا تثبط ، هؤلاء كلهم في أول الطريق ،
فانظر كيف بلغوا ، وأنت أيضًا ستبلغ ذلك وأكثر بإذن الله
.
(1) لماذا لا تختم القرآن كل ليلة ؟
كما صنعها عثمان وتميم الداري - رضي الله عنهما - في ركعة الوتر ،
وقرأ منصور بن زاذان القرآن كله في صلاة الضحى ،
وكان الأسود النخعي وسعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين ،
وفي مصر بعض المشايخ يصنع ذلك رأيته بعيني رأسي ،
كان قتادة t يختم في سبع ، وفي رمضان في ثلاث ، وفي العشر كل ليلة ،
وكان الحافظ ابن عساكر يختم كل جمعة ، وفي رمضان كل يوم ،
وكان الإمام أبو حنيفة والإمام الشافعي يختمان القرآن في كل يوم مرتين ،
وبلغ بالعبد الصالح أبو العباس بن عطاء أن ختم القرآن
في اليوم والليلة ثلاث مرات ، وختم الإمام الضبي القرآن أربع مرات في يوم واحد.
(2) لماذا لا تسجد وتقترب ؟
سجد سفيان الثوري سجدة بعد صلاة المغرب فما رفعها إلا على آذان العشاء ،
وكان أبو جعفر الباقر يصلي كل يوم (50) ركعة ،
و كان عبد الله بن غالب يصلي الضحى (100) ركعة ويقول لهذا خلقنا وبهذا أمرنا ،
و كان مُرة بن شراحيل الملقب ب ( مرة الخير ) يصلي كل يوم (200) ركعة ،
وكان الإمام أحمد يصلي كل يوم وليلة (300) ركعة ،
وكان الأسود بن يزيد يصلي كل يوم (700 ) ركعة ،
وكان عمير بن هانئ يصلي كل يوم ( ألف) ركعة ويسبح 100 ألف تسبيحة ،
وكان بلال بن سعد من العبادة على شيء لم يسمع في أمة
محمد صلى الله عليه وسلم ، كان يصلي كل يوم وليلة ( ألف) ركعة .
(3) لماذا لا تكون من الذاكرين الله كثيرًا ؟
كان أبو هريرة - رضي الله عنه - يسبح ويستغفر في اليوم (12 ألف مرة ) -
وهذه صنعها الإخوة كثيرًا هذا العام والعام السابق - ،
وكان خالد بن معدان يسبح (40 ألف تسبيحة ) حتى مات وأصبعه على عقد التسبيح ،
وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يسبح (100ألف مرة ) .
(4) الصيام والإفطار على التمر والماء .
كما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم شهرين لا يوقد في بيته النار ولا يطعم إلا التمر والماء ،
وهذا الإمام أحمد يقول ابنه صالح :
جعل أبي يواصل الصوم ، ويفطر في كل ثلاث على تمر شهرين ،
فمكث بذلك خمسة عشر يومًا ، يفطر في كل ثلاث ،
ثمَّ جعل بعد ذلك يُفطر ليلة وليلة ،
لا يفطر إلا على رغيف .
(5) صدقة عظيمة بشيء عزيز على نفسك :
فلن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ،
رسول الله يتألف الرجل بغنم بين جبلين ( ثروة بالملايين الآن ) ،
وأبو بكر - رضي الله عنه - يتصدق بماله كله ، وعمر -
رضي الله عنه - بشطر ماله ، وأتي بـ (22 ألف درهم ) فما قام من مجلسه حتى فرقها
وكان إذا أعجبه المال تصدق به ،
وعثمان يجهز الجيش بعشرة آلاف درهم ويشتري البئر ليشرب المسلمين بـ (40 ألف درهم )
ويقول له النبي :
ما ضرَّ عثمان ما فعل بعد اليوم ، وباع عبد الرحمن بن عوف –
رضي الله عنه – حديقة ب (400 ألف ) وقسَّمها في أزواج النبي ،
وطلحة بن عبيد الله يتصدق في يوم ب (700 ألف ) ،
فمن منا سيسبق في هذا الميدان ويتصدق بشيءنفيس عليه ؟
(6) من سيربح ثواب العمرة في رمضان ؟
وهناك يعكف على الصلاة والذكر والقرآن والطواف ،
فيطوف ليلة كاملة ، يظل الساعات يطوف حول بيت ربه ،
كان محمد بن طارق يطوف كل يوم سبعين مرة ،
كل مرة سبعة أشواط .
(7) من ينشر الخير ويدعو إلى الله ؟
من سيستعمله الله ويجعله من خدام دينه ؟
من سيفتح الله على يديه هداية قومه وأهل بيته وجيرانه بفضل إخلاصه وصدقه ؟
وزِّع أكثر ما تستطيع من الكتيبات النافعة والمطويات
والأشرطة التي تحث الناس على عمل الخير، واحتسب أعمالهم في ميزان حسناتك ،
فالدال على الخير كفاعله ، فمن سيحقق الرقم القياسي في ذلك ،
فتكتب له أعمال آلاف البشر؟ .
وبعد هذه أعمال فذة تريد رجالا أصحاب همم عالية ،
أنت منهم إن شاء الله ، لا تستثقل العمل ، فقط استعن بالله ، وانهض ،
وقل : لأرين الله ما أصنع ، ستصل بحوله وقوته ،
بفضله ورحمته ، لا بإمكانياتك ،
لا بتصوراتك لقدراتك ، ستكون سنة الخير علينا جميعًا ،
ونزرق بإذن الله ليلة القدر ،
فأخلصوا لله واصدقوا في طلب رضاه ، وستبلغون مما يرضيه الآمال ،
فاللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا .
__________________
قلب لايحتوي حُبَّ الجهاد ، قلبٌ فارغ .!
فبالجهاد كنا أعزة .. حتى ولو كنا لانحمل سيوفا ..
|