سؤال21 :
أخي،لا أستطيع وصف عجبي من ندرة تلك الأحاديث التي جئتنا بها من صحيح السنة..ندرتها في تجمعاتنا، نحن عوام المسلمين!! الأحاديث موجودة، لكني لا علم لي بأن أحداً تناولها بالشكل الذي تناولته أنت!!!
لكن،لماذا لم نعرف هذا الكلام قبل أن تأتينا به؟؟ ما الخطأ في مسيرة العلم الإسلامي حتى تغرق أحاديث مهمة كالتي أظهرتها للسطح، وحتى تغيب عن بال العلماء الذي ربـــــــــــما تناولوها..ولكن ليس بطريقتك ؟؟؟
*و ما رأيك بحادثة نطق شجرة في فلسطين، هل تعتقد صحتها؟؟
جواب :
الأخ الفاضل 00حياك الله
أولا : لقد أخجلتني بطيب كلامك، فلا تفتني بنفسي فما أنا إلا مسلم قرأ ، فأكثر من القراءة ، و كان أن وفقني الله لما ترى ,, و الذي أرجو الله أن لا يضربني بعملي هذا يوم القيامة إنه غفار الذنوب و القادر على كل شيء00
أخي في الله00 منذ سنوات كانت أحاديث الفتن تكاد تكون متناقضة في نظري ، فزدت من قراءتي لكتب الفتن و أبوابها في الصحاح و أكاد أن أجزم بأني قد أطلعت على أمهات الكتب في هذا المجال ، و كلما أزداد إطلاعي و تكراري لقراءة الحديث ذاته ، كانت الصورة تتوضح لدي و الأمور تسير بشكل إجباري إلى ما كتبت 00
أما حول سؤالك عن حادثة نطق الحجر 00فلقد قمت بنفي هذه الحادثة من الناحية الشرعية و إن كان لها أن تحدث فهو أمر استثنائي
أولا : ما يخص موقع هذه المعجزة زمنا 00هذا الزمان الذي نعيشه اليوم ليس زمن تخرق فيه النواميس الكونية لتحدث المعجزات الخارقة للعادة ، لأن هذا الأمر يحدث إما بشكل شخصي لبعض أولياء الله الصالحين، أو بشكل جماعي لمؤمنين إيمانهم وصل مشارف الإحسان كحال القرون الأولى و أصحاب النبي عيسى عليه السلام ، فهؤلاء هم من سينطق الحجر لهم و ستكلمهم أغصان الأشجار و كل جماد ، حتى ليكلم الرجل عذبة سوطه و يحدثه فخذه بما فعل أهله في غيبته ، و يعيش الذئب بين الغنم ككلب الحراسة ، و يضع الطفل يده في جحر الأفعى فلا تضره ، إذا00ً و كما هو معروف بالسنة فالمسلمين أتباع عيسى هم من سيقاتلوا اليهود أتباع الدجال ، فينطق لهم الحجر و الشجر ،أما يهود اليوم فسيقاتلهم المسلمون و لكن لن تحدث هذه الآية معهم ، و على كل حال فالحادثة التي ذكرت غير مؤكدة و منقولة عن ألسنة العامة و أنت تعلم أن البعض بهدف الترغيب يمكن أن يروج مثل هذه الشائعات، و حتى لو حدثت فهي لن تتجاوز الكرامة الفردية للشخص الذي حدثت معه الكرامة و يبقى الكرامة العامة حتى نزول عيسى 00هذا و الله أعلم ...