شروط المفتى حسب كلام الدكتور عبد الفتاح الشيخ
الدكتور عبد الفتاح الشيخ الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر ورئيس لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية يقول: المفتي له شروط معينة تحدث عنها الفقهاء فالله تبارك وتعالي يقول في القرآن الكريم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون( النحل-16) وأهل الذكر المقصود بهم الذين تخصصوا في الشريعة الإسلامية.
فالمفتي هو المخبر عن الحكم الشرعي فيما سئل عنه في أمر واقع من غير إلزام ولهذا يشترط في المفتي كي يفتي الناس أن يكون مسلما صحيح الإسلام عاقلا بالغا وأن يكون شديد الفهم عالما باللغة العربية عارفا بآيات الأحكام من القرآن حافظا له, عارفا بالحديث عارفا بالناسخ والمنسوخ عارفا بالقياس وأن يكون ثقة ومأمونا ومترها عن أسباب الفسق ورصيد الفكر, متيقظا عارفا بمواضع الإجماع والاختلاف. وكل هذه الشروط أجمع عليها العلماء والفقهاء بالإضافة إلي مكملات لها يجب أن تتوافر فيمن يتصدي لإفتاء الناس وهي أن تكون ذاتية صالحة وأن يكون له حلم وعلم ووقار وسكينة وأن يكون قويا علي ما هو فيه وعلي معرفته وأن يكون صاحب دخل يغنيه عن الاحتياج للناس وأن يكون عارفا بأحوال المستفتي وألا يتسرع بالإجابة وألا يجامل أحدا في فتواه وأن يطابق قوله فعله وإذا جهل الحكم في مسألة فليس له أن يفتي فيها وهذه كلها هي شروط الإفتاء. وأن يكون تقيا ورعا يشهد له الناس بذلك وأن يشهد له كبار العلماء بعلمه لأن تزكية العلماء لطالب العلم وشهادتهم له بالعلم دليل أكيد علي صلاحية هذا الإنسان للقيام بهذا العمل العظيم ولدينا أربعة مصادر أساسية ينبغي الإلمام بها وأن يرجع إليها كل من يعمل في مجال الفتوي وهذه المصادر هي: القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وهدي الخلفاء الراشدين والأخذ بما أجمعت عليه الأمة.
لذلك يجب علي من يتصدي للفتوي الحذر والدقة وأن يأخذ قول النبي صلي الله عليه وسلم نصب عينيه:' أجرأكم علي الفتية أجرأكم علي النار' فكبار الصحابة عندما كانوا يسألون في أمر من أمور الدين كانوا يحيلون الأمر إلي بعضهم البعض خوفا من إخراج الفتوي.
ونحن في حاجة لمرجعية إسلامية شاملة وموحدة تعبر عن الرؤية الرشيدة لمختلف المسائل التي تجد في حياة المسلمين.