سؤال 27 :
مامعني كلمة (قرن ) الشيطان التي هي جزء من عنوان بحثك وأين دلالاتها في هذا
البحث ؟؟؟؟؟
جواب :
ورد في السنة المطهرة : ما يشير إلى هذا المعني في أكثر من حديث 00
منها ما أشار إلى نهي الرسول صلى الله عليه و سلم عن الصلاة عند غياب الشمس و طلوعها ، لأنها تطلع بين قرني شيطان 00
و من العلماء من أول القرن بجانب رأس الشيطان ، و الذي قيل أنه ينتصب به في محاذاة حاجب الشمس عند الغروب و الشروق ، حتى إذا طلعت كانت بين جانبي رأسه فتكون السجدة له 00
و حاجب الشمس: هو الجزء الذي يظهر في بداية طلوع الشمس أو الذي يبقى منها عند غروبها أي الجزء الأعلى
و الذي يشبه الحاجب لحديثه صلى الله عليه و سلم:
ـ( صحيح الجامع الصغير- المجلد الأول )
( 412 ) صحيح:
(إذا بدا حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى تبرز ، و إذا غاب حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى تغيب)
و يؤيد هذا القول:
ـ( مشكاة المصابيح - المجلد الأول - باب أوقات النهي- الفصل الأول)
( 10) ( 1048 ) صحيح :
( عن عبد الله الصنابحي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" إن الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان فإذا ارتفعت فارقها ، ثم إذا استوت قارنها ، فإذا زالت فارقها ، فإذا دنت للغروب قارنها ، فإذا غربت فارقها "" . ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في تلك الساعات) . رواه مالك وأحمد والنسائي .
و من العلماء من قال: أن النهي لا يعلم مقصده إلا الله ، و يجب الإيمان به كغيره من الغيبيات ،و لا بأس من
الجمع بين القولين فيكون النهي لأمر نعرفه ، و أخر لا يعلمه إلا الله و الله أعلم
و لكني سأضيف هنا تعليق بسيط00
نحن نعلم أن الشيطان يستطيع الوقوف أمام المصلي و هو يسجد ، كما يفعل مع عابدي الشمس ،و لكن الفارق
هو بالنية و التوجه من قبل المصلى ، فعابد الشمس قد فتنه الشيطان و جعله يسجد لما أراد ، فهو عمليا مقاد من
قبل الشيطان ، و سجوده لما أمره الشيطان هو سجود للشيطان 00ألا تروا في قصة سجود الملائكة لآدم كان بحد
ذاته سجود لله ، و السجود حقيقة هو الخضوع و الامتثال ، فالشيطان حين رفض السجود لآدم ، كان قد أصيب بداء
الكبر الذي منعه من الامتثال لله عز و جل ، و بذلك يكنى الأمر بقرن الشيطان إذا كان عظيما و جلل و أحدث فيه
الشيطان أثرا لا كأي أثر و فساد لا كأي فساد ، كعابدي الشمس و قد كان عددهم في القديم كبير جدا و هم
اليوم موجودون أيضا 00
و هنا سندخل في المعنى الثاني 00و الذي كنى عنه رسول الله بقرن الشيطان :
جاء في صحيح البخاري :
(حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ،عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ،عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الْإِيمَانُ هَا هُنَا وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْيَمَنِ وَالْجَفَاءُ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الْإِبِلِ مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ) و عند أحمد المتن
( في ربيعة و مضر)
و قد أشار صاحب المنتقى في شرح موطأ مالك:
أن قرن الشيطان قد يشير لفتنة تقع في المستقبل ، و أن القرن يشير إلى حزب الشيطان و أهل وقته و زمانه ، أي
أنها تشير للفئة أو للجماعة التي تعيش في قرن الفتنة ، و قد يعني قرن الشيطان قوة الشيطان و سلاحه00
( صحيح البخاري ، ج: 1 ، ص: 351)
( حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا حسين بن الحسن قال : حدثنا بن عون، عن نافع ، عن بن عمر قال: ثم اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال: قالوا : وفي نجدنا ، قال، قال: اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا، قال: قالوا: وفي نجدنا، قال، قال: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان)
لاحظ أخي00 كيف قرن رسولنا بين الفتنة الواقعة في نجد00 و في متن أخر في العراق مع الزلازل و الفتن 0 إذاً فالفتنة تؤدي إلى تلك الزلازل أو( هي سبب الزلازل ) و لا تنسوا حديث رسول الله الذي أشار فيه إلى الخسف الذي سيقع في البصرة
ـ سنن أبي داود أول كتاب الملاحم
( 4307 ) صحيح :
( حدثنا عبد الله بن الصباح ، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد ، قال: ثنا موسى الحناط ، لا أعلمه إلا ذكره عن موسى بن أنس ، عن أنس بن مالك
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا أنس ، إن الناس يمصرون أمصارا ، وإن مصرا منها يقال له البصرة أو البصيرة ، فإن أنت مررت بها أو دخلتها ، فإياك وسباخها وكلاءها وسوقها وباب أمرائها ، وعليك بضواحيها؛ فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف ، وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير)
طبعا الحديث صحيح و العقوبات التي أشار إليها رسولنا ستقع لا محالة 00و طبعا لن تقع في زمن واحد ، و قد
بينت في ما مضى أن الخسف يقع و الله أعلم في الحرب القادمة ، و المسخ و القذف في الزمن الذي يسبق قيام
الخلافة المهدية الثانية و الله أعلم 00
و إن قرن الشيطان الذي أشار إليه رسولنا ما هو إلا ما سيحدث في الأيام المقبلة من حرب و فتنة ، و أغتنم
الفرصة هنا لأحذر أخوتنا في الخليج مما سيقع 00و الله إنها فتنة ليصب فيها الشر صبا ، و لن ينجو منها إلا من
أخذ بعنان فرسه يجاهد في سبيل الله 00
و لو كان هذا الكلام خارج عن الموضوع و غير مثبت بدقة ،0 و لكن لا بد من الإشارة إلى حديث أظن أنه يخصنا فيما الناظر إليه يعتقد غير ذلك
(صحيح ابن حبان ، ج: 15 ، ص: 62)
(672 )
( مسند أحمد ، ج: 4 ، ص:337 )
( حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا معاوية بن عمرو ، ثنا أبو إسحاق يعنى بن الفزاري ، عن عبد الملك بن عمير ،عن جابر بن سمرة ، عن نافع بن عتبة ، قال : ثم كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ، فاتاه قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصوف ، فوافقوه ثم أكمة وهم قيام وهو قاعد ، فأتيته فقمت بينهم وبينه فحفظت منه أربع كلمات أعدهم في يدي ، قال : تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ، ثم تغزون فارس فيفتحها الله ، ثم تغزون الروم فيفتحها الله ، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله ، قال نافع :يا جابر ألا ترى أن الدجال لا يخرج حتى تفتح الروم)
( مجمع الزوائد ، ج: 3 ، ص: 305)
(ـ سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )
( 4091 ) صحيح:
( حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا الحسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن جابر بن سمرة ، عن نافع بن عتبة ،بن أبي وقاص ،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ستقاتلون جزيرة العرب فيفتحها الله ، ثم تقاتلون الروم فيفتحها الله ، ثم تقاتلون الدجال فيفتحها الله ، قال جابر : فما يخرج الدجال حتى تفتح الروم).
أريد أن أتسائل هنا00لماذا خص الرسول أهل المغرب بهذا الحديث ؟؟
( أهل المغرب هم أهل الشام)
و لماذا قال رسول الله تغزون جزيرة العرب 00 فالغازي هنا يجب أن يكون من خارج الجزيرة ؟؟
لماذا أستخدم الرسول صلى الله عليه و سلم لفظ الغزو و لم يقل الفتح ؟؟
لماذا أغفل الحديث : فتح الشام و بقيت الفتوحات المهمة و قفز إلى الدجال و روما ؟؟
أخوتي00 أظن هذا الحديث يخصنا و يتكلم عن واقع سيحدث و الله أعلم
فهل سيحتل الرافضة بيت الله بمساعدة النصارى ثم يقوم المهدي و من معه بفتح الجزيرة ثم فارس ثم يترك بقيت الغزوات لغيره من الخلفاء؟؟
أمرا يصعب تصوره و لكن ........
( دلائل النبوة للأصبهاني ، ج: 1 ، ص: 226)
( وعن سفيان بن أبي زهير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يفتح اليمن قيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، ثم يفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، ثم يفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم ، والمدينة خير لهم )
هكذا كان الرسول صلى الله عنه يتكلم عن الفتوحات التي ستحدث بعد وفاته مباشرة
نستعرض الآن بعض الأحاديث التي تتكلم عن قرن الشيطان:
( وعن ابن عمر قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ، ثم أقبل على القوم ، فقال : اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا ، فقال رجل : والعراق يا رسول الله ، قال : من ثم يطلع قرن الشيطان ،
وتهيج الفتن )
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
( وعن ابن عباس قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا ، فقال رجل من القوم : يا نبي الله وعراقنا فقال : إن بها قرن الشيطان ، وتهيج الفتن وإن الجفاء بالمشرق )
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات
و استكمالا لما سبق00 العراق تهيج الفتن ، و فيها أو منها يخرج قرن الشيطان ، و فيها الزلازل والفتن ، و منها
مدينة تخسف في الأرض
( مسند عبد الله بن عمر ، ج: 1 ، ص: 40)
( حدثنا أبو أمية ، حدثنا محمد بن يزيد بن سنان ،حدثنا يزيد ، حدثنا أبو رزين ،عن أبي عبيد حاجب سليمان ، عن نافع ، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : اللهم بارك لنا في مكتنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا ، فقال رجل : يا رسول الله العراق ومصر ، فقال : هناك ينبت قرن الشيطان وثم الزلازل والفتن)
الموضوع يحتاج إلى دراسة أكبر و لكن هذا ما لدي و الله أعلم