<div align="center">الحلقة ( 4 ) .......... الحســــــــــــــــــاب و ما أدراك ما الحساب</div>
طال الانتظار و خشعت الابصار و منع الفرار .......لله يوما ..خسرت و ما ربحت فيه يد البطال..يوما من عظمه إذ الحوامل فيه يقذفن بالأحمال..يوما ترى الناس فيه سكارى من شدة الأهوال...
(
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ )
تمر الملائكة تترى...وكلما مر منهم فوج سألناهم افيكم ربنا ؟! ..فقالوا سبحان ربنا ما هو فينا و لكنه آتٍ من بعد ....
..
وبدأالحساب..فيبدأ بالأنبياء فيقول ماذا أجبتم...قالوا سبحانك لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب..وهم شاخصو الأبصار من هول السؤال و العرض..
(
فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ )
فيالشدة يوم تذهل فيه عقول الأنبياء و تنمحى علومهم...فكيف بالخطائين المسرفين المقصرين من مشهد يوم عظيم ؟!
وأقبلت الملائكة فنادونا واحدا واحدا..يافلان ابن فلانه..هلم إلى العرض...يالله..الآن الآن أعرض على الملك الجبار...إين المفر؟ ...كلا لا وزر إلى ربى يومئذ المستقر.....وقبيل الابتداء بالسؤال..يظهر نور العرش
(
وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ )
ذهبت بفؤاد مضطرب و لب طائر و فرائص مرتعده و جوارح مضطربه....
لقد اخذت الملائكة بعضدى....وأنا واقف بين يدى الله تعالى..قال ربى جل و علا..ألم انعم عليك بالشباب..ففيما أبليته..ألم أمهل لك فى العمر ففيما أفنيته..ألم أرزقك المال فمن أين أكسبته و فيم َ انفقته..ألم أكرمك بالعلم..فيما عملت بما علمت..
يابن آدم ادن منى..
فدنوت لرب العزة..بقلب خافق محزون و طرف خاشع ذليل و فؤاد منكسر و أعُطيت كتابى الذى لم يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها
(
وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )
..فكم من فاحشة نسيتها فتذكرتها..فليت شعرى..بأى قدم اقف بين يديه..وبأى لسان أجيب ..وبأى قلب أعقل ما أقول...فتذوكرت ذنوب الزمان جمعاء و قال ربى
يا عبدى..أما استحييت منى فبارزتنى بالقبيح و استحييت من خلقى فأظهرت لهم الجميل ...أكنت اهون عليك من سائر عبادى..استخففت بنظرى إليك...فلمَ استعظمت نظر غيرى..ألم أنعم عليك فماذا غرك بى..أظننت انى لا أراك و انك لا تلقانى..يابن آدم..الم اكن رقيبا على عينك و أنت تنظر بها إلى مالا يحل لك..ألم أكن رقيبا على أذنيك و انت تسمع بها ما حرمت...
حتى سألنى الله عن سائر اعضائى...اواه ..لقد تساقط لحم وجهى من الخجل و الخوف ...
فقال ربى خذوا هذا العبد السوء فغلوه..ثم الجحيم صلوه ....
بالله عليكم..اخبرونى..ما هذا الذى فعلته بنفسى؟!
(
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ )
والله لو بكت السموات و الأرض على لكان ذلك جديرا بعظم مصيبتى و شدة حسرتى...
ثم يقول الله تعالى يا جبريل أئتنى بالنار...
النار ..نار جهنم..تالله إن حرها شديد..وقعرها بعيد و مقامعها حديد..اخبرنى ..أشقى أنا الآن أم سعيد؟!...نعم إن هذا يوم الوعيد...يالله لهولها ..لقد جاءوا بها ..ان لها سبعون ألف زمام...مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها..انها تتقطع من الغيظ...وتنطق بمنطق الأكول الشره...تقول يارب هل من مزيد..
(
يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ )
و خرج من سعيرهاعنق أسود ..التقطنى لقط الطير الحب..وانطوى فى النار فابتلعتنى..ونودى أن شقاوة لا سعادة بعدها......فحقا للعين أن تبكى.<div align="center">
انتظروا البقية قريبا إن شاء الله.... </span> </div>
.................................................. ..........................................
<span style="color:#006600">يوم الحساب تتطول في شرحة الكتب و تختلف فى وصفه المراجع..ولذلك لم اذكر كل اهواله..وانما جزء يسير منه..واسأل الله السداد....فان أصبت فمن الله و إن اخطأت فمن نفسى و من الشيطان...