عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 20-09-2009, 01:50 AM
الصورة الرمزية أحمد كووول
أحمد كووول أحمد كووول غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 677
معدل تقييم المستوى: 17
أحمد كووول is on a distinguished road
افتراضي حكاية محمد علي باشا مع بدو سينا ...

حكاية محمد علي باشا مع بدو سينا ...


بدأت مصر مع بداية القرن التاسع عشر أحداثاً جديدة مع تولي محمد علي حكم مصر عام 1805 ، وكان أهمها إنشائه لمحافظة العريش عام 1810 ضمن التشكيلات الإدارية التي وضعها في هذا العام ، والتي كانت تمثل أول شكل إداري منظم في سيناء في العصر الحديث ، ولها اختصاصات وحدود إدارية ، ووضع تحت تصرف محافظ العريش قوة عسكرية لحماية حدود مصر الشرقية ، وقوة نظامية لحماية الأمن داخل المدينة. كما أنشأت نقطة جمركية ونقطة للحجر الصحي ( كورنتينة ) بالعريش . أما الطور فقد كانت تابعة إدارياً لمحافظة السويس، بينما أدخلت نخل ضمن إدارة القلاع الحجازية التي كانت تتبع قلم الروزنامة بالمالية المصرية .
وفي عام 1831 سير محمد علي جيشاً برياً وآخر بحرياً بقيادة ابنه الأكبر إبراهيم باشا إلي الشام ، وقد تألف هذا الجيش من 24 ألفاً من المشاة و 80 مدفعاً ، وكان من بين هذا الجيش عدد من بدو سيناء والشرقية الذين انضموا إلي هذه الحملة بلغ عددهم حوالي ألف وأربعمائة رجل .
واتخذ الجيش البري طريق العريش ، وقام إبراهيم باشا بالعديد من الإصلاحات في سيناء بهدف خدمة قواته ، فرمم بئر قطية وبئر العبد وبئر الشيخ زويد ، كما حركة البريد إلي غزة ، وجعل له محطات في بلبيس وقطية وبير العبد وبير المزار والعريش والشيخ زويد وخان يونس وغزة ، كما وضع حراسة علي آبار المياه علي طول طريق العريش . وعلي هذا لم يبد أهل سيناء أية ردود فعل سلبية إزاء حملة محمد علي في البداية بل رأيناهم علي العكس من ذلك شاركوا فيها .
لكن عند رجوع إبراهيم باشا من حملته علي الشام عام 1831 ثار عليه عربان السواركة والترابين فخربوا محطات البريد في الشيخ زويد وبير المزار ، فاضطر إبراهيم إلي قتالهم ، ووقعت معركة بين قواته وقوات الترابين والسواركة في عند وادي غزة ، فانهزمت قوات العربان وفروا إلي بئر السبع. وربما تكون الأسباب الحقيقية لتمرد هؤلاء العربان في سياسة محمد علي ذاتها ، حيث كان يريد إخضاع هؤلاء القبائل لسلطته ، حتي يوطد الأمن علي الطريق المؤدي إلي الشام ، خاصة وأنهم كانوا دائمي السلب والنهب للقوافل والتجار الذين يرتادون هذا الطريق .
وفي عام 1834 جهز محمد علي قوة من عربان أولاد علي بقيادة أحمد المقرحي شيخ القبيلة ، والشيخ هنداوي شيخ قبيلة الجميعات لوضع حد لعصيان عربان غزة ، فألحقت هذه القوات هزيمة ساحقة بعربان شمال سيناء وغزة ، ونهبت بيوتهم وماشيتهم، وقد منح محمد علي كل فرد من القبائل التي شاركت في الحملة 500 قرش مكافأة له علي هذا النصر الحاسم علي عربان غزة .
وعلي أية حال ، فإن التفسير المنطقي للتغير في موقف بدو سيناء من حملة محمد علي يرجع في الأساس إلي الأسلوب الذي تعامل به محمد علي مع هؤلاء البدو الذين كانوا ينتظرون منه المكافأة ، إلا أنه تعامل معهم بمنتهي الشدة والحزم ، في محاولته للمحافظة علي أمن الطريق البري بين مصر والشام والذي كان بمثابة الشريان الحيوي لقواته الموجودة في الشام خاصة مع عدم أمان الطريق البحري .

أخوووكم / أحمد كووول

مدرس رياضيات