نقلاً عن المصري اليوم 21/9/2009
الأطباء: مناعة الأطفال لا تحتمل.. والبيت أكثر أماناً
٢١/ ٩/ ٢٠٠٩تتزايد تحذيرات منظمة الصحة العالمية بضرورة الوقاية من «أنفلونزا الخنازير» خاصة على الأطفال والكهول، مما دفع الدولة لاستثناء شريحة سنية كبيرة من موسم العمرة هذا العام.
ورغم ذلك لاتزال دور الحضانة مستمرة فى العمل على مستوى الجمهورية مع العلم بأن دور الحضانة تضم عدداً كبيراً من الأطفال داخل فصول صغيرة واختلاطهم من خلال استخدام نفس الألعاب وأدوات الرسم والتلوين، وهو ما يخلق فرصاً كبيرة للتعرض للإصابة.
ويجمع عدد من الأطباء فى تخصصات مختلفة على استحالة السيطرة على الأطفال فى الفترة السنية بين عامين و٥ أعوام، وأن إمكانية تعرضهم للأنفلونزا داخل الحضانة كبيرة جداً بسبب نقص مناعتهم فى تلك المرحلة السنية.
ويقول الدكتور أحمد مدحت، أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس: «إن الأطفال أقل من ٥ سنوات مناعتهم أضعف من الإنسان فى مرحلة الشباب، لأن الجسم فى هذه المرحلة يستغل الغذاء الذى يحصل عليه فى تكوين الأنسجة بصورة أكبر من تدعيم المناعة، لذلك يصبح مرض الأنفلونزا فى العموم أخطر فى تلك المرحلة السنية، وأنفلونزا الخنازير على وجه الخصوص أشد ضراوة».
وأضاف: «الظروف الصحية والبيئية داخل المنزل أفضل كثيراً من دور الحضانة مهما بلغ الاهتمام بنظافتها ويمكن الاستدلال على ذلك بأن الطفل بمجرد دخوله دور الحضانة يبدأ فى احتضان فيروس الأنفلونزا وبمجرد شفائه يصاب بدور جديد نتيجة حركته الدائمة فى تلك المرحلة والاختلاط القوى، وأعتقد أنه لو كان أبنائى فى سن الحضانة لما سمحت لهم بالذهاب وأبقيت عليهم داخل البيت حفاظاً على سلامتهم».
أما الدكتور وائل أبوهندى أستاذ الطب النفسى بجامعة الزقازيق، فيقول: «يمكن إقناع الطفل بتجنب الآخرين أثناء زيارة منزلية لا تتعدى عدة ساعات، ولكن يصعب أن يظل هذا المفهوم متواجداً عند الطفل على مدار عام كامل يقضيه داخل دار الحضانة».
واستطرد: «أساس تلك المرحلة نفسياً للطفل هو اللعب وبالتالى فمن غير المريح إجباره أو منعه من مشاركة باقى زملائه من الأطفال فى اللعب لأن ذلك ضد طبيعته الفطرية كما أنه يقتل حالة الابتكار والإبداع بداخله».
ويوضح الدكتور أحمد النورى، أستاذ جراحة الصدر بكلية طب عين شمس، أن «الاختلاط العنيف، والزحام الكبير يعرضان الإنسان الطبيعى للمرض بسهولة، وهناك ضعف طبيعى فى المناعة نتيجة صغر السن أو فى الكهول، وضعف آخر نتيجة الإصابة بمرض السكرى أو العلاج بالكورتيزون، وتصبح تلك الفئات هى الأولى بالتطعيم، لذلك يكون الطفل داخل الحضانة معرضاً للإصابة بشكل كبير وإمكانية المضاعفات فيها محتملة بشكل كبير».
وعلى النقيض تشير الدكتورة هند على، المدرس المساعد بقسم الوبائيات فى طب قصر العينى، إلى أن الضجة المصاحبة للمرض مفتعلة بشدة وتقول: «على مستوى العالم، فإن شركات الأدوية هى المستفيد الأكبر من إثارة الذعر من أنفلونزا الخنازير، فهى أنفلونزا عادية مثل أى نوع آخر من الأنفلونزا، وللعلم فإن فيروس الأنفلونزا يتغير كل عام،
وفيروس هذا العام هو المسمى بأنفلونزا الخنازير، وتعريف الوباء بأنه المرض سريع الانتشار والذى يصيب عدداً كبيراً من البشر لذلك تغدو الأنفلونزا وباءً فى كل أشكالها، ومؤشر دلالة الخطورة الذى تم إعداده فى أبريل الماضى داخل قسم الوبائيات أثبت أن درجة خطورة المرض ضعيفة جداً».
__________________
|