سماسرة الصين يحتكرون الرخام المصري
الاهرام
الرخام المصري في خطر.. والخطر هذه المرة يأتي من سماسرة صينيين أدركوا قيمة هذا الكنز الثمين.. ومع فجر كل يوم يستنزفون الرخام المصري, ثم يقومون بتصديره, ويبيعونه بأسعار تقل عن مثيله المصري, لتصبح الاستثمارات المصرية في هذا المجال وقيمتها20 مليار جنيه, في مهب الريح, ولا يزال أصحاب الكنز الأصليون يصرخون ولا أحد يسمعهم.
إنها عملية تجريف منظمة لاستنزاف ثروة مصر من الرخام.. ففي السادسة صباحا, وربما قبلها, وعلي البوابة الفخمة لثالث أكبر منطقة صناعية للرخام في العالم.. يقف عشرات الصينيين لالتقاط سيارات نقل الرخام المصري الخام, التي تستعد لدخول مصانع شق الثعبان, يلوحون بالدولارات فتسكت كل الأصوات.. ويعلو صوت السماسرة الصينيين, بعد أن يحسموا الصفقات لمصلحتهم ويفوزوا بالرخام المصري, ويقيموا به صناعة عملاقة تحمل شعار صنع في الصين علي المنتج النهائي.
وبداية عملية الاستنزاف لثروة مصر من الرخام, كانت تتم عبر سماسرة صغار من الطلاب الذين يدرسون في مدينة البعوث, والذين لا يعرفون شيئا عن الرخام, لكنهم يقومون بشرائه بأقل سعر ممكن سواء كان الرخام خاما أو مصنعا, وتطورت الأمور حتي أصبح السماسرة الصينيون يقومون بعمليات منظمة للسطو علي الرخام المصري, وإعادة طرحه في الأسواق الخارجية, وتحول هؤلاء السماسرة الصغار إلي حيتان يبتلعون الرخام المصري, بينما صارت مصانع الرخام الوطنية تندب حظها العاثر!