
28-09-2009, 03:04 AM
|
مدرس بالأزهر الشريف
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 2,203
معدل تقييم المستوى: 19
|
|
ما حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المنتديات بصيغة( عطر دخولك بالصلاة على النبي الكريم) أو ( أذكر كفارة المجلس قبل أن تخرج)
أفتوني في أمري
اليست كالتذكير بالصلاة على الرسول؟ ما الفرق بينها و بين ما يعلق على أبواب المساجد لدعاء دخول المسجد، وعند المواضئ للتذكير بدعاء الوضوء، و عند الدخول أو الخروح من المنزل أو ما يعلق على ابواب المحلات و يقول حين يفتح الباب (أذكر الله يذكرك, و وحد الله) و عند دفن الميت (أدعوا لميتكم فأنه الآن يُسأل) و حين نذكر بعضنا عندما نقوم من مجلس بأن نقول, أذكروا دعاء المجلس
اليست كلها من التذكير؟ إذا لماذا الموجودة في المنتديات حرام و الثانيات حلال، خاصة أن الذي في المنتديات ليس فيه ذكر جماعي, كل واحد يأتي يقولها لوحده، أرجو منكم الإجابة فو الله أنه أمر يشغل بالي، و أتمنى بأن لا تتجاهلونني فانتم أقرب من لي
الشكر لله ثم لكم
الجواب: أعانك الله .
الجواب في سؤالك – حفظك الله – !
كيف ؟
ما ذُكِر في السؤال مِن أمور مشروعة لا يُسيغ أن يُلْحَق بها أمورا ليست مشروعة . فإنّ إلْحَاق الأمور غير المشروعة بالأمور المشروعة وتشبيهها بها هو مِن البِدَع .
لأن تعريف البِدعة : – كما يقول الإمام الشاطبي – مُضَاهاة الطريقة الشرعية . أي : مُشَابَهَة الطريقة الشرعية .
وهذا التعريف مُنْطَبِق على ما ها هنا مِن تسجيل الحضور بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بالاستغفار ، أو بِغيره من الأذكار التي لم يَأتِ في السنة التقييد بها ، ولا التوقيت بِذكرها .
بينما دعاء دخول المسجد مشروع ، وثابت في السنة ، ومثله التسمية على الوضوء ، وكذلك دخول الْمَنْزِل والْخُروج منه ، والدعاء للميت ؛ كل هذه جاءت بها الأحاديث . أما دخول المنتديات أو الخروج منها وتقييد ذلك بالأذكار لم تأتِ به السنة .
وليس كل أمْر مشروع تُشْرَع آحاده . فمثلا : الصلاة مشروعة ، وليست كل صلاة تكون مشروعة !فهناك صلوات حَكَم العلماء عليها بأنها صلوات مُبتَدَعة . ولا يجوز إحداث صلوات غير ما جاءت به الشريعة .
فإن فَعَل ذلك أحد ، فقد أساء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام مالك رحمه الله : من ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنة فقد اتـَّـهَم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فإن الله يقول : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا .
ثم إن مَن قَاسَ ما لم يُشرَع على ما شُرِع ، وقاس ما لم يَرِد على ما وَرَد ؛ فقد أخطأ في القياس ؛ لأن القياس لا مَدْخَل له هنا .. إذ القياس لا يدخل في العبادات .
قال الإمام القرطبي في تفسيره : : الأصول لا يُرَدّ بعضها إلى بعض قياسا ، وهذا ما لا خلاف فيه بين علماء الأمة ، وإنما تُرَدّ الفروع قياسا على الأصول .والله أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
|