( 4 )
جبريل عليه السلام
كان جبريل عليه السلام يقف على رأس الملائكة حين صدر إليهم الأمر الإلهي بالسجود لآدم
كان جبريل أول الساجدين
سجد الملائكة كلهم أجمعون
( إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين )
فوجئ جبريل بما حدث من إبليس وزادت دهشته
لم تكن هذه المرة الأولى التي يندهش فيها
كانت المرة الأولى حين تحدث الله أنه سيجعل في الأرض خليفة
خفيت عليه حكمة الخلافة ولكنه استسلم طائعاً وكتم دهشته
إن الأرض تموج بسفك الدماء
فهل يجعل الله من يفسد فيها ؟
سؤال ظل حتى الآن بلا جواب
ولكن عدم عثور جبريل على جواب لم يهز إيمانه ولا هز ذرة في كيانه
لا ريب أن لله حكمة عالية لا يعلمها ولا يعلمها سواه من الملائكة
أما الآن وبعد صدور الأمر الإلهي للملائكة بالسجود فقد سجد الملائكة كلهم بلا استئثناء
إلا واحداً ظل واقفاً دون أن يسجد
كان هذا المتمرد هو إبليس
يعلم جبريل أن إبليس ليس من الملائكة إنما هو من الجن ولكنه كان يقف مع الملائكة حين صدر إليهم الأمر بالسجود
فكيف تنفذ الرتب الأعلى أمراً وتتقاعس عنه الرتب الأصغر !
تساءل جبريل في نفسه
أيكون إبليس قد تمرد على الله ؟
احتشدت روح جبريل بغضب هائل
واستعد للبطش بإبليس
وانتظر من الله امراً بذلك
ولكن الله فاجأه بحديثه المباشر مع إبليس
( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين
قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
قال فاخرج منها فإنك رجيم وأن عليك لعنتي إلى يوم الدين
قال رب فانظرني إلى يوم يبعثون
قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم
قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين )
الكاتب
أحمد بهجت
- يتبع -