عرض مشاركة واحدة
  #77  
قديم 09-10-2009, 10:50 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي رب إنا ظلمنا أنفسنا و إلا تغفر لنا و ترحمنا نكن من الخاسرين

رسالة من حائرة:
أشعر اليوم بهم كبير و ضيق فى صدرى لم أشعر بهمن قبل ، لا أعلم لماذا تراءت صورتك أمامى فبعثت لك بتلكالرسالة
لم أشعر فى حياتى بالفشل مثلما أشعر فى هذهاللحظة ، بل أعترف أننى كنت دائما إنسانة فاشلة و لكن لم يكن لدى الشجاعة للإعترافبذلك حتى أمام نفسى ، دائما أجد مبررات و أعذار لفشلى .
لم أدخل فى مشروع يوما أو شئ أتعلمه و أتممتهفدائما أشبط بالأشياء فى أولها و بعد ذلك لا أعلم ما يعترينى من فتور تجاه هذااللذى بدأته
كل حياتى على هذاالمنوال .
****************************
كان ردي عليها تفنيد تلك الهموم :
أود لو أقول كلاماً جميلاً كما يقولون ، عن دنيا تصير رائعة عما قريب ، و لا عليك و ما إلى ذلك ، لكن أناملي تعرض عن ذاك و تخط التالي ، تشعر به تجاهك ، عقل المفكرة يقول أنه شفاء سؤالك ، هنيئاً مريئاً و لا ترديه ، بضاعتي لا تعرض في مكان آخر .
(اللهم يا فارج الهم و كاشف الغم ، مجيب دعوة المضطرين ، رحمن الدنيا و الآخرة ورحيمهما ، أنت ترحمنا رحمة تغنينا بها عمن سواك . ) ما علمنا للهم إلا الدعاء .
تلك التي تظن أنها عاشت عمرها كله ، دعني أذكرها أن عمرها الأبد ، أقرب شيء أفهمه متعلق بالأبدية هو المليار . عمرك مليار سنة بقدر زمن الأرض تقريباً . أي شيء من عمرك عشت يا حلوتي ، أنت لازلت جنيناً في علم الغيب ، لم يتشكل كيانك بعد ، و المولى يعطي ابن آدم أربعين عاماً أرضياً يحياها يرتكب فيها الأخطاء ألواناً شتى ، فإذا بلغ أشده ببلوغه الأربعين استخلفه في الأرض و أعطاه مهمة واضحة المعالم و ناوله ما يلائم تلك الوظيفة من ملكات كي ينفذها لا غيرها . مهمة يعلم قدر الله الحكيم العليم أنها تتكامل و مهام إخوانه كي يمكـّن لهم جميعاً في الأرض يعبدونه لا يشركون به شيئاً . و ستنفعه الأخطاء التي ارتكبها مسبقاً فيدرك الزلات قبل أن يقع و سوف لن يكرر الكثير منها ثانية . أما أنك قد عرفت نفسك الآن فحكمت عليها بالفشل فإنه علم مبني على جهل و حكم مبني على أنقاض الوهم زائلان ، أعفو عنهما حالياً حالما ننتهي من ترميم الفكر و نبني له أساساً جديداً دعائمه : (الأمر كله بيد الله ) و (أن الله يفعل ما يشاء) و (أن الله يخلق ما يشاء و يختار) و ( ما كان لهم الخيرة من أمرهم ) .