[العروبة2]

الجمهورية 12/10/2009 فيها مقال عجبني
احنا
يقدمها: فهمي عنبه


استعدادات المدارس لمواجهة أنفلونزا الخنازير حقيقية أحيانا.. وهمية في الغالب
هل يتحول تأجيل الدراسة إلي مطلب شعبي؟
متابعة - محمد طلعت عوض
بدأ القلق يساور أولياء الأمور منذ أن تم الإعلان عن ظهور إصابات بأنفلونزا الخنازير في المدارس والكليات الجامعية.. صحيح أن تحركا سريعا جاء من وزارتي الصحة والتربية والتعليم لاحتواء الوضع وتم غلق فصول في المدارس التي ظهر بها المرض مع عزل التلاميذ أو طلبة الكليات وتوقيع الكشف الطبي علي المخالطين ولكن المسألة أصبحت حساسة جداً فلا يوجد عند كل أب وأم أغلي من "الضني" وإذا كانت هناك بعض المدارس قد كانت علي مستوي المسئولية من حيث الاهتمام بمستوي النظافة واتخاذ الاحتياطيات اللازمة لمواجهة انتشار المرض فإن علينا الاعتراف بأن أغلبية المدارس للأسف لم تتحرك وغاب عنها أن تقوم بتوعية الطلاب وارشادهم عما يجب أن يفعلوه للوقاية.. وهناك مدارس طالبت أولياء الأمور بإحضار معدات النظافة.. وما بين المدارس الملتزمة والمثالية وغيرها من المدارس التي "خارج الخدمة" سواء لضعف إمكانياتها أو لعدم كفاءة إداراتها فإن القلق الذي أصبحت فيه الأسر المصرية قد يصل بهم في لحظة لإعلان أنهم يفضلون تأجيل الدراسة حتي تتضح الرؤية.
قال محمد محمد السيد "موظف" من الجيزة إنه لا يوجد عمال نظافة في المدارس ولم يتم تعيين 150 ألف عامل نظافة في المدارس كما صرح من قبل رئيس الوزراء بأنه سيتم تعيينهم للحفاظ علي نظافة المدارس بل نجد أن هناك العديد من المدارس يجبرون الطلاب علي تنظيف المدرسة ودورات المياه في ظل النقص العددي لعمال النظافة.
وقال صابر السيد من محافظة سوهاج إن هناك مشكلة أخري تواجه العديد من المدارس وهي قلة تواجد الزائرين الصحيين الذين تحاولون توضيح الأمور الصحية للطلاب وارشادهم ليتجنبوا الإصابة بالمرض وللأسف فإن ذلك غائب عن كافة مدارس سوهاج وبصفة خاصة في القري.
أوضح درويش السيد الموظف بالجيزة أنه لا يوجد مراكز استقبال لأي حالة من الحالات وعند ظهور أي حالة يقوم الطبيب بإعطائها إجازة لمدة أسبوع ثم بعد ذلك تحضر إلي المدرسة وإذا استمر التعب يقوم بارسال الحالة إلي أي مستشفي فهل ذلك اسلوب صحيح؟؟
يقول عنتر خميس مهندس لدي ثلاثة أبناء إثنان حصلا علي الثانوية العامة من مدرسة أحمد لطفي السيد بالهرم والثالث في الصف الأول الثانوي هذا العام واشاهد المدرسة في تطور مستمر كل عام لذلك حرصت علي إلحاق إبني بالمدرسة ورأيت في بداية العام الدراسي مدي الاهتمام بالنظافة والمتابعة الجيدة من المسئولين والكشف اليومي علي الطلاب وتوعيتهم من أول اليوم الدراسي عن أخطار مرض أنفلونزا الخنازير وطرق الوقاية منه.
يضيف عامر مصطفي "موظف" أن مدرسة أحمد لطفي تعتبر من أفضل المدارس في الجيزة من حيث الاهتمام بالعملية التعليمية وذلك بفضل نخبة المدرسين المتواجدين وبالنسبة لاهتمام المدرسة بالطلاب خاصة من مرض أنفلونزا الخنازير دخلت أول يوم دراسي مع إبني ووجدت الفصول نظيفة جداً ودورات المياه علي مستوي جيد بخلاف اللوحات الارشادية المعلنة في كل مكان لتوعية الطلاب بجانب حجرة مجهزة طبياً لاستقبال أي حالة اشتباه.
عفاف سلطان ولي أمر طالب تقول لدي ابناء في المرحلة الابتدائية إلا إنني لم اشاهد الاهتمام بنظافة المدرسة الابتدائية وتوعية الطلاب من أخطار مرض الأنفلونزا كما هو موجود مع إبني في مدرسة أحمد لطفي الثانوية من حيث النظافة ورش الفصول يوميا بالمطهر والرعاية الجيدة والتوعية اليومية والتركيز علي عدم الاختلاط مع تقليل كثافة الفصول.
"إحنا" قابلنا المسئول الأول عن المدرسة هلال شاهين قال.. هذا العام يختلف تماما عن الأعوام السابقة ونعمل جميعاً ليل نهار من أجل الطالب الذي هو في المقام الأول من اهتمامنا وواجهتنا بعض الصعوبات لكننا تغلبنا عليها وتم عمل الإجراءات اللازمة لمواجهة مرض أنفلونزا الخنازير وتم تجديد دورات المياه بالمدرسة وإقامة خط صرف صحي متكامل وتجهيز حجرة ملحقة بالوحدة الصحية لمواجهة أي حالة ويتم يوميا رش الفصول بالمطهرات بخلاف التوعية اليومية للطلاب عن المرض وأعراضه ومخاطرة وكيفية الوقاية.
علي الجانب الآخر نجد مدارس دون المستوي من حيث النظافة واللامبالاة مع وجود اكوام الزبالة دون تحرك المسئولين.
يقول مصطفي أمين "موظف" إن مستوي النظافة بمدرسة ابتدائية تابعة لإدارة العمرانية غير كاف لأولادنا خصوصا أن أعمارهم صغيرة وغير مدركين بما يحدث صحيح أن المدرسة خفضت نسبة الحضور وأصبحت ثلاثة أيام في الاسبوع إلا أن عملية التوعية بالمدرسة من مخاطر المرض قليلة وتحتاج إلي بذل مجهود أكبر والاهتمام بنظافة المدرسة وخاصة دورات المياه.
سناء صابر ولي أمر طالبة تقول بجانب مدرسة حوض الجزائر الابتدائية بالعمرانية أراضي زراعية وتم تخصيص جزء منها كحظيرة لتربية المواشي وهي ملاصقة لسور المدرسة وتفوح منها رائحة كريهة بخلاف المخلفات التي تخرج من وراء المواشي وتتراكم عليها الحشرات الضارة.
طالبنا إدارة المدرسة بالتنبيه علي أصحاب الأرض بنقلها إلي مكان آخر لأنها خطر علي صحة أولادنا قالوا حاولنا كثيرا معهم ومع المسئولين بمحافظة الجيزة دون فائدة.. ونتسأل ما ذنب أولادنا؟
أكد حمادة علي من سوهاج أن مختلف المدارس في القري والمراكز بسوهاج تفتقد إلي المتابعة المستمرة من مسئولي التعليم والصحة مما ينذر بحدوث كوارث صحية في هذه المدارس إذا لم يتم تدارك الأمر ومتابعة ابنائنا الطلاب في هذه المدارس وارشادهم جيداً للابتعاد عن خطر الأمراض.
أوضح الدكتور أحمد بيومي الاستاذ بجامعة الأزهر أن المدارس بأكملها تتعامل بتلقائية وكأنه لا يوجد طوارئ أو خطورة من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير حيث لا توجد متابعة من المسئولين بالوزارة علي مدارس الجيزة سواء الحكومية أو حتي الخاصة وتركوا أولياء الأمور تحت رحمة مديري وأصحاب هذه المدارس فأصبح التلميذ يقوم بإحضار كل شيء سواء الكمامات أو الديتول والصابون وحتي "المقشات" يحضرها التلاميذ علي حسابهم الخاص ورغم كل ذلك لا توجد أيضا متابعة لترشدهم وتوعيتهم بخطورة إنتشار هذا المرض وهذا ليس في الجيزة فقط وإنما في مختلف المحافظات مثل سوهاج وأسيوط وإسكندرية وغيرها من المحافظات.
وائل صلاح الدين مدير مدرسة خاصة ببولاق الدكرور قال إن هذا العام الدراسي يشهد استعدادات خاصة بسبب انتشار مرض أنفلونزا الخنازير علي مستوي العالم حيث تم تقسيم التلاميذ في المدرسة إلي مجموعتين "أ. ب" المجموعة الأولي تأتي أيام السبت والاثنين والاربعاء والمجموعة الثانية أيام الاحد والثلاثاء والخميس وهذا التقسيم قلل الكثافة الطلابية بالمدرسة وأصبح كل تلميذ يجلس علي مدرج منفصل بالإضافة إلي أن الفصول جيدة التهوية وبها مراوح وذلك تجنبا لأي ضرر علي الطلاب مؤكداً أن الاهتمام بالطلاب ينبع من ضمير المسئول في ظل هذه الظروف.
أوضح أنه قام بتخصيص حجرة بالمدرسة ليتم عزل أي طالب فيها يشعر بأعراض المرض بالإضافة إلي تواجد طبيب باستمرار علي نفقة المدرسة حفاظا علي ابنائنا الطلاب..
قال إن هناك رعاية واهتمام خاص من وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة ومدير الإدارة ويتمني أن يقوم الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم بزيارة مدارس بولاق الدكرور ليشاهد بنفسه حقيقة ما يحدث بها ويشعر أهالي الحي بأنهم في بؤرة الاهتمام.
يقول مصطفي فايد من القاهرة إننا نطالب بتدخل الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء والدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم لضمان استمرار متابعة المدارس. ودراسة تأجيل الدراسة إذا ازدادت حالات الإصابة حفاظا علي صحة جيل كامل من أبناء مصر المستقبل.