عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 12-10-2009, 04:12 AM
الصورة الرمزية hazem_ayman
hazem_ayman hazem_ayman غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
العمر: 33
المشاركات: 1,750
معدل تقييم المستوى: 19
hazem_ayman is on a distinguished road
افتراضي

سقوط برلين وانتحار هتلر ..
نهاية مأساوية للحرب العالمية




في أواخر عام 1944 بدأت ألمانيا تترنح تحت ضربات الجيوش السوفيتية من الشرق وجيوش بقية الحلفاء وعلي رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية من الغرب ،وبدت برلين جائزة كبري لمن يسبق إلي الوصول إليها واحتلالها .
وكان الزعيم السوفيتي ( جوزيف ستالين) أكثر إصراراً علي احتلالها ، وكان سكان برلين هم ضحايا هذا السباق الوحشي ، فقد ظلو يتعرضون للغارات الأمريكية والبريطانية ليل نهار حتى تحولت مدينتهم إلي أنقاض متناثرة تسد الطرقات ،وحرموا من المياة والكهرباء والغذاء ومع اقتراب الجيوش السوفيتية شاركت المدافع في دك العاصمة الالمانية وتحطيم ما تبقي بها من دفاعات ، وفي نفس الوقت كان أعضاء الحزب النازي يقومون بإعدام سكان المدينة الذين يظهرون أدني قدر من الضعف او يحاولون الهرب واستخدام الصبيان في سن الرابعة عشر فوق الدراجات لشن هجمات انتحارية علي الدبابات السوفيتية المتقدمة .


وكان لدي الجيش الأحمر الكثير لينتقم فالجنود الروس تذكرو ما حدث لمدنهم وقراهم علي أيدي الغزاة الألمان

في بداية الحرب ، وكان علي الألمان المدنيين أن يدفعو ثمن بطش جنودهم علي الأراضي الروسية .

وسحقت جنازير الدبابات السوفيتية الالآف اللآجئيين الذين كانو يسيرون صفوفاً في الطرق الخارجة من برلين

وأغتصب الجنود السوفييت عشرات الالآف من السيدات والفتيات الألمان وكان من بينهم تسعة الآف سكرتيرة تعملن في دار المستشارية الألمانية ولقي مئات الالآف من السيدات والأطفال مصرعهم بعد أن تجمدو من البرد نتيجة اختفاء الوقود والأخشاب والأغذية ، وفر نحو سبعة ملايين من المدنيين الألمان إلي الغرب بعد أن سمعو بمصير اخوانهم وما لاقوه علي ايدي قوات ستالين .

حصار هتلر
وكان الزعيم النازي محصوراً داخل حصنه الخرساني تحت الأرض ويصدر أوامر جنونية وعفوية للباقيين حوله

وبالطبع فقد كان يشعر بمرارة الفشل لأنه بعد سنوات من الحروب الطاحنة لم يستطع النظام النازي سحق البلشيفية والشيوعية بل جاء بالجيش الأحمر إلي أبواب العاصمة.

وفي 30 ابريل 1945 إنتحر هتلر وعشيقته إيفا براون داخل الحصن ، وفي نفس الوقت الذي دخلت فيه القوات السوفيتية برلين قام أعضاء الحزب النازي والشبيبة الهتلرية بقتل مئات المدنيين ممن حاولو رفعالرايات البيضاء للأستسلام .

وقام الجنرال أيزنهاور قائد قوات الحلفاء بوقف تقدم جيوشه من الغربعند نهر إلبه ، أما ستالين فقد أصدر أوامره بالتقدم لأحتلال برلين مدفوعا بالأعتقاد بوجود مواد نووية في معهد القيصر وهو ما ثبت عدم صحته فيما بعد .



المدنييون يدفعون الثمن




كان الغذاء قليلاً والتوتر شديداً ، وحوّلت الغارات البريطانية ليلاً والامريكية نهاراً شوارع المدينة إلي أنقاض وأصبحت الفكاهة الحزينة المنتشرة هي ان أفضل هدية في عيد الميلاد هي الكفن ، وكانت بوابات المنازل المتهدمة تحمل رسائل الي الابناء العائدين من الجبهة ان الاسرة بخير وتقيم في مكان آخر وهناك منشورات من الحزب النازي تحذر من ان عقوبة اعمال السلب والنهب هي الإعدام

لم يكن هناك عدد كاف من الملآجئ لسكان برلين لذا كانت الملاجئ مزدحمة واجواؤها خانقة وبخار الماء الناتج عن التنفس يتجمع في السقف ويتساقط قطراتعلي الرؤؤس و حيث كان الملجأ مصمم لأستقبال الف وخمسمائة شخص لكنه كان يتكدس بثلاثة اضعاف هذا العدد ، وتعلم الالمان كيفية قياس نسبة الاكسجين داخل الملجأ وعندما تنطفئ الشمعة الموضوعة علي الارض يتم حمل الاطفال علي الأكتاف وعندما تنطفئ الشمعة الموضوعة علي الكرسي يتم إخراج عدد من الناس ، وعندما تنطفئ الشمعة الموضوعة علي مستوى الذقن يتم إخلاء الجميع مهما كان عنف الغارات في الخارج بدلا من الموت إختناقاً .



فزع السكان



وتوّلد لدي سكان برلين نوع من الخوف تجاه الغزاة القادمين من الجنس السلافي وتحول إلي كراهية شديدة ،واستغل جهاز الدعايا الذي يرأسه جوبلز واقعة دخول الجيش الأحمر في الخريف السابق لمنطقة شرق بروسيا وإقتحام قرية نمر سدروف وقتل وإغتصاب سكانها لزيادة هذه الكراهية ، وكذلك أدت الغارات الجوية إلي إستقطاب سكان برلين بين أقلية متشددة تؤيد النظام النازي ، وأغلبية مستسلمة قد أرهقتها الحرب حيث كانت برلين معروفة بمعارضتها للحزب الحاكم ، وأصيب معظم المعارضيين بالرعب بعد فشل محاولة إغتيال ادولف هتلر الزعيم النازي



ومع تعرض الحدود الألمانية لخطر الغزو من الشرق والغرب ظل الجميع يعيشون علي الأكاذيب التي يطلقها جوبلز بأن هتلر لديه اسلحة سرية سوف يطلقها في الوقت المناسب لسحق الاعداء وكانو يؤكدون لبعضهم البعض انه لا مكان لليأس !

وفي 16 ديسمبر 1944 شنّت القوات الألمانية هجوم الأردين علي الجبهة الغربية الذي خطط له هتلر طويلاً وأحيا هذا الهجوم الروح المعنوية واعتقد أنصار هتلر ان المائدة إنقلبت علي رؤؤس الحلفاء وسرت الشائعة بأن الحسش الامريكي الاول استسلم بالكامل وأسر جميع أفراده بعد استخدام سلاح سري عبارة عن غاز مخدر ، وظنو أنه سيتم الانتقام لكل المعاناه التي تحملتها ألمانيا وان باريس التي أخطؤ بالحفاظ عليها سليمة في حين دُمّرت برلين بالغارات الجوية سيتم إحتلالها وإصلاح هذا الخطأ .





لكن القيادة العليا للجيش الألماني لم تكن تشارك أنصار هتلر في حماسهم تجاه الهجوم المضاد في الغرب وكان كبار الضباط في رئاسة الاركان يخشون ان يؤدي هذا التحوّل الأستراتيجي في مسار الحرب إلي إضعاف الجبهة الشرقية في لحظات حاسمة .

زكانت الخطة في الواقع طموحة للغاية حيث تصدّر جيش البانزر الخامس والسادس هجوم الأردين بدباباتهم القوية من طراز (تايجر ) لكن نقص الوقود حال دون الوصول الي الهدف وهو مستودعات الحلفاء في أنتورب .




روزفلت وتشرشل





كان هتلر يحلم بإخضاع الرئيس الأمريكي روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل لشروطه ، ورفض في نفس الوقت أي إقتراح بألاتصال مع الزعيم السوفيتي ستالين الذي كان يعتقد انه لا يريد سوى إبادة وتدمير ألمانية النازية ، وكانت شخصيته الحادة تمنعه من طلب السلام في الوقت الذي تنهزم فيه جيوشه علي أرض المعركة.

لذا فقد كان الأنتصار في معركة الأردين حتمياً في نظره لإعادة التوازن قبل ان تنتهي الحرب ..

لكن تحسُن الأحوال الجوية كان من سوء حظ هتلر حيث قام الحلفاء بإعادة الهجوم بإستخدام القوات الجوية لإيقاف تقدم فرق البانزر المتفوقة ، وهكذا حل عيد الميلاد علي برلين دون أن تحقق آخر امال سكانها بحدوث تحسن في وضع بلادهم العسكري خلال الحرب .



وكان هتلر ينتقل بقطارة المدرّع بين عدد من حصونه المنيعة وفي 20 نوفمبر 1944 ترك لآخر مرة حصنه المسمي (( عرين الذئب )) في شرق بروسيا وأقام في الحصن المسمي ((عش النسر )) في غابة زيجنبرج قرب فرانكفورت ، ثم عاد الي حصنه الاكبر في برلين وبعد ضياع حلم انتصار الأردين أشارت تقارير المخابرات الي أن الجيش الأحمر يستعد لشن هجومه الكبير في إتجاه برلين إنطلاقاً من خط نهر فستولا ، وكان الحيش الاحمر متفوقاً في المشاة بنسبة 11 : 1 وفي الدبابات بنسبة 7 : 1 وفي المدفعية بنسبة 20 : 1 وهذا الي جانب تفوقه المماثل في الطيران بنفس النسبة للمدفعية .



وأدي نقل قوات البانزر الي الغرب وتدميرها في هجوم الأردين الفاشل الي هذا الوضع المزري علي الجبهة الشرقية و إضعاف خطوط الدفاع عن العاصمة برلين .

وعاشت برلين اسابيع عصيبة من أوائل يناير حتي سقوطها في ايدي الجيش الاحمر في مايو 1945



وكانت اجهزة الدعاية الالمانيه تؤكد للسكان أن الإستسلام للروس يعني الإغتصاب والقتل ، وللأسف فقد كانت هذه الأجهزة صادقة في هذا القول لأن هذا ما حدث بالفعل لأغلبية المواطنين في العاصمة الألمانية




وأسوء حقائق الحرب هو ان المدنيين هم الذين يعانون اكثر من غيرهم ، أما الزعماء الذين يتسببون في نشوء الحرب فإنهم يفلتون من العواقب ، فقد كان الزعماء النازييون يأمرون ويرغمون المدافعيين علي القتال حتي آخر رجل ويهددونهم بإلاعدام بتهمة الجبن ، ثم فر هؤلاء الزعماء في النهاية
__________________



رد مع اقتباس