مَا ذكرَهُ الشَّعْرَانِيُّ - مَنْقبَة ً- في«طبَقاتِهِ»(1/160) لإسْمَاعِيْل ِ بْن ِ يُوْسُفَ الأَنبابيِّ ، أَحَدِ المتصَوِّفةِ القائِمِينَ بَعْدَ البدَوِيِّ : أَنَّ إسْمَاعِيْلَ هَذَا ، كانَ يَزْعُمُ أَنهُ يرَى اللوْحَ المحْفوْظ ! وَيَقوْلُ لِلنَّاس ِ:«يَقعُ كذَا وَكذَا» فيَجِيءُ الأَمْرُ كمَا قالَ !
حَتَّى أَنهُ لمّا بَلغَ أَمْرُ هَذَا الضّال ِ أَحَدَ عُلمَاءِ المالِكِيَّةِ بمصْرَ: أَفتى بتعْزِيرِهِ ، فبلغهُ الخبَرُ ، فزَعَمَ : أَنَّ مِمّا رَآهُ في اللوْحِ المحْفوْظِ أَنَّ هَذَا القاضِي يَغْرَقُ في بَحْرِ الفرَاتِ ، فغرِقَ فِيْه !
وَلا شَك َّ أَنَّ هَذَا - إنْ صَحَّ - فهُوَ مِمّا تُوْحِيْهِ الشَّيَاطِينُ إلىَ أَوْلِيَائِهمْ مِنَ الكهنةِ مِنْ أُمُوْرِ الغيْبِ ، كمَا قالَ سُبْحَانهُ عَن ِ الجِنِّ: { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً }.
وَقالَ: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإٍ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ}.
وَرَوَى الإمَامُ أَحْمَدُ في«مُسْنَدِهِ»(6/87) وَالبخارِيُّ في«صَحِيْحِهِ» (5762)،(6213)،(7561) وَمُسْلِمٌ(2228) عَنْ عَائِشَة َ رَضِيَ الله ُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالتْ سَأَلَ أُناسٌ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن ِالكهّان ِ، فقالَ لهمْ رَسُوْلُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«ليْسُوْا بشَيْءٍ».
فقالوْا: يَا رَسُوْلَ اللهِ ، إنهُمْ يحَدِّثوْنَ أَحْيَانا باِلشَّيْءِ يَكوْنُ حَقا ؟!
فقالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«تِلك َ الكلِمة ُ مِنَ الحقِّ يَخْطفهَا الجنيُّ ، فيقرُّهَا في أُذن ِ وَليِّهِ قرَّ الدَّجَاجَةِ ، فيَخلِطوْنَ فِيْهَا أَكثرَ مِنْ مِئَةِ كذِبة»).
وَأَمّا مَن ِادَّعَى عِلمَ الغيْبِ : فهُوَ كافِرٌ مُرْتدٌّ ، وَلا يَعْلمُ الغيْبَ إلا َّ الله ُ سُبْحَانهُ وَتَعَالىَ ، كمَا قالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.
وَقالَ: { وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }.
وَقالَ: { وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنْتَظِرِينَ }.
وَقالَ: { قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } ، وَسَيَأْتِي بمَشِيْئَةِ اللهِ مَزِيدُ تفصِيْل ٍ(ص327-336) لهِذَا وَبيان .
فصل
ثمَّ ذكرَ الشَّعْرَانِيُّ أَيضًا(1/161): أَنَّ مِنْ أَصْحَابِ البدَوِيِّ (مُحَمَّدًا قمرَ الدَّوْلة).
وَلمْ تَكنْ صُحْبتهُ لهُ عَنْ مُلازَمَةٍ ، وَإنمَا أَتتهُ هَذِهِ الصُّحْبَة ُ وَهَذَا الفضْلُ مِنْ شُرْبهِ لِمَاءِ بطيْخةٍ كانَ قدْ شَرِبهُ البدَوِيُّ ثمَّ تقيَّأَهُ ! في حِين ِ غيْبَةٍ مِنْ أَصْحَابه .
فكانَ بهَذَا مِنْ خَاصَّةِ البدَوِيِّ ! حَتَّى قالَ فِيْهِ بَعْدَ شُرْبهِ قيْئَهُ أَنتَ قمرُ دَوْلةِ أَصْحَابي) !
فلمّا عَادَ أَصْحَابُ البدَوِيِّ ، وَعَلِمُوْا بخبرِ قمَرِ الدَّوْلةِ مَعَ البدَوِيِّ حَسَدُوْهُ ! حَتَّى أَنَّ عَبْدَ العَال ِ- أَحْدَ كِبَارِ مُرِيْدِي البدَوِيِّ ، وَالقائِمَ بَعْدَهُ مَكانهُ - طلبَ قمَرَ الدَّوْلةِ لِيقتلهُ ! حَسَدًا لهُ عَلى مَكانتِهِ هَذِهِ مِنَ البدَوِيِّ ! لكِنَّهُ لمْ يَظفرْ بهِ ، فعثرَتْ فرَسُ قمَرِ الدَّوْلةِ بهِ - وَهُمْ في طلبهِ - فسَقط َ في بئْرٍ ، فوَقفَ عَبْدُ العَال ِ وَمَنْ مَعَهُ عَلى البئْرِ يَنْتَظِرُوْنَ قمَرَ الدَّوْلةِ لِيَخْرُجَ لِيَقتلوْهُ ، فلمْ يَخْرُجْ ! ثمَّ عَلِمُوْا بخرُوْجِهِ مِنْ بئْرٍ أُخْرَى في قرْيةٍ بَعِيْدَة ! فلمْ يَطلبوْهُ بَعْدَهَا .
وَذكرَ الشَّعْرَانِيُّ عَنْ نفسِهِ -هُوَ- في«طبقاتِهِ» في تَرْجَمَةِ البَدَوِيِّ (1/161): أَنَّ شَيْخَهُ محمَّدًا الشِّنّاوِيَّ ، قدْ أَخَذَ عَليْهِ العَهْدَ عِنْدَ ضَرِيْحِ البَدَوِيِّ تَحْتَ قبتِهِ ، وَطلبَ الشِّنّاوِيُّ مِنَ البَدَوِيِّ : أَنْ يَكوْنَ الشَّعْرَانِيُّ تَحْتَ نظرِ البَدَوِيِّ وَرِعَايتِه !
فسَمِعُوْا عِنْدَهَا صَوْتَ البَدَوِيِّ مِنْ ضَرِيْحِهِ يُجِيْبُهُمْ أَنْ نَعَمْ ! ثمَّ أَخْرَجَ إليْهمْ يَدَهُ فصَافحَ الشَّعْرَانِيَّ وَقبَضَ عَلى يَدِه !
لِذَا كانَ الشَّعْرَانِيُّ مُلازِمًا حُضُوْرَ مَوْلِدِ البَدَوِيِّ كلَّ سَنةٍ لا يَغِيْبُ عَنْه .
وَزَعَمَ عَبْدُ الوَهّابِ الشَّعْرَانِيُّ في تَرْجَمَةِ البَدَوِيِّ مَزَاعِمَ خُرَافِيَّة ً كثِيرَة ً(1/161):
مِنْهَا : أَنَّ أَحَدَ المتصَوِّفةِ أَضَافهُ وَدَعَى في ضِيَافتِهِ الأَوْلِيَاءَ الأَحْيَاءَ مِنْهُمْ وَالأَمْوَات !
وَمِنْهَا : أَنهُ تخلفَ سنة َ(948ه) عَنْ مِيْعَادِ حُضُوْرِ مَوْلِدِ البَدَوِيِّ ، فأَخْبرَهُ بَعْضُ الأَوْلِيَاءِ - بزَعْمِهِ - مِمَّنْ حَضَرَ مَوْلِدَ البَدَوِيِّ : أَنَّ البَدَوِيَّ ذلِك َ اليوْمَ كانَ يَكشِفُ السِّتْرَ عَنْ ضَرِيْحِهِ وَيَقوْلُ أَبْطأَ عَبْدُ الوَهّابِ مَا جَاءَ) !
وَمِنْهَا : أَنَّ الشَّعْرَانِيَّ أَرَادَ في سَنةٍ مِنَ السِّنِين ِ التخلفَ عَنْ مَوْلِدِ البَدَوِيِّ ، فرَأَى البَدَوِيَّ وَمَعَهُ جَرِيْدَة ٌ خَضْرَاءُ ! وَهُوَ يَدْعُو النّاسَ مِنْ سَائِرِ الأَقطارِ إلىَ مَوْلِدِهِ ، وَالنّاسُ خَلفهُ وَيَمِيْنَهُ وَشِمَالهُ أُمَمٌ لا يُحْصَوْن .
ثمَّ إنَّ البدَوِيَّ أَرَى الشَّعْرَانِيَّ خَلقا كثِيرًا مِنَ الأَوْلِيَاءِ وَغيرِهِمْ مِنَ الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ مِنَ الشُّيُوْخِ وَالزَّمْنَى بأَكفانِهمْ يَمْشُوْنَ وَيَزْحَفوْنَ ، وَآخَرِيْنَ مِنَ الأَسْرَى جَاءُوْا مَعَهُ مِنْ بلادِ الإفرَنجِ مُقيَّدِيْنَ مَغْلوْلِينَ يَزْحَفوْنَ عَلى مَقاعِدِهِمْ !
فقوِيَ عَزْمُ الشَّعْرَانِيِّ بَعْدَهَا عَلى الحضُوْرِ ، وَوَعَدَ البَدَوِيَّ بذلك ، إلا َّ أَنَّ البَدَوِيَّ أَبى ! وَلمْ تَطِبْ نفسُهُ حَتَّى أَقامَ عَلى الشَّعْرَانِيِّ سَبْعَيْن ِ عَظِيْمَيْن ِ أَسْوَدَيْن ِ كالأَفيال ِ! وَقالَ البدَوِيُّ لهذَيْن ِ السَّبْعَيْن ِ لا تفارِقاهُ حَتَّى تَحْضُرَا به)! كذَا زَعَمَ الشَّعْرَانِيُّ في«طبقاتِه».
وَلا شَك َّ أَنَّ هَذَا الشَّيْطانَ أَقامَ عَليْهِ شَيْطانين ِ خَشْيَة ً مِنْ تخلفِهِ عَنْ مَسَالِكِ الحثالةِ ، وَمَهَاوِي الرَّدَى وَالضَّلالة .
وَمِنْهَا : أَنَّ الشَّعْرَانِيَّ زَعَمَ أَنَّ البَدَوِيَّ بَعْدَ مَوْتِهِ عَاتبَ محمَّدًا السَّرَوِيَّ - أَحَدَ المتصَوِّفةِ - لمّا غابَ عَنْ مَوْلِدِهِ وَقالَ لهُ مَوْضِعٌ يَحْضُرُ فِيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَنبيَاءُ عَليْهمُ الصَّلاة ُ وَالسَّلامُ مَعَهُ ، وَأَصْحَابُهُمْ وَالأَوْلِيَاءُ : مَا تَحْضُرُه؟!).
وَمِنْهَا : أَنَّ الشَّعْرَانِيَّ زَعَمَ أَنهُ وَصَاحِبٌ لهُ لقِيَا في يَوْمِ سَبْتٍ وَلِيًّا مِنْ أَوْلِيَاءِ الهِنْدِ بزَعْمِهمْ بمصْرَ ، فأَضَافاهُ وَمَنْ مَعَهُ - وَكانوْا عَشرَة ً - وَسَأَلاهُ عَنْ أَمْرِهِ : فأَخْبرَهُمْ أَنهُ كانَ ليْلة َالأَرْبعَاءِ عِنْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المدِينةِ ! وَليْلة َ الخمِيْس ِ عِنْدَ قبْرِ الشَّيْخِ عَبْدِ القادِرِ في العِرَاق ِ! وَليْلة َ الجمُعةِ عِنْدَ البَدَوِيّ !
فتعَجَّبَا مِنْ ذلِك َ فقالَ لهمُ الهِنْدِيُّ الدُّنيا كلهَا خُطوَة ٌ عِنْدَ أَوْلِيَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ).
وَمِنْهَا : مَا رَوَاهُ الشَّعْرَانِيُّ في«طبَقاتِهِ»(1/162) عَنْ شَيْخِهِ مُحََمَّدٍ الشِّنّاوِيِّ أَنهُ قالَ إنَّ شَخْصًا أَنكرَ حُضُوْرَ مَوْلِدِ البَدَوِيِّ فسُلِبَ الإيْمَانَ ! فلمْ يَكنْ فِيْهِ شَعْرَة ٌ تحِنُّ إلىَ دِيْن ِ الإسْلام !
فاسْتَغاثَ بسَيِّدِي أَحْمَدَ فقالَ لهُ:«بشَرْطِ أَنْ لا تَعُوْدَ».
فقالَ : نعَم . فرَدَّ عَليْهِ ثوْبَ إيمَانِه)اه.
وَهَذِهِ الخرَافاتُ لا ترُوْجُ إلا َّ عَلى فاسِدِ عَقل ٍ، مُضَيَّعِ الدِّين ِ، وَمَا زَالَ أَئِمَّة ُ الإسْلامِ يُنْكِرُوْنَ عَلى المتصَوِّفةِ وَالجهّال ِ إقامَة َ الموَالِدِ البدْعِيَّةِ ، وَمِنْهَا : مَا يسَمُّوْنهُ الموْلدَ النبوِيَّ ! وَلمْ ينْزِلْ بهمْ مَا زَعَمَ أَنهُ نزَلَ بمُنْكِرِ مَوْلِدِ البدَوِيّ !
وَقدْ كانَ الصَّحَابة ُ رَضِيَ الله ُ عَنْهُمْ جَمِيْعًا أَشَدَّ النّاس ِ حُبًّا لِرَسُوْل ِاللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَكثرَهُمْ فِدَاءًا لهُ وَقِتَالا ً مَعَهُ ، قدِ اخْتَارَهُمُ الله ُ لِنبيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاصْطفاهُمْ لِصَفِيِّهِ ، وَلمْ يقِيْمُوْا مَوْلِدًا لهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
لِتمامِ عِلمِهمْ ، وَسَلامَةِ اعْتِقادِهِمْ ، وَمَضَى عَلى ذلِك َ التّابعُوْنَ وَتابعُوْهُمْ ، وَعَليْهِ أَئِمَّة ُ الإسْلامِ المهْتَدُوْنَ بَعْدَ ذلك .
وَمَا حَدَثتْ هَذِهِ البدْعَة ُ المسَمّاة ُ باِلموْلِدِ النَّبَوِيِّ ، إلا َّ بَعْدَ تَصَرُّمِ القرُوْن ِ المفضلةِ ، عَلى يدِ أَحَدِ حُكامِ الفاطِمِيِّينَ الزَّنادِقة .
ص252-ص262
=====================================
ص 276
وَإذا كانَ مَا سُقتهُ سَابقا مِنْ حَال ِ البَدَوِيِّ ، وَضَلالِهِ - وَهُوَ مُعَظمٌ عِنْدَهُمْ وَمُبَجَّلٌ - وَمِثْلهُ الدُّسُوْقِيُّ : فإنَّ حَالَ كثِيرِيْنَ غيْرِهِمَا مِنْ هَؤُلاءِ مِثْلهُمَا أَوْ أَسْوَأُ مِنْهُمَا .
وَقدْ سَعَى النَّصَارَى الصَّلِيْبيُّوْنَ في القرْن ِ الماضِي في نشْرِ هَذِهِ الخرَافاتِ ، وَصَرَفوْا النّاسَ عَنْ دِينِهمْ إلىَ الوَثنِيَّةِ ، وَعَمّا يَجِبُ عَليْهمْ تِجَاهَ أُوْلئِك َ المسْتعْمِرِينَ ، باِلتزْيين ِ لهمْ أَفعَالهمْ عِنْدَ القبوْرِ وَمَعَ المقبوْرِين .
حَتَّى أَنَّ بَعْضَ الجزَائرِيينَ أَخْبرَنِي: أَنَّ الفرَنسِيِّينَ لمّا اسْتَوْلوْا عَلى الجزَائِرِ ، كانوْا يَعْمَدُوْنَ إلىَ بَعْض ِ المشَاهِدِ وَالأَضْرِحَةِ التي يُنْسَبُ أَصْحَابهَا إلىَ الصَّلاحِ ، فيَجْمَعُوْنَ النّاسَ لها ثمَّ يُوَجِّهُوْنَ المِدْفعَ إليْهَا مُظهرِيْنَ لهمْ أَنهُمْ يُرِيْدُوْنَ إصَابتهُ وَتدْمِيرَهُ ، وَقدْ مَلؤُهُ بَارُوْدًا دُوْنَ ذخِيرَةٍ مَكرًا !
ثمَّ يُطلِقوْنَ عَليْهِ ، فيدَوِّي صَوْتُ المِدْفعِ ، حَتَّى يَخالَ الحاضِرُوْنَ أَنهُ قدْ أَصَابهُ ، ثمَّ يَنْظرُوْنَ فإذا هُوَ بَاق ٍ مَكانهُ ! فيزِيدُ
تعلقهُمْ بهِ وَاعْتِقادُهُمْ فِيْه !
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه
|