ميراث البدوى
متى جنى الناس من الشوك العنب
بعد ما ظهرت حقيقة البدوى وضوح الشمس أبتداءاً من ترجمته عند خرافات(طبقات) الشعرانى ،ثم المراجع الأخرى كالمؤلفات التى ألفت فى العصر الحديث عن شخصيته وأخيرا رأى العلماء فى شخصيته وتاريخه، وكما يقولون :متى جنى الناس من الشوك العنب .
فإن كانت هذه حياته سفه و فساد وأحوال شيطانية و تضييع للفروض من صلاة وغيرها ،وضلال وكفر.
و مـن كـان الغـراب لـه دليـلاً يمــر بــه علىجيــف الكــلاب
فأتباعه أقتفوا أثره وساروا على سنته وتركوا سنة النبى _صلى الله عليه وسلم_ فهو(( والسيد البدوي عندهم متصرف في الكون ويقولون أيضاً أن الله قال في حديث قدسي: "الملك ملكي وصرفت فيه البدوي".))(1)
بل فضلوه على رب العزة سبحانه وتعالى
فهذا من الأمور العجيبة، وقد سمعت كلمات عند قبر أحمد البدوي الطاغوت الكبير من بعضهم يسأل رفيقه فقال: أيهما خير: الله أو السيد أحمد البدوي ؟ فقال مجيباً له: السيد أحمد البدوي خير من الله؛ سيدي يجيب ويعطي، والله لا يعطي ولا يجيب! فمثل هذا الطغيان وهذا العمى في القلب وفي العمل وفي العقل يقع في بلاد المسلمين -وللأسف- على مسمع ومرأى من كثير من العلماء(2).
يقول الشيخ محمد رشيد رضا(( فمثل هذه الأساطير التي ترويها الآباء للأبناء ، ويقرهم عليها
شيوخ العلم والإرشاد هي التي قادتهم بسلاسل التقليد إلى الاعتقاد بأن السيد يفعل ما
يشاء ، ويحكم ما يريد ، وتفضيله على الأنبياء ، بل نقل عن اثنين من الجهلة كانا
يتساءلان عن المفاضلة بين السيد والنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ؟ فقال أحدهما
للآخر : ( اسكت يا واد دا السيد أفضل من ربنا ) ! ! ! ( تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا )(3)
لماذا قالوا هذا؟!
لأن بدويهم قال((سائر الأرض كلها تحت حكمى
و هى عندى كخردل فى فلاة
أنا سلطان كل قطب كبير
و طبولى تدق فوق السماء
أتباعه هم طريقة البدوية))
وقال((العبد رب والرب عبد
فليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك رب
أو قلت رب أنى يكلف
وهي مقالة وحدة الوجود الآثمة المجرمة، وبرغم هذا الإلحاد استغاثوا به وسألوه النفع والضر))(4)
( ومرة وقف على جدار فبال على الناس وهم يمشون في الطريق، فهموا به وأخذوه، قال: أنا مالكي، ونحن المالكية نقول: بول كل ما أكل لحمه فهو طاهر، قال: الناس يغتابوني، أي: يأكلون لحمي، إذاً بولي طاهر.)(5).
يقول "محمد عثمان عبده البرهاني" في كتابه "تبرئة الذمة في نصح الأمة" (من مناقب الدسوقي أنه سأل الله أن يعطيه جسماً كبيراً كبيراً، ولما سئل إبراهيم الدسوقي لماذا؟ قال: لأزحم به النار فلا يدخلها أحد ونفس الكلام محاولة زحم النار أو زحمة النار ذكرها السيد البدوي أيضاً قال: إنه دعا الله بثلاث دعوات فأجاب الله دعوتين وأبطل الثلاثة، دعا الله أن يشفعه في كل من زار قبره فأجاب الله ذلك، فدعا الله أن يكتب حجة وعمرة لكل من زار قبره فأجاب الله ذلك، فدعا الله أن يدخله النار فرفض الله ذلك. فسألوا السيد البدوي لماذا رفض الله أن يدخلك النار؟ قال: لأني لو دخلتها فتمرغت فيها تصير حشيشاً أخضر وحق على الله أن يعذب بها الكافرين، ويقول أحد الصوفية: لولا الحياء من الله لبصقت على ناره، فانقلبت جنة.)(6)
هذا ما قاله البدوى وأمامنا ما يفعله أتباعه
و مـن كـان الغـراب لـه دليـلاً يمــر بــه علىجيــف الكــلاب.
والأمرُ من معدنِهِ لا يُستغربُ *** والفرعُ للأصلِ حتمًا يُنسبُ.
1- المسجد الذى به ضريحه:
لمّاتوفي السيد البدوي في مدينة طنطا المصرية سنة 675هـ ودفن بها، حيث أقيمت على قبرهزاوية ضخمة عرفت في التاريخ باسم (الجامع الأحمدي) نسبة اليه وكان المماليك يبالغونفي العناية بهذه الزاوية . في عهد الملك الأشرف أبو النصر قايتباي الذي كان عزيزمصر وحاكم الشرق العربي من سنة 872 حتى سنة 901هـ ، ازدهرت العمارة الإسلامية فيعهده ازدهاراً عظيماً، وكثرت منشآته وتنوعت وبلغت من الدقة والاتقان شأناً عظيماً . وحينما زار هذا السلطان زاوية السيد البدوي بطنطا أمر بتوسيع المقام وزاد في بناءالزاوية ومساحتها وشيد لها المباني الضخمة . أما بناء المسجد والقبة فقد أمر علي بكالكبير ببنائها ، فأخذ الجامع واجهة كبيرة مطلة على ميدانفسيح ومضاء ليلاً ونهاراً . للجامع صحن واسع وحوله أعمدة فخمة، والزخارف وحوائط هذاالمسجد مكتوب عليها بالآيات القرآنية الكريمة، وللمسجد منارتان عظيمتان.
والمسجد الآن يحوى غرفه مخلفات البدوي وفيها سبحه ألفية (ألف حبه) قيل إن السيد جاء بها من العراق بالإضافة إلى عمامة بيضاء وقميص أحمر وعباءة من نفس اللون والنسيج.
2-الطريقة البدوية أو الأحمدية:
تنسب الطريقة البدوية إلى أحمد بن علي البدوي.
تنتشر الطريقة البدوية بشكل خاص في مصر، حيث يوجد في مدينة طنطا (شمال القاهرة) ضريح البدوي، وقد تفرعت منها طرق كثيرة في مصر، ما تزال موجودة إلى اليوم، أهمها:
1ـ الشناوية وشيخها حسن محمد الشناوي، وهو شيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر، ورئيس المجلس الصوفي الأعلى.
2ـ المرازقة وشيخها عصام الدين أحمد شمس الدين.
3ـ الشعيبية وشيخها محمد محمد الشعيبي.
4ـ الزاهدية وشيخها حسن السيد حسن يوسف.
5ـ الجوهرية وشيخها الحسين أبو الحسن الجوهري.
6ـ الفرغلية وشيخها أحمد صبري الفرغلي.
7ـ الإمبابية وشيخها هاني محمد علي سلمان.
8ـ البيومية وشيخها أحمد حامد فضل.
9ـ السطوحية وشيخها علي زين العابدين السطوحي.
10ـ الحمودية وشيخها إبراهيم محمد المغربي.
11ـ التسقيانية وشيخها أحمد إبراهيم التسقياني.
12ـ الكناسية وشيخها محمد سلامة نويتو.
13ـ المنايفة وشيخها علي الدين عبد الله المنوفي.
14ـ الجعفرية وشيخها عبد الغني صالح الجعفري.
15ـ الجريرية وشيخها عبد الله خويطر جرير.
16ـ الحلبية.
17ـ السلامية.
18ـ الكتانية[7]
السودان:
دخلت هذه الطريقة إلى السودان في العهد التركي مع بعض الجنود الوافدين في الجيش التركي. ومن أشهر شيوخها الشيخ الدبه والشيخ أبوشبكة. وانتشرت في الخرطوم وأشهر شيوخها هناك: الشيخ يوسف المسلمى الأحمدي ولها فروع بالدويم وكوستي وبالنيل الأبيض في شمال كردفان (موقع الشيخ الصادق ديمة).
ليبيـا:
والزاوية البدوية أو الأحمدية في العاصمة طرابلس عرفت قديمًا باسم " المدرسة الماردانية "، وتقع في منطقة الميناء، سوق الإسلام. ومشايخها من " آل الغندور " ، وقائمون على إدارتها منذ عقود .
وبعد صلاة العشاء من كل سبت يجتمع المريدون للذكر والدروشة، ويقيم هذه الحلقات الشيخ محمد صبري الغندور وأخوه الشيخ عبد الناصر، اللذان انتقلت إليهما مشيخة الزاوية من أبيهما الشيخ سعيد، وهو عن أبيه الشيخ صبري الذي أجاز حفيدَيه بالطريقتين البدوية والرفاعية . وهو أجيز بالطريقة البدوية من الشيخ حسن القَدّوسي ، كما أجيز بالطريقة الرفاعية من الشيخ محمد جندل الرفاعي [8] .
وشارة أتباعه العمامة الحمراء، والعلم الأحمر، ويحتفل بمولده في ثلاثة مواسم، الكبير منها في شهر آب/أغسطس، حيث تقام الحضرات، ويطوف خليفته بطنطا مع أتباعه([9]). ـ.
ويقول د/ عبد الله صابر : ومما أخذ على الأحمدية ((أحمد البدوي)) الضرب بالدف عند الذكر والرقص والتصفيق، فإذا دب الطرب مع المتصوف قليلاً، حرّك رأسه كما يفعل أهل الخمر، ثم إذا تمكن الطرب منه ذهب حياؤه ووقاره، فيقوم ويرقص وينادي ويبكي.. ويدخل ويخرج ويبسط يديه، ويرفع رأسه نحو السماء وكأنه جاءه المدد منها، ويخرج الرغو أي الزّبد من فيه، وربما مزق بعض ثيابه. وعبث بلحيته. (10)
3-المولد البدوى:
فإن كان الانحلال والفجور صفة هذه الطريقة ، وذلك أن البدوي كان رجلاً فاسداً ، ولذلك كان مولد البدوي نموذجاً للفساد والفجور ، فتجد الاختلاط بين الرجال والنساء ، والزنا واللواط ، وشرب الحشيش ، ولخداع البسطاء الذين قد يستنكرون مثل هذه الفواحش ، روج البدوي بين أتباعه أكاذيب عن قدراته الهائلة ومن ذلك قوله : " وعزة ربي ما عصي أحدٌ في مولدي إلا وتاب وحسنت توبته ، وإذا كنت أرعى الوحوش والسمك في البحار واحميهم من بعضهم بعضا ، أفيعجزنى الله عز وجل عن حماية من يحضر مولدي " !!!
وقال شاعرهم :
وأعجب شيء أن من كان عاصياً بمولده يعنى به ويرفق[11]