
24-10-2009, 07:56 AM
|
 |
عضو خبير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 677
معدل تقييم المستوى: 16
|
|
الفصل الأول
تاريخ بنى إسرائيل
n فلسطين : المساحة و السكان فى العصر القديم :
إذا أردنا أن نتحدث عن فلسطين كأرض و سكان ، و تتكون لدينا صورة واضحة عنها و عن الدول المحيطة بها ، فلابد أن نتعرف على طبيعة هذه المنطقة و سكانها فى العصر القديم – نجوب البلاد شرقا و غربا و شمالا و جنوبا و نخوض فى كثير من الظواهر التى تبرز بداية النشأة و طبيعة الحياة التى عاشها بنو إسرائيل منذ بداية وجودهم و تعاملهم مع الشعوب المجاورة لهم ( 1)
n موقع فلسطين :
منطقة فلسطين عبارة عن مثلث رأسه إلى الجنوب و قاعدته إلى الشمال ، و هو عبارة عن شريط ضيق محازى للبحر المتوسط من الشرق و يلتقى رأسه بطرف خليج العقبة و تمتد قاعدته من نهر الأردن إلى البحر المتوسط 0 تبلغ مساحة المنطقة حوالى 27 ألف ك0م2 أى أقل من مساحة سيناء التى تبلغ حوالى 82 ألف ك0م تمتاز هذه المنطقة بالثروة الزراعية التى تقوم على مياه الأمطار 0 ومن أهم الزراعات التى تشتهر بها المنطقة : البرتقال و الحبوب و الزيتون و الموالح فى النقب ووادى الأردن و السهل الساحلى ( 2)
n السكان :
منذ القرن الثالث قبل الميلاد هاجرت أفواج من القبائل العربية تحت تأثير القحط إلى الشمال و أسبق هذه الشعوب كان الفينيقيون الذين استوطنوا الشريط الساحلي و عملوا بالبحر ، و نزل الكنعانيون
و استقروا فى الضفة الغربية للأردن سنة 2500 ق0م و كانت الأرض تسمى ( أرض كنعان ) باسم أهل البلاد ( 3)
n الفلسطينيون
و حوالى سنة 1200 ق0 م نزلت بالساحل جماعات من جزيرة كريت ( اقريطش ) كانت تسمى قبائل ( فلستين ) – نزلت بين يافا و غزة – و اختلط بهم الكنعانيون – فتم بينهم مزيج الدم العربي بالدم الكريتى – فجاء الفلسطينيون ، و أصبحت البلاد تعرف باسم " فلسطين " ( 4 )
ــــــــــــ
1- اليهودية : د احمد شلبي – ط 5 1978
2- نفس المصدر
3- اليهودية : د أحمد شلبي – ط 5 1978
4- نفس المصدر
n
n الآراميون
فى الشمال الشرقي كانت قبائل الآراميين القادمة من حوض نهر الفرات استقرت فى الشمال الشرقي لنهر الأردن – و عرفت هذه القبائل بالسوريين 0
و سكنوا منطقة سوريا – و كانت عاصمتهم " دمشق " و كانت هذه القبائل تعمل فى الزراعة –
و عملت فيما بعد بالتجارة البرية – و إلى الشرق من نهر الأردن ثم إلى الجنوب من البحر الميت تقع الممالك الثلاثة :
عمون – مؤاب – أدوم و سكانها ينحدرون كالآراميين من سهل الفرات – و ترتبط هذه الممالك ببعضها بروابط اللغة و العادات ، و الأفكار الدينية ، و تعتبر ( مؤاب ) أكثرها حضارة ، و أسرعها فى التحول إلى عالم الحضارة ، فاستقرت و استغلت بالزراعة و بنت المدن العظيمة 0
أما ( إدوام ) فكانت تمتد إلى خليج العقبة ، فكانت تشتغل برعى الأغنام ، و كانت أقل الممالك الثلاثة حضارة و مدنية 0
و كانت ( عمون ) فى الشمال من مؤاب تعمل فى الزراعة و الرعي ، فالبعض من بطونها اشتغل بالزراعة ، و استقر و البعض الآخر اشتغل بالرعى ، و ظل يتجول فى المرعى ، فلهذا تعد ( عمون ) من الجهة المدنية وسطاً بين مؤاب و أدوم ( 1)
n الممالك المحيطة بهذه المنطقة :
" مدين – مصر – بابل – آشور " ، و مدين التى لجأ إليها موسى ( عليه السلام ) بعد هربه من مصر – تقع فى الشمال من الجزيرة العربية ، تعتبر معبراً بين الصحراء العربية و بين فلسطين و ما حولها
و كانت أرض كنعان تقع بين مصر و بابل حيث ازدهرت فيها أرقى حضارة فى العصور القديمة
و كانت أرض كنعان ميدانا لحروب كثيرة و تتنافس فيها كل من مصر و بابل على ارض كنعان
و للغالب السيادة و الهيمنة ، و تدل الآثار البابلية على أن بابل كان لها السلطان على أرض كنعان فى الألف الثالث قبل الميلاد – و ساعد على تقدم بابل سيطرة الرعاة الهكسوس على أرض مصر ( 2)
ــــــــــ
1- اليهودية : د أحمد شلبي – ط 5 1978
2- نفس المصدر
الهكسوس :
دخل الهكسوس مصر رعاه ساميون حوالى عام 1730 ق0م قبل نهاية الأسرة الثالثة عشرة –
و حكموا مصر حوالى قرن و نصف ثم طردهم أحمس الأول عام 1580 ق0م 0
و قد زحف الهكسوس نحو مصر عن طريق البتراء أو طريق الفرما – و أسسوا فيها الأسر الخامسة عشرة إلى السابعة عشرة 0
و قد اختلف المحققون فى أصلهم – فقد سماهم مؤرخو اليونان ( الهكسوس و هذه الكلمة مكونة من كلمتين ( هكا – سوس ) و تقابل فى الهيروغليفية ( حقاو 00 خاسوت ) و تعنى : حكام الأقاليم الأجنبية ذكر ذلك المؤرخ اليوناني ( مانيتون ) و قد سماهم الهكسوس – و كان المصريون يصفونه أعداءهم بالطاعون – و يسمون الآسيويين ( عامو )
و كلمة الهكسوس لم تكن معروفة قبل ( مانيتون ) و كانت تدل على الملوك الرعاة أو ملوك البوادي
و قد سماهم مؤرخو العرب( العمالقة )0
قال ياقوت الحموى ( إن العمالقة امتدوا من بلاد العرب إلى سوريا 0 فكانوا ملوكا فى سوريا
و فراعنة فى مصر) (1)
و زعم بعض المؤرخين أنهم رعاة فينيقيون ووصفهم البعض بأنهم أدوميون – من جبل سعير
و البعض وصفهم بأنهم لفيف من القبائل الرحالة عليهم ملوك من الحيثيين الذين أسسوا ملكا قويا فى سوريا الشمالية - و خلاصة القول إنهم قوما رحالة – أو عرب أتوا من الشرق ( 2) 0
و الظاهر أنهم كانوا من جنس عرب سوريا – لان فى أيامهم عم السلام بين مصر و سوريا – و نزح كثير من السوريين إلى مصر و قد اجمع المؤرخون أن تغرب بنى إسرائيل فى مصر كان فى عهد الرعاة لأن أحوال مصر فى زمانهم كانت كما تمثلها التواره مدة تغرب إسرائيل فيها 00 و لكن المنقبين فى الآثار المصرية لم يجدوا شيئا يدل صراحة على هذا التغرب إلا أنه وجد فى مصر العليا كتابة على قبر رئيس من رؤسائهم اسمه ( باباعاش) فى عهد الدولة السابعة عشرة – تدل على حصول قحط فى أيامه دام عدة سنين 00 فتعين هو توزيع القمح على الناس فى المدينة لئلا يهلكوا جميعا – فاستدل البعض من ذلك ( 3) انه الجوع الذى حصل فى أيام يوسف عليه السلام 0
و قد نزحوا بسبب القحط الذى أصاب الجزيرة العربية و سوريا – فاستولوا على السلطة فى مصر –
و كونوا 4 اسر من الأسر القديمة و أقاموا سيادتهم على الحدود الشرقية للدلتا و اتخذوا مدينة اواريس ( حوت و عرة ) عاصمة لهم – و يبدوا أن مصر السفلي و مصر الوسطى قد تهادنتا معهم حيث أنهم كانوا يسيطرون فقط على الدلتا 000
ــــــــــ
1- معجم الحضارة المصرية القديمة : جورج بورنر و آخرين – ترجمة : أمين سلامة 1996
2- نفس المصدر
3- نفس المصدر
و جاء رد الفعل القومى فى النهاية من أمراء طيبة فى الأسرة السابعة عشرة الذين طردوا الآسيويين و حاربوا بمهارة فى الجنوب ضد حلفائهم النوبيين و استولوا على أواريس و طردوا الغزاة على يد أحمس الأول مؤسس الأسرة الثامنة عشرة – و من أشهر الملوك المصريين الذين أكملوا انتصارات أحمس – الملك تحتمس الثاني الفاتح العظيم الذى دانت له فلسطين و امتد سلطانه لسوريا 00 كما اخضع له الحيثيون فى الشمال ( 1)
- المسميات : عبرى – اسرائيلى – يهودي – العبريون : ( 2)
- إن هذه التسمية – عبرى – منسوبة إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام – حيث أطلقت عليه التوراة اللقب " إبراهيم العبرانى " و قد وردت هذه التسمية فى سفر التكوين عن يوسف عليه السلام – و على لسان امرأة العزيز حيث قالت ( لقد أتى لنا بغلام عبرانى ليداعبنا ) و كلمة عبرى مشتقة من الفعل
( عبر )
بمعنى : مر أو انتقل و ارتحل – فيكون المعنى المنتقل – أو المرتحل و أطلق عليهم ( العابرون )
و قيل أن سيدنا إبراهيم عليه السلام سمى عبرانيا لأنه انتقل عبر النهر – أما نهر الفرات أو نهر الأردن و قيل أن إبراهيم عليه السلام منسوبا إلى احد أجداده ( عبر ) ( 3)
أو أن الكلمة ترجع إلى الوطن الأصلي لبنى إسرائيل اى إنهم كانوا من الأمم البدوية الصحراوية التى لا تستقر فى مكان و كانت تنتقل من مكان إلى آخر للبحث عن الماء و المرعى اى أن كلمة عبري بمعنى – عبر – اى قطع رحلة من الطريق إلى طريق آخر – فهى مثل كلمة بدوى – اى ساكن البادية – الصحراء
و كان المصريون و الفينيقيون و الفلسطينيون يسمون بنى إسرائيل بالعبريين لعلاقتهم بالصحراء
و بعد استقرارهم آثروا أن يعرفوا ببنى إسرائيل فقط ( 4)
و العبريون ينحدرون من العرق السامى الذى ينتسب له الآشوريين و العرب ( 5)
__________________
|