عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24-10-2009, 07:59 AM
الصورة الرمزية أحمد كووول
أحمد كووول أحمد كووول غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 677
معدل تقييم المستوى: 17
أحمد كووول is on a distinguished road
افتراضي

إبراهيم عليه السلام :
n نسبه :: هو إبراهيم ( خليل الله ) بن تارح ( آذر ) بن ناحور بن ساروج بن رغو بن فالج بن عابر بن شالح بن ارفكشاذ بن سام بن نوح عليه السلام 0
- هذا هو نسبه الموجود فى التوراة و التواريخ أما ( آذر ) و المذكور فى كتاب الله تعالى فى قوله تعالي"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأبِيهِ آزَرَ أَتَتّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنّيَ أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ" ( 1)
- إختلف المفسرون فى إسم أبى إبراهيم ، فقال بعضهم : إن لفظ (آذر ) فى الآية بدل من لفظ ( أب ) فى ( أبيه ) و يكون مقول القول ( أتتخذ أصناما آلهة ) 00 الخ
- و قال آخرون إسمه تارح و إن لفظ ( آذر ) كلمة ذم فى لغته و معناه " أعرج " – قاله السهيلي فى التكملة ، و قال البيضاوى : إن " تارح " اسمه العلم و إن " آذر " وصفا له 0
و قد قيل فى هذا الباب أقوال كثيرة و متباينة–لا سبيل إلى عرضها حيث طال الخلاف فى ذلك(2)

n نشأته : ولد سيدنا إبراهيم عليه السلام سنة 1997 قبل الميلاد حسب آراء أكثر المؤرخين ، و ذلك بعد طوفان نوح عليه السلام بــ 1046 سنة حيث ولد سيدنا نوح عليه السلام سنة 3993 ق0م و كان حدوث الطوفان حوالى سنة 3400 ق0م
n مسقط رأسه : أما بالنسبة للمكان الذى ولد فيه سيدنا إبراهيم الخليل – عليه السلام – فقد إختلف المؤرخون فى الموضع الذى نشأ فيه و الموضوع الذى ولد فيه فقال بعضهم : كان مولده ببابل من أرض العراق – و قال بعضهم : كان مولده بحران – و جاء فى التواره – أن تارح وولده إبراهيم و سارة زوج إبراهيم خرجوا من بياض خراسان – إلى أرض كنعان ثم إلى حران حيث أقاموا هناك – و خرجوا إلى أرض كنعان – إلى نابلس ( أرض فلسطين ) ثم إلى مصر – و قيل أن إبراهيم نشأ فى فدان آرام أو أورالكلدانيين ( 3)
ــــــــــــــــــــــــ
1- سورة الأنعام ( 74 )
2- قصص الأنبياء – عبد الوهاب النجار
3- قصص الأنبياء – عبد الوهاب النجار


ولد إبراهيم عليه السلام فى زمن النمرود ، و قد انتقل مع أبيه إلى أرض السواد بناحية يقال لها ( كوثا ) و هى الموضع الذى كان فيه النمرود ملكاً على هذه البلاد و هو النمرود بن كنعان بن سنحاريب بن كوش بن حام بن نوح و كان والد إبراهيم نجاراً ينحت الأصنام فى ذلك الزمان ، ثم يعطيها إبراهيم ليبيعها ، فيذهب بها إبراهيم عليه السلام – فيما يذكر – فيقول : من يشترى ما يضره و لا ينفعه فلا يشتريها منه أحد 00 فإذا بارت عليه ذهب بها إلى نهر فصوب فيه رؤسها
و قال : إشربي 00 إستهزاءاً بقومه و بما هم عليه من ضلال حتى فشا عيبه إياها و استهزاؤه بها فى قومه و أهل قريته من غير أن يكون ذلك بلغ النمرود الملك 0

و لما أظهر إبراهيم خلاف قومه و دعوته لهم لعبادة الله الواحد و نبذ عبادة الأوثان أظهر لهم أنه سقيم من فعلهم و إصرارهم على الكفر كما قال تعالى :" فنظر نظرة فى النجوم فقال إنى سقيم فَتَوَلّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ) ( 1)
و قوله تعالى : "إنى سقيم " أى طعين أو لسقم كانوا يهربون منه إذا سمعوا به ، و إنما يريد إبراهيم أن يخرجوا عنه ليبلغ من أصنامهم الذى يريد ، فلما خرجوا عنه خالف إلى أصنامهم التى كانوا يعبدون من دون الله فقرب لها طعاماً ، و لما لم يجد منها حركة أو استجابة أقبل عليها هدماً بفأس فى يده ، و لم يدع منها إلا صنم كبير ، فوضع الفأس على كتفه 0
و جاء أبوه و قومه فلما رأوا ما قام به إبراهيم جن جنونهم و صاحوا " (قَالُواْ مَن فَعَلَ هَـَذَا بِآلِهَتِنَآ إِنّهُ لَمِنَ الظّالِمِينَ* قَالُواْ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ * قَالُواْ فَأْتُواْ بِهِ عَلَىَ أَعْيُنِ النّاسِ لَعَلّهُمْ يَشْهَدُونَ* قَالُوَاْ أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَـَذَا بِآلِهَتِنَا يَإِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ " (1)
قال أبوه فى ثورة كيف نسألهم و هم لا ينطقون و كيف يعمله كبيرهم و هم لا يتحركون ؟ ( 2)
قال إبراهيم : إذا كيف تعبدون ما تنحتون و الله خلقكم و ما تعملون 0 " قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلاَ يَضُرّكُمْ * أُفّ لّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ "
و كان ذلك من إبراهيم مطلع ثورة على الفكر و السلطان فى بلاد الكلدان ، فلما أعيتهم الحيلة فيه ووجدت موعظته منهم قلوباً غلفاً و آذاناً صماً 0 " قَالُواْ حَرّقُوهُ وَانصُرُوَاْ آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَنَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَمَا عَلَىَ إِبْرَاهِيمَ *( 3)
ــــــــــــــ
1- قصص الأنبياء – عبد الوهاب النجار
2- سورة الأنبياء : 67
3- سورة الأنبياء : 69


فأتاه جبريل عليه السلام ليؤنسه و قال له : يا إبراهيم ألك حاجة ؟ قال : أما إليك فلا ، قال جبريل فسل ربك فقال إبراهيم عليه السلام : حسبي من سؤالى علمه بحالى – حسبى الله و نعم الوكيل ( 1) و قد أشرف النمرود من صرح له عال و نظر إلى إبراهيم عليه السلام و ما يشك أنه قد هلك فرأه جالسا فى روضة و رأى الملك قاعداً إلى جنبه – و حوله نار تحرق ما جمعوا من الحطب فناداه النمرود يا إبراهيم : كبير إلهك الذى بلغت قدرته أن حال بينك و بين النار حتى لم تضرك يا إبراهيم 00 فهل تستطيع أن تخرج منها 0 قال : نعم – قال : فهل تخشى إن أقمت فيها أن تضرك ؟ قال : لا 00 قال : فقم أخرج منها 0 فقام إبراهيم عليه السلام يمشى فيها حتى خرج منها ( 2 )

nنجاة إبراهيم و خروجه من النار
فلما خرج منها قال له النمرود : ما الذى رأيته معك فى مثل صورتك قاعداً إلى جانبك ؟ قال : ملك الظل 00 أرسله إلى ربى ليؤنسنى فيها – و استجاب لإبراهيم عليه السلام رجال من قومه حين رأوا ما صنع الله – عز و جل – به من جعل النار عليه برداً و سلاماً على خوف من النمرود
و ملأهم ( 3)

nإيمان لوط عليه السلام
فآمن به لوط و كان ابن أخيه و هو لوط ابن هاران بن تارح 000 و هاران هو أخو إبراهيم عليه السلام و كان لهما أخ ثالث يقال له ناحور بن تارح – فهاران بن تارح – أبو لوط و ناحور أبو تنويل 00 و تنويل أبو لابان – و رفقه بنت تنويل – امرأة اسحق بن إبراهيم أم يعقوب 0 وليا وراحيل زوجتا يعقوب عليه السلام و هما أبنتا لابان 00 و آمنتا أيضا به سارة 00 و هى ابنه عمه 00 و هى سارة بنت هاران لأكبر عم إبراهيم عليه السلام ( 4)



ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تاريخ الرسل و الملوك – الطبري ج 1
2- تاريخ الرسل و الملوك - الطبري ج 1
3- نفس المصدر
4- نفس المصدر


n نزوج إبراهيم عليه السلام إلى الشام
و قد حكى الله سبحانه و تعالى ما حدث لإبراهيم و نزوحه من أرض أجداده بعد أن آمن به لوط عليه السلام – فقال عز و جل : قال تعالى: (وَنَجّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الأرْضِ الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ)
و قيل أن الأرض التى هاجر إليها إبراهيم و لوط هى الشام – و ذلك رواية عن أبى ابن كعب –
و قال كعب الأحبار هى حران ( 1 )

n حجة إبراهيم عليه السلام على قومه
و لما كان قوم إبراهيم عليه السلام يعبدون أصناماً ينحتونها على أسماء الكواكب كالشمس و القمر فأراد أن يلزمهم بأن الكواكب و الشمس و القمر لا تصلح أن تكون آلهة تعبد من دون الله –
و إنما الإله هو الذى خلقهن و خلق السموات و الأرض و بيده ملكوت كل شئ و أن التماس الصحة و العافية و الرزق من غيره تعالى باطل : " قال تعالى: (وَكَذَلِكَ نُرِيَ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمّا جَنّ عَلَيْهِ الْلّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـَذَا رَبّي فَلَمّآ أَفَلَ قَالَ لآ أُحِبّ الاَفِلِينَ * فَلَمّآ رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـَذَا رَبّي فَلَمّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لّمْ يَهْدِنِي رَبّي لأكُونَنّ مِنَ الْقَوْمِ الضّالّينَ * فَلَماّ رَأَى الشّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـَذَا رَبّي هَـَذَآ أَكْبَرُ فَلَمّآ أَفَلَتْ قَالَ يَقَوْمِ إِنّي بَرِيَءٌ مّمّا تُشْرِكُونَ * إِنّي وَجّهْتُ وَجْهِيَ لِلّذِي فَطَرَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَحَآجّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجّوَنّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاّ أَن يَشَآءَ رَبّي شَيْئاً وَسِعَ رَبّي كُلّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكّرُونَ) ( 2)


و قد قص الله تعالى فى سورة البقرة محاجة إبراهيم إذ قال : قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِي حَآجّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبّيَ الّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنّ اللّهَ يَأْتِي بِالشّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ) ( 3)
ـــــــــــــــ
1- نفس المصدر
2- سورة الأنعام – 80
3- سورة البقرة – 258
__________________