قدم ثلاثة من الشباب ممسكين برجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب و قالوا هذا الرجل قتل والدنا و اعترف الرجل و طلب مهلة ثلاثة أيام حتى يخبر أبناؤه بثروة مدفونة لا يعلمها أحد سواه فضمنه الصحابي أبو ذر الغفاري.
قاربت الأيام الثلاثةعلى الانتهاء ، و كاد أبو ذر الغفاري يقتل بضمانه
و في أخر اللحظات قدم الرجل و عليه عناء الطريق و اجهاد السفر
فقال عمر : لم حضرت و قد كان بامكانك الهرب؟
فقال الرجل خوفا من أن يقال ذهب أهل الوفاء بالعهد
فقال عمر : لم ضمنته يا أبا ذر و انت لم تعرفه؟
فقال أبو ذر : خوفا من أن يقال ذهب أهل المرؤة و الكرم
حينئذ قال ابناء القتيل : و نحن عفونا عنه حتى لا يقال ذهب أهل العفو عند المقدرة.
__________________
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعــادة فـيها تـرك ما فيهـا لا دار للمرء بعد المــوت يسكنهـا *** الا التــي كان قبل المـوت بانيها فـإن بنـــاها بخيـر طـاب مسكنـــه *** وإن بناهــــا بشـر خـاب بانيهـــا أمـــوالنا لذوي الميراث نجمـعــها *** وبيـوتـنـا لخــراب الدهر نبنيــهـا
|