تشييع ضحايا قطاري العياط في مشاهد جنائزية مهيبة غاب عنها جميع المسئولين
الأهالي: ومنها لله الحكومة.. قتلت ولادنا «ومرمطتنا» وراهم
متابعة إبراهيم قاسم ومحمد حسن وهيام عزام
«حسبنا الله ونعم الوكيل»ومنها لله الحكومة.. قتلت ولادنا «ومرمطتنا» وراهم جملة رددتها الحناجر المبحوحة من ألم الصراخ معجونة بالدموع والقهر والمهانة والألم الممتد بطول قضبان السكة الحديد.. دوت هذه الجملة في سماء قري ومراكز ومدن محافظات بني سويف والفيوم وأكتوبر التي شاءت أقدارها أن يكون لها نصيب من هذه الفاجعة.. وذلك أثناء تشييع جنازة الضحايا.
ففي محافظة 6 أكتوبر شيع الأهالي بقرية الرقة الغربية التابعة بمركز العياط 4 من ضحاياهم من بينهم أم وابنتها الصغيرة.
كانت الساعة 11 صباحاً وتسلمت أسرة عبدالرازق عبدالوهاب عبدالمحسن- موظف بالشركة المصرية للاتصالات- جثة ابنهم الذي لقي مصرعه في الحادث أثناء عودته من العمل إلي قريته حيث شاء القدر أن يستقل العربة الأخيرة من القطار 152 الذي تعطل فجأة أمام مزلقان قرية جرزا التي تبعد عن قريته بحوالي 7 كيلو مترات وقبل أن يصل إلي منزله وأبنائه الذين كانوا ينتظرونه، خطفه الموت في أقل من دقائق معدودة عندما اصطدم القطار بالعربة التي يستقلها.
وفي التوقيت نفسه شيع أهالي القرية الفقيد عبدالرحمن أحمد خليفة 40 سنة- عامل- الذي توفي أيضاً في الحادث الذي كان يعول شقيقه خليفة المعاق.
لم تمر سوي 7 ساعات علي توديع أهالي القرية الفقيدين حتي قاموا باستلام جثتين آخريين لربة منزل تدعي هدي محمود أمين 45 سنة ونجلتها نور عبدالتواب أحمد 16 سنة اللتين تم تشييع جثتيهما إلي مثواهما الأخير مع غياب الزوج الذي فقد ذراعيه الاثنتين في الحادث.
وتم تشييع جثث 5 سيدات وهن جمالات عبدالعزيز إسماعيل 50 سنة ونوارة إبراهيم 69 سنة واعتدال إبراهيم 50 سنة ونجاة سيد رضوان 48 سنة وعطيات أحمد عبدربه 50 سنة وأقامت أسرة كل ضحية سرادق عزاء أمام منزلها بعد أن اتشحت السيدات بالقرية الملابس السوداء.
ووسط البكاء والنحيب علي الفقيدات تعالت أصوات الدعاء علي الحكومة المسئولة عن موت الأبرياء بسبب الإهمال.
_____________
الدستور