قصته مع فاطمة بنت برى و دورها
فى خداع البسطاء
زعم البدوى أنه رأى فى المنام أحمد الرفاعى و هو يطلب منه أن يذهب لتأديب فاطمة بنت برى و كانت ذات مال و جمال و ذات قدرة على أستمالة الرجال حتى الأولياء و المتصوفة .
و لما التقى البدوى ببنت برى وجدها فى صورة كلها فتنة و اغراء . ولما نادته محاولة استمالته و سلب حاله قام البدوى بتمثيل دور الأخرس ثم اشتغل عندها برعى الابل . و رات فاطمة الابل و هى تظهر حنينها للبدوى و تقبل قدميه . و تسكب الدموع لديه , وكان عدد هذه الابل سبعة ألاف جمل و فجأة قال البدوى يا آل محمد , و يا آل على , و يا آل الحسن و يا آل الحسين , يا آل على زين العابدين , يا آل محمد الباقر , يا آل جعفر الصادق . و هكذا الى أخر أئمة الشيعة المعروفين و ما هى الا لحظات حتى أقبل فرسان نجد و العراق كالبحر المتلاطم و عندئذ فر فرسان آل برى و صاحوا معتذرين ( يا سادتنا عفوكم يسعنا و حلمكم يحملنا ) و أقبلت فاطمة بنت برى على السيد البدوى تقبل قدميه و تأخذ العهد عليه و تخبره بأنها محبته و فقيرته و مريدته و عرضت عليه ان تتزوجه فى الحلال فاعتذر و اتجه الى مكة فى خطوة واحدة .
و الله لا نراك الا كاذبا أنت و اتباعك
و يرى الدكتور سعيد عاشور أن مؤلفى هذه القصة الخيالية عن البدوى أرادوا أن يمهدوا بها للدور الكبير الذى أعدوه له فى طنطا بمصر فأحطوه بهالة من المجد الموهوم و أظهروه فى صورة المصلح القادر الجبار الذى يستطيع أن يجند الجيوش فى برهة و الذى يسانده آل بيت و أئمة الشيعة و أنه يحيى الموتى و يميت الأحياء و غير ذلك من وسائل الارهاب الفكرى و الايحاء النفسى التى تستخدم فى غسل مخ البسطاء و السذج من الناس .
و يرى بعض الباحثين أن رحلة البدوى الى العراق كانت بأمر العلويين الشيعة ليتم اعداده دعويا على يد الصوفى الشيعى (ابن عرب ) و اسمه فى طبقات الرفاعية ( الشيخ برى) و هو تلميذ ( الرفاعى ) و شقيق ( أبى الفتح الواسطى ) حيث عرف البدوى منه كيف يبدو مجذوبا زاهدا . و كانت العراق وقتها مدرسة لتخريج الشيعة المتسترين بستار الصوفية .
عودة البدوى الى مكة
عاد البدوى من العراق الى مكة سنة ( 635 هجرية ) و هو شخص آخر مختلف عما كان عليه من قبل , حيث عرف كيف يبدو مجذوبا زاهدا . و فى هذا يقول الشعرانى :
لما حدث له حادث الوله ( الجذب ) تغيرت سائر أحواله , و اعتزل الناس , و كان لا يتكلم الا بالاشارة لمن يحبه , فأمسكنا معه الأدب . وتصفه أخته فاطمة لأخيها الحسن قائلة :
( ان اخى أحمد قائم طول الليل و هو شاخص ببصره الى السماء , و انقلب سواد عينيه بحمرة تتوقد كالجمر , و له مدة أربعين يوما ما أكل طعاما و لا شرابا .
و بهذه الصورة الجديدة التى عاد بها ( البدوى ) من ( العراق )
الى مكة , توجه الى ( مصر ) و اتخذ مظهر المجذوب ستارا لدعوته
الحديث لم ينتهى بعد . فأرجو المصابرة من اخوانى على لحين الأنتهاء من قصة ذلك الرجل لأنها طويلة و فيها دروس وعبر سيستفيد الجميع منها و هذه الشخصية ( السيد البدوى ) انما كشف حقيقة هذا الرجل و ربما حقيقته لا تغيب على الكثير منكم أنه صوفى شيعى باطنى و لكن ما اردت أن أظهره لأخوانى حقائق و مخططات من الباطن لا يعلمها الكثير من الخواص و العوام صفة .
فالأسلام قد تتوجه له الضربات بشدة و عنف من خارجه و داخله
و عندما يكون الضرب للأسلام من داخله فهو أقوى بكثير من العدو الخارج لأن اعداء الأسلام على الساحة كنجم فى السماء ظاهر للجميع لا يخفى عنهم مثل ( اليهود والنصارى ) و غيرها من من الأديان الأخرى أما عدوك من الداخل فهم اخطر بكثير لأنهم مدسوسين فى وسطنا ( مثل دس السم فى العسل )
فيجب علينا ان نحلل العسل هذا . حتى نشهى به
القادمة بعنوان
الشيعة الباطنية تخطط لنزول البدوى
الى طنطا . بمصر