عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 08-11-2009, 08:23 PM
الصورة الرمزية لن يسبقنى الى الله احد
لن يسبقنى الى الله احد لن يسبقنى الى الله احد غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 198
معدل تقييم المستوى: 16
لن يسبقنى الى الله احد is on a distinguished road
Icon111 الرسالة الرابعة : اللطف الباطني

الرسالة الرابعة : اللطف الباطني

بسم الله ، والحمد لله ،
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

أما بعد .. أحبتي في ربي ...

أسأل الله تعالى أن يرزقنا حبه وحب من يحبه ، ويرزقنا عملا صالحًا يقربنا إلى حبه ،

اللهم الطف بنا في تيسير كل عسير

، فإنَّ تيسير كل عسير عليك يسير ، الهم الطف بنا وارحمنا واعفُ عنَّا

واجعلنا من أحب عبادك لك بمنك وفضلك يا أكرم من سئل .

كما تواعدنا على مذاكرة هذا المعنى النفيس في لطف الرحمن

الرحيم ، لنغرس اليقين باسمه اللطيف فنزداد له حبًا ونزداد له قربًا ،

ونتعبده بهذا الاسم واقعيًا بصورة جديدة .

قد لا تتفهموا خطورة ما يقوله ابن القيم من أول وهلة ، ولكن والله كل

من جرب وعرف الطريق إلى الله تعالى ، وعانى فيه ، سيدرك الخطر

، فالقصة قصة قلب ،

ولطف من الله لتلك البواطن ، لو تفهمون ؟؟؟؟

قال ابن القيم في " الفوائد " : " العبد دائما متقلب بين أحكام الأوامر

وأحكام النوازل ، فهو محتاج بل مضطر إلى العون عند الأوامر ، وإلى

اللطف عند النوازل ، وعلى قدر قيامه بالأوامر يحصل له من اللطف

عند النوازل ، فإنْ كمل القيام بالأوامر ظاهرا وباطنا ناله اللطف ظاهرا

وباطنا ، وإن قام بصورها دون حقائقها وبواطنها ناله اللطف في الظاهر

وقلَّ نصيبه من اللطف في الباطن " أهـ

فهذا معنى " تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة " تعرف له

بطاعتك له في الظاهر ، يلطف بك فيما خفي عليك من أمور ، تعرف

له ليس بالصلاة والصيام والذكر الذي هو من أعمال الظاهر فقط ، بل

تعرف له بخشوعك ومراقبتك له ، بتحسس قلبك ، ولكننا للأسف لما

أهملنا قلوبنا واهتممنا بظاهر الأعمال ، غاب عنَّا اللطف الباطني ،

ومن هنا نشتكي من قسوة القلب ، والفتور والانتكاس ، وقلة

الاستقامة ، ودوام زيغ القلب ، فإذا سألت ما العلاج ،

قيل لك : أن يلطف بك اللطف الباطني .

قال ابن القيم : " فإن قلت : وما اللطف الباطن ؟

فهو ما يحصل للقلب عند النوازل من السكينة والطمأنينة وزوال القلق

والاضطراب والجزع فيستخذى بين يدي سيده ذليلا له مستكينا ،

ناظرا إليه بقلبه ساكنا إليه بروحه وسره ، قد شغله مشاهدة لطفه

به عن شدة ما هو فيه من الألم ، وقد غيبه عن شهود ذلك معرفته

بحسن اختياره له ، وأنه عبد محض يجري عليه سيده أحكامه ، رضى

أو سخط ، فإن رضى نال الرضا ، وإن سخط فحظه السخط ، فهذا

اللطف الباطن ثمرة تلك المعاملة الباطنة يزيد بزيادتها وينقص بنقصانها "
يعني أن من يكون الحال مع الله تعالى ، ويعامل ربه بقلبه ، ويكون له

صلة بالله تعالى صلة خفية تحصل له تلك الألطاف الإلهية ، فيرزقك

سكون القلب واستقامته ، ويدفع عنك القساوة ، وتراك في حال غير

الحال ، ومن هنا تعرف أن الأنبياء لم يكونوا يشعرون بشدة الابتلاء

لسلامة بواطنهم ، وإن نالهم في الظاهر الأذى ، هل تفهمون ؟؟

هذه عدة إيمانية واجبة ، كيف نستنزل اللطف الباطني :

أولاً : تحسس قلبك ، وراقب ما فيه ، وليكن أعظم ما تهتم به .

ثانيًا : لا تفتر عن الدعاء ب ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )

ثالثًا : تدبر القرآن من باب تنزيله على القلب ، واستشعار المعاني دون

الاهتمام البالغ بالألفاظ لمجرد التلاوة وأخذ الأجر
( نزل به الروح الأمين على قلبك )

فواجب عملي الآن :

تدبر سورة الفجر ، لأنها السورة التي نزل فيها

فضل أيام عشر ذي الحجة ، صلوا بها يوميًا قيام الليل من الآن فصاعدًا

، عسى أن ينور الله قلوبنا بمعانيها وأسرارها ، فينزل اللطف من

اللطيف الخبير .

رابعًا : تعلموا المناجاة كيف تكون ؟ لأنها من موجبات المعاملة الباطنة

، مناجاة في خفاء تستنزل اللطف الخفي .

استمعوا إلى حلقة ودرس : ( وقربناه نجيًا ) لتعلم كيفية ذلك .

http://www.manhag.net/droos/details.php?file=353
http://www.manhag.net/droos/details.php?file=260

خامسًا :تذكروا من أعظم أسباب اللطف الذل والانكسار ، فتضاعف ما

استطعت فإنَّ اللطف مع الضعف أكثر .

تنبيه :

تطالبونني بالأعمال ، وقد عودتكم على ذلك ، ولكن بالله......

كم منكم يستجيب في الحال ويطبق الواجب??

، ولا يتكاسل ولا يتقاعس ، ومن منكم يبالي ولا تأخذه مشاغله ؟

ومن منكم لا يصده الكبر عن الإذعان لما يؤمر به ؟

اللهم الطف بنا

طهروا القلوب من معاصيها لتستقيم لكم أعمالكم .

محبكم في ربكم

هاني حلمي


رد مع اقتباس