عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 23-11-2009, 10:51 PM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,294
معدل تقييم المستوى: 26
Khaled Soliman has a spectacular aura about
Mnn

جاء الإسلام منذ اليوم الأول للبشرية بمبادئ جديدة يتجمعون عليها. ويلتقون في ظلها، وجاء لينقل الإنسان نقلة بعيدة فيرتفع به من التراب والطين إلى العقيدة والدين، وجاء ليقر الحق ويبطل الباطل. ويعطي كل ذي حق حقه وعلم الناس أن يكونوا قوامين بالقسط شهداء لله. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (النساء:135).

جاء الإسلام ليقيم العدل في الأرض. فقد قال عبد الله بن رواحة لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرص على أهل خيبر ثمارهم وزرعهم فأرادوا أن يرشوه ليرفق بهم: (والله لقد جئتكم من عند أحب الخلق إلي، ولأنتم أبغض إلي من أعدادكم من القردة والخنازير وما يحملني حبي إياه، وبغضي لكم، على أن لا أعدل فيكم، فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض) (75).

وعندما سرق بنو أبيرق (طمعة أوبشير) درعا وسلاحا وطحينا من بيت (رفاعة بن زيد) ثم كادت السرقة تظهر عند طعمة فألقى طعمة السلاح في بيت آخر -جاء في بعض الروايات أنه يهودي، وكاد الرسول صلى الله عليه وسلم يصدق أن السارق هو اليهودي واسمه -زيد بن السمين- نزلت عشر آيات من السماء تبرئ زيد بن السمين اليهودي، وتثبت السرقة عند المنافق الذي يظهر الإسلام وهو طعمة بن أبيرق الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءته الشكوى: (عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة من غير ثبت ولا بينة) (76).

وجاء الإسلام ليخرج الناس من حياة الحيوان التي يكون تجمع القطيع فيها على الكلأ والحظيرة إلى التجمع على أساس العقيدة والمبادئ، ونزل القرآن يلعن أبا لهب -عبد العزى بن عبد المطلب- عم الرسول صلى الله عليه وسلم الهاشمي القرشي، ويرفع بلالا وعمار وصهيبا، ويأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يصبر نفسه معهم (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)(الكهف:28). (وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ....)(الأنعام:54).

جاء الأقرع بن حابس وعيينه بن حصن الغزاري للرسول صلى الله عليه وسلم، وعندما رأوا صهيبا وبلالا وعمارا وخبابا حوله قالوا: يا محمد (إن وفود العرب تأتيك، فنستحيي أن ترانا العرب مع هؤلاء الأعبد)(79)، فكاد صلى الله عليه وسلم يوافق أن يقرر لزعماء العرب مجلسا، فنزل جبريل عليه السلام بالقرآن ينهاه ويقول له: (وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ)(الأنعام:52).

وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل -عمر بن هشام- فرعون هذه الأمة وإن كان مخزوميا قرشيا. وقتل أبو عبيدة أباه في بدر، وكان رأي عمر أن يقتل الأسرى في بدر وإن كانوا قرشيين ومن أقاربهم الأدنين (جمع أدنى) وانتصر الإسلام بأمثال هؤلاء الأعبد، وطوت عجلة التاريخ القرشيين المعاندين ليبقوا لعنة وعارا في صفحات تاريخ هذه الأمة. واختفت من بين الناس تلك النعرات الجاهلية والأصوات المنكرة التي كانت تؤجج نار حرب البسوس وحرب داحس والغبراء.

واختفى صوت الشاعر دريد بن الصمت: (وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد)، اختفى هذا الصوت ليرتفع الصوت الجديد بنشيده: (أبي الإسلام لا أب لي سواه، إذا افتخروا بقيس أو تميم).

واختنقت الأصوات التي تنادي بالانتصار لبكر أو تغلب أو لخزاعة، عندما دوى صوت الوحي في جنبات الأرض. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13). وأصبحت أنشودة كل مسلم: (الهند لنا والصين لنا والعرب لنا والكل لنا، أضحى الإسلام لنا دينا وجميع الكون لنا وطنا، دستور الله لنا نور أعددنا القلب له سكنا).

رد مع اقتباس